معركة أولي البأس

خاص العهد

14/06/2019

"العهد" يلتقي أهالي تدمر العائدين إلى بيوتهم

محمد عيد 

طلائع العائدين

اكتوى أحمد بنيران الشوق طويلاً قبل أن يستقل الباص الحكومي عائدا إلى مدينته تدمر. كانت محافظة حمص قد أعدت العدة لعودة حوالي مئتي مواطن من أهالي المدينة الذين شكلوا الدفعة الأولى من الأهالي العائدين إلى مسارح ذكرياتهم الجميلة يوم كانت المدينة قبلة السياح من كل أنحاء العالم. استذكر أحمد ما فعله الرومان بأهالي تدمر حين ثاروا غضبا لمدينتهم وملكتهم زنوبيا التي بقيت رغم أسرها على يد الرومان أنفسهم أيقونة من أيقونات الإنتصار للحرية، حرية استعاد أحمد وبقية العائدين بعضا من نسائمها حين قفلوا عائدين إلى مدينتهم عبر باصات حكومية عملت محافظة حمص على تأمينها بالتزامن مع جهود حكومية جَهِدَت لترميم الأبنية المتضررة وسرّعت عودة المؤسسات الحكومية إلى المدينة بحيث  لا يترك العائدون فيها لمصيرهم.

"تفقدت منزلي وهو متضرر بشكل جزئي، الحكومة ستعينني على ترميمه كما وعد السيد المحافظ" يقول أحمد لموقع "العهد" الإخباري.
كان أحمد أوفر حظاً من محمد الذي دمر بيته بشكل نهائي "قمت بذكر ذلك في ضبط قدمناه للحكومة التي سمحت لنا بتفقد منازلنا وأمنت لنا المواصلات بشكل مجاني وبشكل يومي لمدة عشرة أيام قبل عودتنا. أنا سعيد بما قدموه لنا من التزامات بالمساعدة وهو أمر بدأنا نلحظ صدقه منذ اللحظة الأولى لعودتنا".

جاهزون لاستقبال الجميع

رئيس مجلس مدينة تدمر المهندس هاني دعاس وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد أن خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي وغيرها من بقية الخدمات الأساسية متوفرة في المدينة، وقال "نعمل الآن على إزالة الأنقاض وتمكين قطاع البنى التحتية بشكل نهائي ومستدام في تدمر".

"العهد" يلتقي أهالي تدمر العائدين إلى بيوتهم

دعاس أوضح أنه بإمكان العائلات الراغبة بالبقاء في تدمر أن تقدم تصريحا بهذا الشأن إلى مجلس مدينة تدمر ليصار إلى إيصال المياه والكهرباء الى منازلها على الفور.

رئيس مجلس مدينة تدمر لفت إلى أن هذه الدفعة من العائدين هي فاتحة خير لعودة جميع العائلات التي اختارت الهروب من الإرهاب الداعشي إلى المناطق الآمنة حينها في حمص والبعض اختار الذهاب إلى دمشق. "نحن نتقصى أخبار مواطنينا جميعا ونعدهم بعودة قريبة ومظفرة ولا نطلب منهم سوى المسارعة لبتسجيل أسمائهم على قوائم العودة حتى يكون بإمكاننا تقديم المساعدة الفورية لهم على العودة والمساعدة العاجلة واللاحقة لمرحلة استقراراهم النهائي في بيوتهم ومنازلهم".

الآثار المنكوبة

مر العائدون في طريق عودتهم بأعمدة تدمر الأثرية ومسرحها التاريخي الذي وطئته أقدام التنظيم التكفيري حين قتل واحدا من ألمع علماء الآثار السوريين وهو الدكتور خالد الأسعد. حدثنا محمود العائد الى تدمر عن شريط الذكريات هذه "كان الأمر أشبه بكابوس لكن عودتنا اليوم وقيام الحكومة السورية بتسهيلها جعلنا نخرج من الكابوس".

"العهد" يلتقي أهالي تدمر العائدين إلى بيوتهم

مشاهداتنا في المدينة وشت بنكبة التاريخ في آثارها الخالدة، فـ"الدواعش" وخلال سيطرتهم على تدمر قاموا ولحساب جهات، لم يعد خافياً على السوريين هويتها ومقاصدها، بتلغيم ونسف العديد من المعابد الأثرية ونهب الآثار التي يعود عمرها لآلاف من السنين مضت على المدينة التي تداول عليها الغزاة. لكن تدمر بقيت كعهد السوريين بها عروس الصحراء ومنجم الكنوز التاريخية التي تحكي قصة سوريا الأرض التي تحولت إلى مقبرة للغزاة والطامعين والمستعمرين.

إقرأ المزيد في: خاص العهد