خاص العهد
العشائر السورية للسبهان: متى كنت لنا ناصحاً؟!
محمد عيد
أثارت زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان حفيظة أبناء العشائر السورية الملتفة بأغلبيتها حول دمشق. فالرجل المطرود من العراق بعدما أساء استخدام حصانته كسفير هناك مستخدما لغته المذهبية البغيضة عاد للظهور مجددا في شمال شرق سوريا رفقة المحتل الأمريكي وسط حفاوة لافتة من قوات سوريا الديموقراطية التي وجدت في السبهان المنقذ لها من غضبة العشائر العربية المنضوية تحت سيطرتها. العشائر بدأت برفع الصوت احتجاجا على ممارسات قسد، ما حدا بالسبهان لمحاولة شراء ذمم زعمائها وإقناعهم بالبقاء تحت إمرة قسد المنفتحة على العدو الصهيوني والتي لم تخف تعاونها العسكري معه ورغبتها الضمنية في تنفيذ مخططاته المرسومة بعناية لضرب الوحدة الوطنية السورية.
تحالف ثلاثي
يرى عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد العكام أن زيارة السبهان لمناطق شمال شرق سوريا رفقة مسؤولين أمريكيين تأتي في سياق دعم قوات سوريا الديموقراطية التي تعاني من حالة السخط والتمرد التي تقودها العشائر العربية المنضوية تحت لوائها، فجاءالسبهان ليفتح "كيس نقوده" في محاولة منه لشراء ذمم زعماء هذه العشائر وإقناعهم بالبقاء تحت إمرة قسد تمهيداً.
وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري، يؤكد العكام أن هناك تحالفاً ثلاثياً يتبلور بين كل من السعودية وقسد والكيان الصهيوني برعاية أمريكية، والهدف هو إبقاء مناطق شمال شرق سوريا منفصلة عن دمشق وأداة دائمة لابتزازها واستنزافها بعد إحراق ورقة داعش، وهذا ما يفسر وفق العكام قيام عسكريين من قسد وبشكل علني بالتدرّب داخل الكيان الصهيوني لخدمة هذا المشروع، فضلاً عن استقبال قوات سوريا الديموقراطية لوفود إعلامية صهيونية على رؤوس الأشهاد.
العشائر العربية تحتج على الزيارة
من جانبها رفضت العشائر العربية في مناطق الجزيرة السورية وشرق الفرات زيارة السبهان ووضعتها في إطار رغبة هذا الأخير في ضرب الوحدة الوطنية و"الوفاق العشائري"، مستذكرة تجربة السبهان في العراق وإيغاله في الخطاب المذهبي بشكل بغيض لا يراعي الحد الأدنى من احترام مشاعر العراقيين.
شيخ عشيرة المشاهدة في دير الزور وعضو ملتقى القبائل والعشائر السوري الشيخ حيدر الحمادي يوضح لموقع "العهد" الإخباري أن "كل العشائر السورية إلا الشراذم منها ترفض زيارة السبهان وتعدها في إطار التدخل السافر في شؤوننا الوطنية".
الحمادي يؤكد أن "محاولة شراء الذمم وتوزيع المال التي يقوم بها السبهان هناك لن تغير من الواقع شيئا مع وضوح "حالة الفرز الوطني" التي تكشف هزالة الممالئين للمحتل وضعف حضورهم الشعبي مع انعدام خياراتهم الوطنية في الوقت الذي تحظى فيه دمشق بولاء جل العشائر العربية".
من جانبه يلفت رئيس الهيئة الشعبية للسلام والمصالحة الوطنية في سوريا الشيخ صالح الدلي النعيمي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري الى أن حظوظ قسد في البقاء كأداة بيد المحتل معدومة وأول ما يهدد وجودها هو "التناقض التاريخي بين هذا المشروع الانفصالي والحضور العشائري العربي المتمسك بوحدة البلاد والمدعوم بأصوات كردية سورية ترى في سوريا الموحدة وطنها النهائي".
الدلي يوضح أن "الدعم الأمريكي والصهيوني والخليجي لقسد قد يمدها بجرعة أوكسجين لكنه لن يبقيها على قيد الحياة طويلا سيما وأن المحتل الأمريكي مشهود له بالتخلي عن أدواته وهو لن يبقى هناك لعلمه بأن الجيش السوري سيحرك العمل المقاوم ضده حين يفرغ من معركة إدلب وعلى الانفصاليين أن يتعظوا ويأخذوا عبرا من دروس التاريخ قريبه وبعيده".
يختم النعيمي حديثه لموقع "العهد" الإخباري بالقول إن "الوطن هو الملاذ الأول والأخير وإن تجربته مع المصالحات عززت ثقته المتينة أساسا بحالة الرعاية الأبوية التي تحرص دمشق على تظهيرها مع العائدين إلى حضن الوطن. فالمصالحات حقنت الدماء وأعادت الشعور الوطني إلى مربعه الأول وعلى قسد أن تلحق بركب المصالحات قبل فوات الأوان".