خاص العهد
إعادة بناء النبطية: تعويضات وتعافٍ تدريجي بعد العدوان "الإسرائيلي"
أدى العدوان الصهيوني الأخير إلى دمار واسع في مدينة النبطية، حيث تضررت قطاعات اقتصادية واسعة في المدينة وفقد العديد من السكان مصادر رزقهم، مما ترك أثرًا كبيرًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. ومع تواصل جهود التعافي، تظهر المبادرات المحلية والتعاون بين مختلف الجهات لتوفير الحلول المؤقتة والدائمة للمجتمع المتضرر. في هذا السياق، تتوالى التصريحات من المسؤولين المحليين والمجتمعيين الذين يعكفون على تقديم الدعم للأهالي المتضررين عبر خطط إغاثية ومشاريع إعادة إعمار تساهم في تخفيف وطأة الكارثة.
يقدّر رئيس بلدية النبطية المكلّف خضر قديح عدد الوحدات السكنية المدمّرة كليًّا بنحو 700 وحدة، إضافة إلى تضرر ما يقرب من ثلاث آلاف وحدة أخرى. في المقابل، يشير رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار، محمد جابر، إلى أن 197 محلًا تجاريًا تعرضوا للتدمير الكامل، في حين تضرر 103 محلات في منطقة كفرجوز وحدها.
مؤسسة جهاد البناء تنطلق بالتعويضات
في الموازاة، أعلنت مؤسسة جهاد البناء الإنمائية التابعة لحزب الله عن بدء تنفيذ تعويضات المتضررين، بعد إجراء مسح شامل للمنازل والمؤسسات المتضررة.
عزام كوثراني، مسؤول ملف الإعمار في منطقة النبطية، أكد العمل على صرف التعويضات للأسر المتضررة، وذلك في خطوة مهمة نحو إعادة إعمار المنطقة وتحقيق الاستقرار للسكان.
وفي حديثه لموقعنا، أوضح كوثراني أن عملية صرف التعويضات قد انطلقت من مدينة النبطية منذ قرابة الشهر، حيث تم توزيع شيكات تعويضات بدلات الأثاث والإيجار على أكثر من مئة ملف من الملفات المتضررة. إضافة إلى ذلك، تم تخصيص تعويضات للأضرار التي لحقت بعدد من الوحدات السكنية، ما يساهم في إعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة التي عانت من ويلات الحرب.
وأشار إلى أن هذه التعويضات تمثل جزءًا من عملية واسعة تهدف إلى إعادة بناء ما دمّره العدوان، وهي خطوة ضرورية لضمان استقرار الأسر المتضررة. فقد أصبح العديد من المواطنين بلا مأوى بسبب القصف "الإسرائيلي"، ويشكل تعويض بدلات الإيجار جزءًا أساسيًا من الدعم المقدّم لهم، بما يساهم في توفير مكان آمن لهم حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم.
ولفت الى أن التعويضات تشمل عدة بنود رئيسية؛ أبرزها تعويض الأضرار التي لحقت بالمنازل، والتي كانت قد تضررت بشكل كبير نتيجة القصف. كما تتضمن التعويضات توفير بدلات إيجار للأسر التي هُدّمت منازلها، مما يساعدها على توفير سكن مؤقت إلى حين إعادة بناء منازلها. إضافة إلى ذلك، تم تخصيص تعويضات عن الأثاث المتضرر، وهو ما يُعد بمثابة جزء يسير من الدعم النفسي والمادي للأسر التي فقدت معظم مقتنياتها بسبب العدوان.
البلدية تتواصل مع الجهات المعنية لإعادة الحياة إلى المدينة
في إطار سعي بلدية النبطية لتخفيف حجم الأضرار، أكد رئيس البلدية خضر قديح أن البلدية تتابع مع مؤسسة جهاد البناء ومجلس الجنوب إجراءات المسح والكشف عن الأضرار. كما أشار إلى أن البلدية تبذل قصارى جهدها لإعادة الحياة إلى المدينة رغم التحديات الكبيرة، بما في ذلك رفع الركام والنفايات من الشوارع. ولفت إلى بدء التيار الكهربائي بالعودة تدريجيًا إلى الأحياء، مع استمرار عمل المولدات الخاصة.
أما عن مسألة إعادة أصحاب المحلات المدمرة إلى أعمالهم، فقد أشار قديح إلى وجود مشروع لإنشاء 100 محل تجاري مؤقت في باحة عاشوراء، لتوفير حلول سريعة للتجار المتضررين.
سوق تجاري مؤقت: مبادرة من النادي الحسيني
وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية، أطلق النادي الحسيني في النبطية مبادرة لإنشاء سوق تجاري مؤقت، بهدف دعم التجار في المدينة. وفقًا لمدير النادي، مهدي صادق، فإن المبادرة بدأت بالعمل على إزالة الركام لتخفيف آثار الدمار، على أن يتبعها إنشاء سوق تجاري مؤقت يتكون من 100 محل جاهز، يمتد لمساحة 9 أمتار مربعة لكل محل، وسيستمر هذا السوق لمدة سنتين، إلى حين استكمال إعادة الإعمار. المشروع يلقى دعمًا كبيرًا من المرجعية الشيعية في النجف الأشرف، والرئيس نبيه بري، إضافة إلى عدد من المتموّلين المحليين.
ورغم حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدينة، تبقى جهود إعادة الإعمار والتعويضات أولوية لدى جميع الأطراف المعنية، مع الأمل في استعادة النبطية مكانتها الاقتصادية والتجارية في أقرب وقت ممكن.
حزب اللهإعادة الإعمارالنبطيةجهاد البناء