معركة أولي البأس

خاص العهد

زاسبكين لـ
20/06/2019

زاسبكين لـ "العهد" عن المبادرة الروسية: قائمة وستستمر بالتعاون الوثيق مع السلطات السورية

فاطمة سلامة

عندما ذهب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا، أقام البعض الدنيا ولم يُقعدها في مجلس الوزراء. بدا الغريب كمن يقترف ذنباً لا غفران له. وزرٌ يُضاهي بثقله ملف العمالة مع العدو. هذا في قاموس البعض طبعاً، الذي يتظاهر بتأييد عودة  النازحين الى سوريا، ويفعل العكس، بل يُخفي ما هو أعظم ربما. والمفارقة تكمن في أنّ هذا البعض يئن ويشكو من التداعيات الواسعة التي تركتها أزمة النزوح على لبنان لكنّه يقطع طريق العودة، ويُعرقل المبادرات التي تُمهّد لها. بل يريد العودة ظاهراً، وفي الوقت نفسه يُهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا ما سلكت مسارها الطبيعي والوحيد عبر التنسيق مع الدولة السورية.

زاسبكين: المبادرة قائمة

زاسبكين لـ "العهد" عن المبادرة الروسية: قائمة وستستمر بالتعاون الوثيق مع السلطات السورية

المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين، هي إحدى المبادرات التي تبنّتها الحكومة اللبنانية وأدرجتها في بيانها الوزاري. إلا أنّه وللأسف وبعد حوالى السنة من إعلان موسكو خطتها، لم تبصر المبادرة النور. اليوم، يعود الحديث عن إنعاش وتفعيل لهذه المبادرة بعد زيارة وفد روسي رفيع المستوى لبنان ولقائه المسؤولين اللبنانيين. السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين يُشدّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري على أنّ المبادرة الروسية قائمة وستستمر بالتعاون الوثيق مع السلطات السورية. الصورة بنظره واضحة جداً لا لبس فيها، إذ لا يمكن الحديث عن إعادة النازحين بلا تنسيق وتعاون مع دمشق. الأخيرة صاحبة السيادة ، فمن يملك كلمة الحسم هي السلطات السورية التي تنظّم كل الأمور. من وجهة نظره فإنّ كل ما يتعلّق بعودة المواطنين السوريين هو شأن سوري رسمي بالدرجة الأولى، ولا يمكن البت به سوى بالتواصل مع الدولة السورية حصراً.

يؤكّد زاسبكين أن الوفد الروسي الذي يزور لبنان يعمل على تفعيل المبادرة وتأهيل الظروف لتطبيقها، معلناً أن لا عرقلة حتى الساعة. فالمبادرة التي تلحظ النواحي الانسانية والأمنية والاقتصادية قائمة طالما أن لبنان وسوريا طرفي الأزمة المباشرين يؤيدانها، وهذا ما يهمنا. صحيح وجهت موسكو دعوات الصيف الماضي الى المجتمع الدولي للمشاركة، وعدد كبير من الدول أعلن رفضه، إلا أننا لا نرتبط بموقفهم، فمن يرد المشاركة أهلا وسهلا، يقولها زاسبكين، الذي يُكرر أن سوريا ولبنان هما المعنيان الأساسيان بالأزمة. البلد الأول يريد مواطنيه والثاني يريد إعادتهم، وأعرب منذ البداية تأييده للمبادرة.

ويُشدد زاسبكين على أنّ موسكو سارعت الى تأليف لجان  وآليات عمل، ومن مسؤولية اللبنانيين المشاركة في تفعيل المبادرة فهذا يصب في مصلحتهم.  برأيه، لا يمكن أن نربط العودة بالحل السياسي، وهذا ما تم التأكيد عليه خلال زيارة الوفد الروسي الى لبنان، حيث برز تطابق في وجهات النظر في العديد من النقاط مع المسؤولين اللبنانيين. خلاصة الأمر، المبادرة قائمة، يعيد زاسبكين التأكيد.

الساحلي: نأمل أن تحظى بتأييد الأفرقاء في لبنان بالفعل لا بالقول فقط

زاسبكين لـ "العهد" عن المبادرة الروسية: قائمة وستستمر بالتعاون الوثيق مع السلطات السورية

مسؤول ملف النازحين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي يُجدّد موقف الحزب الداعم للمبادرة الروسية انطلاقاً من تأييده لأي مبادرة ترمي الى عودة النازحين الى بلادهم. فمنذ حوالى العشرة أشهر يعمل حزب الله على هذا الملف لمساعدة النازحين على العودة الى بلادهم، واليوم نأمل أن تترجم هذه المبادرة أفعالاً على الأرض وأن تحظى بتأييد الأفرقاء في لبنان بالفعل لا بالقول فقط، لأننا نسمع من الجميع رغبةً بعودة النازحين ولكن على الأرض لا نرى عملاً.

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يُشدّد الساحلي على أنّ المبادرة الروسية لا تغني عن وجوب اتصال الدولة اللبنانية بنظيرتها السورية. لا بد من أن يكون هناك تنسيق بين الدولتين، خاصةً أنّ لدى لبنان وزيراً معنياً بهذا الملف ما يستوجب على الحكومة أن تكلّفه رسمياً بالمتابعة مع السلطات السورية. يتمنى الساحلي أن تكون زيارة الوفد السوري إيذاناً ببدء تطبيق المبادرة الروسية بشكل فعلي، وأن تبدأ الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الحكومة السورية. يستغل المتحدّث المناسبة للتشديد على ضرورة عدم انتظار الحل السياسي في سوريا، لأنه قد يطول وتطول معه أزمة النزوح بثقلها على لبنان.

قبل أيام، أعلن وزير الدولة لشؤون النازحين عن خطة تعدها الوزارة لإعادة النازحين سيطرحها قريباً على الحكومة. وفي هذا الصدد، يؤكّد الساحلي أنّ هذه الخطة تحاكي التطبيق العملي لعودة النازحين والتي كما قلت سابقاً يجب أن تلحظ التنسيق مع الحكومة السورية والذي لا مفر منه مطلقاً. وقد أكّدت مصادر لـ"العهد" أنّ التنسيق مع الحكومة السورية يُشكّل المعبر الأساسي لخطة الغريب التي تنص على عدة بنود من ضمنها إعطاء حوافز للعائدين في سوريا، وبحسب المصادر سيُعلن الجانب السوري بالتوازي عن بعض التفاصيل.

إقرأ المزيد في: خاص العهد