في قضاء المنية.. احتضانٌ واسع لشعب المقاومة 

كعادتهم، وتمسكًا بأصالتهم وتاريخهم الوطني والعروبي، لبّى أبناء قضاء مدينة المنية الشمالية نداء الواجب الوطني الذي جسده أهلها المتمسكون بعروبتهم ونضالهم التاريخي بمواجهة الإرهاب الصهيوني. فقد كان للمنية دور كبير في مقارعة الاحتلال بتقديمها عدد من أبنائها المناضلين في صفوف المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وفي مقدمتهم عميد الأسرى في السجون الصهيونية يحيى سكاف، وهو ما جسدته اليوم باحتضانها الكبير لآلاف العائلات الآتية من الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن الجنوب والبقاع الذين نزحوا جراء العدوان الصهيوني الذي يستهدف لبنان.

هذا الاحتضان دفع بالمئات من شبان المنية للبدء بورشة عمل متكاملة؛ من أجل تأمين منزل واحتياجات لكل من تعرض منزله وبلدته لقصف صهيوني، وأتى إلى مدينة المنية ليصبح ضيفًا فيها. إذ كل فرد من أبنائها اصطفوا لساعات متأخرة من الليل على جوانب الأوتوستراد الدولي الرابط بين طرابلس وعكار، ليقدموا المياه والمأكولات للوافدين، وليعبروا عن موقفهم المتضامن معهم بمواجهة العدوان الصهيوني.

الخلية التي عملت في قاعة بلدية دير عمار، والتي فتح رئيس اتحاد بلديات المنية الحاج خالد الدهيبي أبوابها أمام النازحين، لم يتوقف أفرادها عن العمل ليلًا ونهارًا ليكونوا في خدمة كل عائلة وصلت إلى المنية، لتبدأ مرحلة تسليمهم منازل وكل ما يمكن أن يحتاجون إليه من مواد أساسية للتخفيف من الأعباء المترتبة عليهم.

المنية التي تستقبل الزوار الوافدين إليها بلافتات رفعت في داخلها ترحيبًا بأبناء الجنوب والبقاع والضاحية، إضافة الى الاحتضان الشعبي الذي كان عند مدخل المدينة إلى شوارعها وساحاتها؛ حيث تقاسم أبناء المنطقة مع الأهالي الوافدين كل ما يحتاجون إليه من فرش وألبسة ومأكولات، بالإضافة إلى مبادرات لأصحاب المطاعم والأفران لمساندة الضيوف والوقوف الى جانبهم.

الخير

إزاء هذا الواقع، أجرى موقع "العهد" الإخباري مقابلات مع عدد من المتابعين لملف استقبال الأهالي الوافدين إلى البلدات الشمالية. ومن أمام مبنى بلدية دير عمار؛ تحدث لموقعنا معتز الخير الذي شرح عن عمله منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان في ملف تسجيل آلاف العائلات وتوزيعها على منازل ومدارس ومهنيات في قضاء المنية، حيث وجه الشكر لأبناء المنية على استضافتهم واحتضانهم لإخوانهم الجنوبيين والبقاعيين كأنّهم بقوا في منازلهم.

كما حيّا الخير التجاوب الكبير لأبناء مدينة المنية الذين هبوا لنصرة إخوانهم في الوطن وليؤكدو للعدو بأنك لم تستطع أن تنفذ مشروعك التقسيمي في وطننا، لأننا سنبقى موحدين في مواجهتك، وستبقى راية المقاومة مرفوعة حتى التحرير. ورأى الخير أنّ ما نقوم به، اليوم، هو واجبنا الوطني والإنساني تجاه المقاومة وجمهورها الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن وطننا، ونحن على استعداد لتقديم كل ما نستطيع في خدمة هذه المسيرة، ومهما قدمنا لهم نبقى مقصرين تجاههم.

سكاف

تحدّث جمال سكاف شقيق الأسير يحيى سكاف لـ"العهد"؛ مبينًا الدور الذي يقوم به أبناء الشمال، وخصوصًا في مدينة المنية التي تعبر اليوم عن موقفها التاريخي في وقوفها مع المقاومة بمواجهة المشروع الصهيوني. فقد كانت المنية المدينة السباقة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته من خلال تقديمها خيرة شبابها في صفوف المقاومة، وعلى رأسهم عميد الأسرى في سجون العدو يحيى سكاف وعدد من رفاقه الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين والجنوب.

وأضاف سكاف: "كل الإمكانات هي في خدمة جمهور المقاومة وعوائل المقاومين الشرفاء، لأنهم أهل التضحية وأساس الانتصار  وبفضل دماء أبنائهم في المقاومة سننتصر على العدو مهما طال زمن المعركة، وإن قلوبنا وبيوتنا هي ملك لأبناء الجنوب والضاحية والبقاع، وبإذن الله سنعود وإياهم إلى قراهم رافعين رايات النصر.

الدهيبي

أما رئيس اتحاد بلديات المنية خالد الدهيبي، والذي رحب في ربوع بلدة المنية ودير عمار بأبناء الجنوب وكل المناطق الذين تعرضوا لعدوان صهيوني، شدّد على عمل اتحاد بلديات المنية مع المعنيين كافة لتأمين كل ما يحتاج إليه أهلنا النازحون إلى مناطقنا، لأنهم أهلنا وإخواننا ونقدر ما يعانوه اليوم، وواجبنا أن نقف معهم ونساندهم، مؤكدًا الاستعداد للعمل على الأصعدة كافة ليكون الأخوة الأعزاء والضيوف بخير. 

طرابلس والشمالطوفان الأقصى

إقرأ المزيد في: خاص العهد