خاص العهد
رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني لـ "العهد": دماء الشهداء على طريق القدس ستُزهر نصرًا كبيرًا
أكّد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال حديد، خلال مقابلة خاصة لموقع "العهد" الإخباري، أن المقاومة فرضت معادلة جديدة في المنطقة وما بعد هذه المعركة التاريخية ليس كما قبلها على المستويات كافة، حيث تبيّن لمن يبحث عن أطماع في منطقتنا أنه يجب عليه أن يعيد النظر في دور الكيان الصهيوني ووظيفته التي أرادوها له منذ أن أتوا بشتات اليهود إلى هنا، لأن هذا الكيان لم يعد قادرًا على تأدية وظيفته بعدما أصبح عاجزًا أمام بسالة قوى المقاومة من حماية نفسه وبحاجة إلى حماية خارجية له.
وأضاف: "لذلك إن معركة "طوفان الأقصى" ومعركة "الإسناد" التي تخوضها المقاومة اللبنانية، والتي كانت تحت أمر سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله باتت أعجوبةً في نظر العالم أجمع، والذي لم يستطع إيقافها ولن يستطيع إلا بقرار من المقاومين الأشاوس، حيث غيرت "معركة الإسناد" المسار الذي كان يسير فيه العدوّ ومن يدعمه في المنطقة، ولذلك عندما ننظر الى معركة طوفان الأقصى ومعركة الإسناد في الجنوب اللبناني نجد أن هذه المعارك ضرورة من ضرورات المواجهة مع العدوّ لأنه لا يفهم إلا بهذه اللغة التي تتعامل بها معه المقاومة".
واعتبر رئيس المؤتمر الشعبي "أن السلوك الأخير الذي يعتمده العدوّ بالتصعيد على مختلف الجبهات، وأبرزها الاغتيالات التي ينفذها نتيجة عدم قدرته على الصمود في وجه جبهة الجنوب، وعدم تقدمه شبرًا واحدًا داخل الأراضي اللبنانية، فإنه يحاول الاعتماد على الاغتيالات والقتل والتدمير حفاظًا على ماء وجهه أمام جمهوره الذي يئس من وعود قيادته بحسم المعركة منذ عام وشهرين، ومن جهة أخرى نعتبر أن همجية هذا العدوّ ليست بالغريبة عنه، إنما الغريب هو الصمت الدولي والسكوت عن هذه الجرائم التي تعتبر من أفظع الممارسات بحق البشر والحجر، والتي لم يتعود عليها أي شعب من الشعوب في كلّ العالم، ورغم كلّ ذلك نقول للعدو، إن كان يقصد كسر إرادة شعوبنا المتمسكة بالمقاومة في فلسطين ولبنان فإن هذا الموضوع كان وسيبقى عصيًا عليه، وسيزيد المقاومين إصرارًا في المواجهة والقتال مهما طال الزمن، وإن العدوّ بهذه الممارسات لن يجني أي هدف إستراتيجي من أهدافه المعلنة، وإن أهدافه التي أعلنها لا يمكن أن تتحقق في الحرب، وقد فشل العدوّ على مدى أشهر من تحقيق أي جزء صغير من أهدافه إلا بالتدمير الممنهج الذي يشاهده العالم أجمع".
وتابع حديد: "على الدول العربية والإسلامية وخاصة الدول التي شاركت مؤخرًا في القمة العربية والإسلامية التي انعقدت في الرياض أن تتحرك، إن كانت فعلًا جدية، وأن تضغط بما لها من قدرات على المجتمع الدولي، حتّى يضغط بدوره على العدوّ ويمنعه من الاستمرار في جرائمه الوحشية. وإن كان المقصود من كلّ ما يحدث هو كسر المقاومة وإرادتها، فإننا نقول للعدو وللصديق، إن ذلك لن يحصل وإنه من المستحيلات، والمقاومة حتّى الآن لم تنزلق إلى مواجهة العدوّ بنفس الطريقة الوحشية التي يقوم بها".
كما أكد، أنه حتّى الآن الميدان هو الذي يتكلم، وكلّ الضغوطات لن تثني المقاومة عن موقفها، وكما يناور العدوّ ويضغط باستهدافه المدنيين الآمنين، فالمقاومة في الميدان أيضًا تضغط على العدوّ وتمنعه من احتلال أي شبر من أراضينا، ورسائل المقاومة الصاروخية في عمق "تل أبيب" خير دليل على ذلك. إضافة إلى أن الرئيس نبيه بري المكلف بإدارة المفاوضات السياسية قد قال بالفم الملآن: إن هذا الضغط "ما بيمشيش معنا"، وعلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن يدرك مع من يتعامل، مع شعب لا يهاب أي ضغوطات في سبيل الدفاع عن كرامته وسيادته ووفاءً لدم سيد الشهداء الشهيد حسن نصر الله الذي قدم فلذة كبده للقضية وقدّم روحه أيضًا، فإن أقل ما يمكننا فعله أمام هذه الدماء الزكية هو أن نبقى على العهد والوعد، وأن نبقى صامدين في مواجهة العدوّ حتّى تحقيق النصر المحتّم بإذن الله.
وختم كمال حديد حديثه لموقعنا، بتوجيه تحية إجلال وإكبار لروح الشهيد العزيز، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، الأخ محمد عفيف النابلسي الذي اختتم مسيرته بالشهادة، قائلاً:" إن مثل الحاج محمد عفيف لا يختتم حياته إلا بهذه الطريقة المشرفة، لأنه كان رمزًا للإعلام المقاوم الذي يفضح العدوّ وجرائمه. ومن هذا المنطلق خاف العدوّ منه في حياته وسيبقى صوته يلاحقه في استشهاده، لأنه أسّس لمدرسة عظيمة من الإعلام المقاوم".
كما حيّا محور المقاومة كافة، وكلّ من يقف إلى جانب المقاومة،سواء كان بالدم أو بالكلمة، معتبرًا أن هذا الشلال الهادر من الدم الزاكي الذي سال من شهداء أمتنا على طريق القدس سيزهر نصرًا كبيرًا وقريبًا، إن شاء الله.