خاص العهد
ما مصير مسلحي التنف بعد قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا؟
دمشق ـ علي حسن
بمجرد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء سحب قواته من سوريا كانت هناك جملةٌ من التساؤلات على الصعيدين السياسي والميداني، فهو نقطة تحول كبيرة جداً لصالح سوريا وحلفائها بلا شك بحسب آراء معظم المحللين والمراقبين الذين رأوا أنّ دمشق قد انتصرت في السياسة كما في الميدان بلا حرب بغض النظر عن الأسباب التي قالها ترامب والتي تصوّرُ واشنطن على أنها المنتصرة. ولعلّ أهم تلك التساؤلات المطروحة ميدانياً هو: ماذا سيحلُّ بالتنظيمات المسلحة المتواجدة في محيط قاعدة التنف بعد الانسحاب الأمريكي؟.
بعد تمركز القوات الأمريكية في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية أحاطت نفسها بمنطقة أمان نتجت عن تفاهمات سياسية أمريكية ـ روسية تسمى بمنطقة الخمسة وخمسين كيلو متراً، نشطت فيها عشرات التنظيمات المسلحة ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي. ورغم أن نشاط التنظيم فيها لم يشكل عملياً خطورةً كبيرة على الجيش السوري كونه لا يستند إلى نقاط تمركز استراتيجية للتنظيم إلا أنّ القوات الأمريكية قد سمحت له بالبقاء في هذه المنطقة والتحرك منها بأمان تجاه مواقع الجيش في قرى حمص ودير الزور وحتى ريف السويداء، بالإضافة إلى دعمها و تدريبها في قلب قاعدة التنف لعدد من التشكيلات المسلحة أبرزها ما يسمى بمغاوير الثورة، وما كان يطلق عليه قوات أحمد العبدو.
مصدرٌ عسكري سوري من محيط منطقة الخمسة وخمسين كيلو متراً تحدث لموقع "العهد" الإخباري وقال إنّ " قوات الجيش السوري قد حسمت أمرها بدخول منطقة التنف بعد انسحاب القوات الأمريكية منها مباشرةً"، مشيراً إلى أنّ " الجماعات المسلحة المتواجدة في منطقة الخمسة وخمسين ستكون بحكم المستسلمة حين انسحاب القوات الأمريكية من التنف وفاقدةً لداعمها الاستراتيجي ومصدر قوتها في المنطقة الذي كان يحميها، وغالباً ما ستقوم بتسليم سلاحها للجيش بحسب المعلومات الواردة له من هناك ومن يريد التسوية من السوريين منهم سيكون له ذلك"، لافتاً إلى أنّ "بعض قيادات مغاوير الثورة ترفض التسوية من اليوم بحسب تلك المعلومات رغم أنّ الوقت لا يزال مبكراً على ذلك، فالهدوء يسود منطقة التنف وقوات الجيش لم ترصد أي انسحاب أكان للقوات الأمريكية أم للقوات البريطانية المتمركزة معها أيضاً ولكن الجيش السوري قد اتخذ قراراه بدخول المنطقة فور انسحاب القوات الأجنبية منها ومن يريد تسوية وضعه من مغاوير الثورة أو غيرها فسيتم ذلك ومن يريد الخروج نحو الشمال السوري سيُنظرُ في ذلك حينها".
وأكد المصدر العسكري السوري في ختام حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ "خروج الأمريكيين من التنف سيُفقدُ المسلحين كل الدعم اللوجستي الذي كانوا يتلقونه وفي حال تعنتهم عن تسليم أسلحتهم سيدخلون في مواجهة خاسرة بكل تأكيد وبالتالي من مصلحتهم إجراء عملية التسوية مع الدولة السورية. ومن المحتمل أن يدخل الجانب الروسي في هذا الشأن فقد دخل مسبقاً في مشاورات بشأن إخلاء مخيم الركبان وإخراج المسلحين من المنطقة نحو الشمال السوري".