خاص العهد
غزّة: طلبة عالقون يُطالبون بالسماح لهم بالالتحاق بجامعاتهم الدولية
خاص العهد-غزة
يحلم الطالب الفلسطيني براء محمد أبو مُر بدراسة في الطب البشري، في جامعة اسطنبول في تركيا، جراء تغيبه عن مقعده الدراسي وضياع عامه الدراسي للعام الثاني على التوالي بسبب الحرب.
ويقول الطالب الذي شارك في وقفة احتجاجية للمطالبة بسفر الطلبة العالقين في غزّة :" أنهيت دراسة الثانوية العام الماضي وحصلت على معدل 99,1% في الفرع العلمي، التحقت بالجامعة الإسلامية في غزّة، ومن ثمّ التعليم تعطل بفعل الحرب". ويضيف: "حصلت على منحة في جامعة اسطنبول في تركيا، وهي من أرقى الجامعات على مستوى العالم لدراسة الطب البشري".
وطالب عدد من الطلبة العالقين في قطاع غزّة الجهات المسؤولة بالتدخل والسماح لهم بالسفر لاستكمال دراستهم والالتحاق بجامعاتهم، بعد سيطرة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على معبر رفح البري في أيار/مايو الماضي عند بدء العدوان البري في المدينة.
كما نظّم الطلبة وقفة أمام مستشفى ناصر الطبي، في جنوب قطاع غزّة، ورفعوا لافتات تطالب بضرورة التدخل قبل ضياع مستقبلهم. وتقول الطالبة العالقة في غزّة نغم البطة: " نحن الطلبة العالقون نطالب بحقوقنا ونناشد جميع الحكومات وجميع المؤسسات الدولية بتوفير طريق آمن لتسهيل خروجنا من قطاع غزّة والوصول إلى جامعاتنا".
وتشير نغم إلى وجود قرابة 1500 طالب وطالبة عالقين في غزّة جراء إغلاق المعابر منذ بدء الحرب على القطاع. وتضيف: " لسنا قادرين على الوصول الى جامعاتنا بسبب الحرب وإغلاق المعابر"، وتابعت: " نطالب الجميع أن يوصل صوتنا للعالم؛ فقضيتنا عادلة".
وأردفت: " فقدنا عامًا دراسيًا كاملًا، والآن نحن في خطر معرضين لفقدان عام دراسي آخر". وتشير إلى أنها فقدت منحتها الدراسية الأولى، وبعد معاناة وجهد طويل تمكّنت من الحصول على منحه دراسية أخرى. وتقول :" كثير من الطلبة فقدوا قبولات جامعية ومنحهم الدراسية بسبب التأخر في وصولهم إلى الجامعات". وتضيف: "نطالب جميع الحكومات والمنظمات الدولية والحقوقية الإنسانية بأن تقف معنا وقفة إنسانية حتّى نتمكّن من إكمال حقنا في التعليم الذي يشكّل أبسط الحقوق التي من الممكن أن يحصل عليها أي إنسان"، وناشدت بتوفير ممر إنساني آمن لمغادرة قطاع غزّة لاستكمال تعليمهم.
هذا؛ وقد بدأت الجامعات في غزّة بعملية التعليم الإلكتروني بعد استهداف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للمؤسسات التعليمية منذ بدء العدوّان على القطاع. ويشتكي الأهالي من عدم توفر الكهرباء والإنترنت وعدم امتلاك الطلبة الأجهزة اللازمة للتواصل الإلكتروني مع جامعاتهم. وقال الطلبة: "نحن اليوم أتينا من أجل مطالبة العالم الدولي بالحق بالتعليم، ومن أجل مناشدة الجميع لفتح المعابر لطلاب غزّة من أجل استكمال التحاقهم بالجامعات الدولية ومواصلة حلمنا ومشوارنا الذي بدأناه منذ زمن".
بدوره؛ يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّ أكثر من 10 آلاف و600 طفل وأكثر من 400 معلم استشهدوا في العمليات العسكرية "الإسرائيلية"، في حين أصيب أكثر من 15 ألفًا و300 طالب و2400 معلم.
واليوم، هناك أكثر من 625 ألف طفل في سن الدراسة في غزّة يعانون صدمة عميقة بسبب حرمانهم من حقهم في التعليم، وهو ما وصفه 19 خبيرًا ومقررًا مستقلًا من الأمم المتحدة بأنه جزء من "الإبادة التعليمية".