خاص العهد
بلدية طرابلس: هل حان وقت تغيير الرئيس؟
محمد ملص
على مدى الأعوام السابقة، لم تحظ طرابلس بأي مجلس بلدي يلبي طموحات أبناء الدينة، ورغباتهم بمشاريع إنمائية أو تطويرية، إذ لا يكاد تمر ثلاث سنوات الا ويبدأ التخبط بالمشاكل والأخطاء بين الرئيس وأعضاء المجلس البلدي، وهو نتيجة حتمية لعمليات الزواج بالإكراه بين مختلف المكونات السياسية، التي تأتي بمجلس تحت شعار "التوافق" ولكن يستحيل أن يكون متجانساً فيما بينه.
تعيش بلدية طرابلس اليوم أسوء أيامها، كونها تعاني من تعطيل شبه تام لكافة الدوائر والمنشات، الجميع ينتظر بصمت دون أي مبادرات تذكر، ربما سيستمر التعطيل لثلاث سنوات قادمة إذا ما بقي أحمد قمر الدين على رأس المجلس البلدي، وبقيت معه المواجهة مفتوحة بينه وبين الأعضاء، أو ربما تتفق القوى السياسية، على اسم اخر يكمل ولاية الثلال سنوات، لعل ذلك يساهم في ترميم ما تصدع من المجلس البلدي.
لا شك أن أهم الاسباب والمشاكل التي يعاني منها المجلس البلدي في طرابلس، تكمن في عدم التنسيق أو التجانس بين الأعضاء من جهة والرئيس من جهة ثانية فتركيبة المجلس التي تتوزع بين 9 أعضاء كانوا على لائحة التحالف الطرابلسي (الحريري ـ ميقاتي ـ كرامي) و15 عضواً من لائحة (المجتمع المدني ـ ريفي) حينها تمكنت اللائحة من الفوز بالعدد الأكبر من المقاعد، وبالتالي كان لهم حق اختيار الرئيس قمر الدين، الا أن الخلفيات السياسية لكل عضو، ولو من ضمن اللائحة نفسها، شكلت عائق سياسي أمام انطلاقة المجلس الى العمل، ومنذ الجلسة الأولى بدأت القرارات تتخبط في دوامة التحالفات السياسية.
مع انقضاء الفترة الثلاث سنوات من عمر المجلس، سارع 13 عضواً من أعضاء المجلس البلدي الـ24 ، لنقديم عريضة تطالب باستقالة قمر الدين من منصبه متهمين إياه بالفشل والتعطيل، ويتذرع المعترضون بأن قمر الدين وطوال الفترة الماضية من رئاسته، لم يتمكن من تنفيذ أي مشروع انمائي أو حتى لم ينجح في إكماله إذا ما بدأ، إضافة الى اتهامات من الأعضاء لقمر الدين بتخصيص أذونات سفر اسبوعية له ولعائلته على حساب البلدية، بالإضافة الى المعاش المرتفع الذي يتلقاه ويفوق 5 الاف دولار امريكي.
امام هذا الواقع المتردي، يسعى عدد كبير من أعضاء البلدية الى طرح الثقة بقمر الدين، وهم يتحينون الجلسة التي من المتوقع أن تعقد في 23 حزيران/ يونيو للتصويت على طرح الثقة. لكن يتبين ان هناك مشكلة في الأعضاء نفسهم، فهم حتى اليوم لم يتفقوا على اسم معين ليحل محل قمر الدين ولا على اسم لنائب الرئيس ، وهو ما سيشكل نقطة قوة ليبقى قمر الدين في مكانه.
معلومات خاصة بموقع "العهد" الإخباري أشارت الى ان الرئيس نجيب ميقاتي هو أول من يسعى لتغيير قمر الدين ـ الذي خلع عنه عباءة ريفي " ـ إضافة إلى أن ميقاتي يريد كسر حالة الجمود الكبيرة التي تعيشها المدينة، في المشاريع الإنمائية، وهي باتت بحاجة الى المسارعة لإنجاز كل تلك المشاريع المعلقة.
من المتوقع أن يُحدّد رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين تاريخ الجلسة لطرح الثقة به، وبنائب رئيس البلدية، في 23 حزيران/ يونيو، ولكن حتى الساعة لا يوجد قرار جدي في تغيير الرئيس، حيث أكدت معلومات لموقع "العهد" الإخباري أن تياري "العزم" و"المستقبل" باتا على قناعة تامة بضرورة تغيير قمر الدين، وقد سارع الرئيس ميقاتي الى فتح الموضوع مع الرئيس الحريري في لقاءهما الأخير، ولكن من دون أن يتم الإتفاق على اسم ليكون بديلاً عن قمر الدين.
في الوقت نفسه، تشيع مصادر الرئيس ميقاتي، أنه أبلغ عدداً من الأعضاء أنّ الرئيس الجديد سيكون عزام عويضة، ونائب الرئيس هو عبد الحميد كريمة". ويفهم إصرار ميقاتي على تغيير قمر الدين، وتعيين عويضة مكانه، كونه كان محسوباً عليه، وكان رئيس لائحة التوافق السياسي التي خاضت الانتخابات البلدية في الـ2016، بالإضافة الى أن ميقاتي يسعى دائماً لإعادة سيطرته على قرار البلدية في طرابلس.