خاص العهد
المزاعم الغربية الجديدة ضد إيران.. فبركات هدفها تضليلي
لم تكن الاتهامات الأخيرة الموجهة لإيران في سياق التوترات الجيوسياسية الحالية مفاجئة، فمنذ بدء الأزمة الأوكرانية الروسية، تسعى بعض الأطراف الغربية إلى فبركة مزاعم و"أخبار مضللة"، بحسب تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في معرض إشارته إلى ما أشاعته تقارير أميركية وأوروبية مؤخرًا بشأن بيع إيران صواريخ باليستية لروسيا، وهو الادعاء الذي رفضته طهران ووصفته بالنفاق الغربي.
وأكد كنعاني أنّ من يزوّد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بالأسلحة ليدمّر المنازل ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، "لا يحق له اتهام إيران زيفًا ببيع الصواريخ"، فيما شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي على أنّ الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) تتخذ إجراءاتٍ ضدّ طهران "بناءً على معلومات استخبارية مغلوطة ومنطق معيب"، وأن "العقوبات ليست حلًا، بل هي جزء من المشكلة".
الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أكد أن أميركا لم تفوت فرصة لتوجيه الاتهامات لإيران، وهي تعمل على نشر الادعاءات غير الموثوقة من دون أدلة ولا بيانات موثقة بل بناءً على معلومات استخبارية مغلوطة ومنطق معيب.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال أفقهي: "على الرغم من ذلك، تواصل الإدارة الأميركية كيل الاتهامات والتصعيد ضد إيران، مدفوعة بتحريض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
ولفت إلى أنه في الوقت الذي تواصل فيه الدول الغربية توجيه الاتهامات ضد إيران فإنها تزوّد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بالأسلحة ليستهدف الحجر والبشر في غزة، وليواصل أبشع المجازر وجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين.
وذكر أفقهي بمزاعم الغرب حول بيع إيران طائرات مسيّرة لروسيا، وقال إن "إيران طالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة من الأمم المتحدة لتوضيح الأمر، إلا أن ردود الفعل الغربية كانت بطيئة وغير حاسمة، وعملت على عرقلة أي جهود للتحقق من هذه الادعاءات".
ورأى الدبلوماسي الإيراني السابق أن التصعيد الأمريكي في النزاعات العالمية يثير استياءً واسعًا، خاصةً مع تزايد المظاهرات المؤيدة لفلسطين في العواصم الأوروبية، والتي تعكس تزايد الرفض للسياسات الأمريكية و"الإسرائيلية".
كما تبرز العلاقات المتنامية بين الصين وروسيا وإيران، وفق أفقهي، كمصدر قلق للغرب، حيث يُنظر إلى هذه العلاقات كتهديد للإستراتيجيات الغربية في المنطقة.
وختم أفقهي حديثه لموقعنا قائلا: "رغم هذه الضغوط، تواصل إيران تعزيز علاقاتها مع دول مثل الصين وروسيا، مما يضيف بعدًا جديدًا للعلاقات الدولية ويعزز من موقفها الإستراتيجي. وفي الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من ضعف اقتصادي وشعبي، تظل إيران قوية ومستقلة، مصممة على التعامل مع التحديات التي تواجهها دون أن تؤثر فيها الادعاءات الغربية".
في كل الأحوال، فإنّ نشر الأكاذيب الغربية يجب ألّا يحرف أنظار المجتمع الدولي عن مسؤوليته تجاه وقف آلة الحرب والقتل الجماعي للكيان الصهيوني في فلسطين، وإجباره على تحمّل مسؤولياته.
روسياالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانأوروباأوكرانياالغرب