خاص العهد
عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح لـ"العهد": لا عروبة من دون غزة
عقب التطورات الحاصلة في سورية، وأمام مساعي العدوّ "الإسرائيلي" لفرض معادلة الاستباحة لشعوب الأمة بما أسماه " الشرق الأوسط الجديد"، تقف الأمة العربية والإسلامية وكلّ ضمير إنساني حيٍ في العالم أمام مفترق طرق، معيار الحق فيه هو العداء لأميركا و"إسرائيل".
على مستوى العالم، يتصدّر اليمن الموقف الحي واليقظ والمسؤول، داعمًا طوفان الأقصى، ودول محور المقاومة بالموقف الجمعي الشعبي، والتحرك السياسي، وعسكريًا بالعمليات الصاروخية والبحرية وبكل متاح، متجاوزًا كلّ العراقيل والخطوط الحمراء، غير آبهٍ بأي تهديدٍ أو عدوان، وهو صامد في سنة العدوان والحصار العاشرة من قبل النظام السعودي وبإشرافٍ أميركي.
تُعدّ ثقافة الجهاد والاستشهاد لله والمستضعفين، التي يحملها الشعب اليمني بمفهومها القرآني، والتي أصبحت لدى يمان الحكمة والإيمان قيمة إنسانية ومبدأً إسلاميًا راسخًا، تُربّى عليه الأجيال، من أهم العوامل التي ذللت أمام اليمن قيادة وشعبًا الحدود الجيوالسياسية بينه وبين الانتصار لغزّة وفلسطين ولبنان وسورية.
يتحدث عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح في تصريح لموقع "العهد" الإخباري عن ثمار هذه الثقافة وكيف انعكست على الواقع اليمني، فيقول "الشعب اليمني بثقافة الجهاد والاستشهاد، وبالثقة بالله سبحانه وتعالى، وبما وعد الله، وبرغبته أيضًا بما عند الله وما وعد به الشهداء والمستجيبين له بشكل عام، يتحرك في مواقف جريئة. ... فمن كان يظن أن اليمن سيضرب بوارج أميركا بصواريخ بهذه الجرأة ويعلن عن ذلك؟! وبتحدٍ كبير ويتوعد بالمزيد؟! من كان يتوقع أن اليمن سيطلق صواريخ تتوجه إلى وسط تل أبيب؟! لولا هذه الثقافة لما كان لليمن هذه العزة وهذا الشموخ وهذا الإباء".
وعن مكاسب ثقافة الجهاد لله التي تحققت من خلال معركة الطوفان يذكر الفرح لـ"العهد": "لم يحقق العدوّ أيًا من أهدافه، صحيح أنه قتل بالآلاف، لكن هذا ليس معيارًا للنصر، القتل هو يشير إلى التوحش وإلى الإجرام، وبالتالي فإن المكاسب التي تحققت تُقاس بعدم قدرة العدوّ على تحقيق أهدافه، والنصر يُقاس بهذا، لأن العدوّ باعتبار الجانب العسكري والدعم والقوّة، لا مقارنة بينه وبين جبهات المحور مطلقًا، لكن مع ذلك لم يحقق شيئًا لا في لبنان ولا في غزّة".
ورأى أن "معركة الطوفان رفعت معنويات الشعوب العربية والإسلامية، فما كان مستحيلًا أصبح ممكنًا، أن نواجه "إسرائيل" وأن نضربها، وأن نغلق البحر أمام البارجات الأميركية و وكذلك بريطانيا، وأن تُغلق حتّى موانئ كثيرة في فلسطين المحتلة، هذه ثمرة كبيرة جدًا ما كانت لتتحقق لولا وحدة الساحات وإسناد غزّة وطوفانها".
ويشير الفرح في حديثه إلى أن الحياة هي ميدان صراع ومسؤولية، بالذات عندما يكون هناك تحدٍ على مشارف بلدك وحدودك، عندما يكون هناك جزء من بلدك محتل فأنت بحاجة إلى أن تجهز نفسك وتعد وتستعد، ويتابع "لماذا نضعف ونحن ندافع عن بلادنا وأعراضنا وعن مقدساتنا، ندافع عن ديننا.. نحن في الموقف الحق وهم في الموقف الباطل.. نحن نتعب ولصبرنا نتيجة والاحتلال زائل، المهم أن تحمل الأمة الروح الثورية والروح الجهادية".
غزّة كاشفة فاضحة
في طوفان الأمة اختلطت دماء اليمن بدماء فلسطين ولبنان وكلّ جبهات المحور، والتقى الشهداء على طريق القدس، وقد تكسّرت بينهم القيود الطائفية والعرقية والمناطقية، والعناوين التي أغرقت الأمة في نزاعات أنهكتها ومكّنت العدوّ "الإسرائيلي" منها.
هنا، يلفت الفرح إلى أن من أهم مكاسب معركة الطوفان ما حققته من وحدة كبيرة للأمة، إذ كُسر القيد الذي كان يكبّل الأمة، وهو القيد الطائفي الذي صنعه العدو... هذا شيعي وهذا سني، فأحد قادة الشيعة وهو شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله - رضوان الله عليه - استشهد من أجل السنة. وتكشفت كلّ العناوين والشعارات الطائفية، فإذا كانت مصر والسعودية والإمارات يتقف مع "إسرائيل" نكاية بالإخوان المسلمين في غزّة، فهاهم اليوم أكبر داعم للإخوان في سورية، إنَّ غزّة ووحدة الساحات وتحرّك محور المقاومة بشكل عام، عزز تماسك الأمة وتجاوز العناوين الطائفية والمذهبية التي كانت عائقًا كبيرًا ولطالما غذّاها العدو".
ويضيف الفرح "من أهم مكاسب الطوفان انكشاف من كانوا يدعون العروبة، ومن قاتلونا من أجل العودة إلى الحضن العربي، كلّ هذه العناوين فُضحت وكشفت، كلّ من كانوا يدعون الجهاد في سبيل الله ويكتبون عبارات الفاتحين، هؤلاء أيضًا فضحوا لأنهم دسوا أنفسهم في التراب"، ويردف "غزّة هي الفاضحة والكاشفة، فضحت الكثير من الادّعاءات والعناوين والتزييف، فضحت الكثير من الخداع، لم يعد من الممكن لأحد أن يتشدق بعنوان العروبة أو عنوان الجهاد في سبيل الله، وهو يسكت ولم يطلق أي موقف أو يتبنى أي مبادرة إيجابية تجاه غزّة، وهذا قدر يسير مما تحقق في فهم الناس ووعي الناس من خلال الطوفان".
ومن الفرح رسالة لمجاهدي محور المقاومة، يقول فيها "بيّض الله وجوهكم كما بيّضتم وجوه هذه الأمة، ولحزب الله نبارك له انتصاره وإن كان الثمن كبير والجرح غائر، وما زال هذا الجرح بعد لم يندمل، وكلّ يوم نتذكر السيد حسن والشهداء القادة وكذلك الشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار والشهيد هاشم صفي الدين وكلّ الشهداء القادة رحمة الله تغشاهم، لكن الحرب وقودها رجالها، ونحن نشد على أيديهم ونقول إننا معكم ومستعدون لأن نكون في مقدمة الصفوف ومعكم تحت أي ظرف، ونسأل الله لهم النصر والثبات والعون ولنا جميعًا الثبات والتوفيق ومواصلة الجهاد".
غزةاليمنأنصار اللهجبهة المقاومة
إقرأ المزيد في: خاص العهد
11/12/2024
قضاء الكورة يُشارك الوطن بصنع النصر
05/12/2024