خاص العهد
المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء لـ"العهد": السيد نصر الله تحول إلى مدرسة جهادية ملهمة لكل المقاومين
في إطار تطوّرات المعركة الجارية في غزّة ولبنان، يُلاحَظ تنسيق كبير بين المقاومة الفلسطينية وقوى محور المقاومة في المنطقة، حيث ينسق المجاهدون في مختلف جبهات الإسناد مع نظرائهم في غزّة عبر غرف العمليات المشتركة.
هذا التنسيق لا يقتصر على الدعم العسكري واللوجستي فقط، بل يشمل أيضًا تحركات سياسية وشعبية مستمرة لدعم القضية الفلسطينية. منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" على غزّة في أكتوبر من العام الماضي، استمر الدعم العسكري المقدم من فصائل المقاومة في محور المقاومة، بما في ذلك عمليات نوعية وفاعلة كان أبرزها تلك التي قامت بها "كتائب سيد الشهداء" التي كانت سباقة في تنفيذ عمليات جهادية مؤثرة ضدّ الاحتلال.
الاستجابة الفورية للنداء الجهادي
المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء الشيخ كاظم الفرطوسي أكد في حديث لموقع العهد الإخباري استعداد كتائب سيد الشهداء لتلبية أي نداء من المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان في أي لحظة إذا دعت الحاجة لذلك.
وأعلن الشيخ الفرطوسي استعداد كتائب سيد الشهداء لتنفيذ عمليات نوعية تستهدف مواقع إستراتيجية للعدو "الإسرائيلي" وتقديم الدعم لأبناء شعبها في مناطق النزوح في العراق ولبنان وسورية، مما يعكس الروح الجهادية العالية في صفوف هذه الفصائل.
التنسيق بين حركات محور المقاومة: قراءة إستراتيجية للمواجهة
وشدد الشيخ الفرطوسي على أن التنسيق بين المقاومة في مختلف جبهات القتال يمتد إلى شقين أساسيين، الأول هو التنسيق الفكري والعسكري الذي يعزز فهم المقاومة للعدو، نقاط قوته وضعفه، وكذلك تطوير أساليب وطرق مواجهة العدو، وهذا يعكس سلوكًا منهجيًا في التحليل والتخطيط الإستراتيجي.
أما الثاني فهو التنسيق المباشر لتلبية احتياجات المجاهدين وتحديد الأهداف الرئيسية في الميدان، بحيث يتم تحقيق أقصى تأثير ممكن في مواجهة العدو.
وعلى رغم التنسيق المستمر بين الفصائل، هناك تحديات كبيرة تبرز على الساحة السياسية بحسب الفرطوسي منها الضغوط الأميركية والإقليمية التي تشكّل عقبة رئيسية في تعزيز هذه الجبهات، حيث تسعى القوى الغربية بشكل مستمر إلى منع أي نوع من الدعم العسكري لفصائل المقاومة.
ومع ذلك، لفت المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء إلى أن البيئة الجهادية في العراق ولبنان واليمن تبقى داعمة للمجاهدين، وتحفزهم على الاستمرار في نضالهم ضدّ الاحتلال.
الاستهدافات العسكرية وتطور العمليات الجهادية
وتطرق الفرطوسي إلى العمليات العسكرية بالقول: " إن العمليات الجهادية قد توسعت في الحجم والنوع، حيث باتت الضربات تتصاعد بشكل متسارع، وتضاعف استخدام الطائرات المسيرة في استهداف مواقع العدو".
وأردف القول: " إن الفصائل المقاوِمة أكدت أنها مستعدة لاستخدام أسلحة متطورة في المستقبل لدعم فلسطين ولبنان في حال استمرار العدوان الإسرائيلي".
و رأى الفرطوسي أنه في ظل هذا التصعيد، هناك إمكانية اللجوء إلى ما يسمّى "حرب الطاقة"، وهو سلاح إستراتيجي يمكن أن يؤثر في مصالح العالم بأسره، بما في ذلك أسعار النفط، مما يجعل هذا السلاح الأداة الأخيرة التي قد يستخدمها المجاهدون في مواجهة الاحتلال.
الضغوط الدولية والموقف العربي
على الصعيد السياسي، بين الشيخ الفرطوسي أن الفلسطينيين والمقاومة في لبنان يواجهون تحديات كبيرة بسبب الموقف الدولي والعربي الباهت تجاه ما يحدث في غزّة ولبنان. مجلس الأمن الدولي يظهر عجزًا واضحًا في اتّخاذ مواقف حاسمة أو تنفيذ قراراته، في حين أن الدول العربية تتّخذ موقفًا سلبيًا، حيث يغلب عليها الصمت حيال المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في غزّة. هذا السكوت يُعد دعمًا غير مباشر للعدوان "الإسرائيلي" ويُظهر فشل النظام العربي في اتّخاذ خطوات جادة لدعم القضية الفلسطينية.
لبنان: الصمود.. التضحية والمقاومة
في لبنان، يعكس الواقع الحالي وفق الفرطوسي مشهدًا من التضحية الهائلة والصمود الأسطوري في وجه العدوان. المناطق اللبنانية الجنوبية والبقاعية قد تعرضت لتدمير واسع نتيجة الضربات "الإسرائيلية"، لكن هذا لم يثنِ من عزيمة المقاومة اللبنانية.
وأوضح أن المجاهدين في هذه المناطق يواصلون صمودهم، ويستمرون في توجيه الضربات القوية للعدو رغم حجم التدمير الذي لحق بهم.
الشهيد القائد السيد حسن نصر الله: أثر المقاومة ونجاح المشروع الجهادي
وفي حديثه لـ"العهد" أشار الشيخ الفرطوسي إلى أن أحد أبرز الأحداث التي أثرت في مسار المقاومة هو استشهاد القائد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله، الذي يعتبر بمثابة فقدان جسد قائد جهادي عظيم، ولكن فكرته وروحه ما تزالان حيَّتين في الميدان.
وأضاف: يعتبر استشهاد هذا القائد علامة فارقة في تاريخ المقاومة، إذ تحول سماحته إلى مدرسة جهادية يتعلم منها كلّ المجاهدين، فتتعزز الروح الجهادية بفعل تعاليمها، وتلهم بقية المقاومين لمواصلة الطريق.
الزخم الروحي والتوجّه نحو النصر
الفرطوسي بيّن أنه من خلال التركيز على تضحيات الشعب اللبناني والمقاومين، يبدو أن ثمة عزمًا قويًا على المضي قدمًا في تحقيق النصر. كما هو الحال في معظم حركات المقاومة، تبقى كلمات القائد الشهيد مدوية في أذهان الجميع، مؤكدًا أن الدماء التي أُريقت في سبيل الله ستثمر نصرًا كبيرًا
واستطرد القول: "إن هذه الروح المتجددة من التضحيات والإيمان الراسخ في النصر هي التي تبقي جبهات المقاومة حية وفاعلة، في مواجهة ما يقدمه العدوّ من تهديدات".
وختم الشيخ كاظم الفرطوسي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن المقاومة في لبنان، العراق وفلسطين تسير على درب واحد، ولديها إستراتيجية واحدة تهدف إلى القضاء على الاحتلال وإحلال الحرية، وأنه خلال الدعم المتبادل والتنسيق المستمر، يستمر المحور في تقديم نموذج للصمود والتضحية أمام العدوان، مستمداً قوته من إيمانه بقضية فلسطين ولبنان، ومن الروح الجهادية التي لا تعرف الاستسلام.
لبنانفلسطين المحتلةالعراقالسيد حسن نصر االله