خاص العهد
فلسطينيون يعودون إلى أحيائهم بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة
خاص العهد- فلسطين المحتلة
عاد فلسطينيون إلى أحيائهم، في وسط قطاع غزّة وجنوبه، بعد دخول وقف إطلاق النار بين حركة حماس و"إسرائيل" حيّز التنفيذ. فقد عمّت أجواء الفرح مناطق القطاع بوقف إطلاق النار، وخرج المواطنون إلى الشوارع، ومنهم من توجه إلى تفقد منازلهم وممتلكاتهم في الأماكن المسموح الوصول اليها، في ما لجأ البعض إلى زيارة المقابر لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وقالت مريم حامد، وهي نازحة من رفح إلى دير البلح: "الحمد لله؛ وأخيرًا توقف إطلاق النار، ولن نسمع صوت القذائف والقصف الجوي بعد 15 شهرًا من الجحيم". وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، تأمل مريم أن تعود إلى منزلها في مدينة رفح، وتجد غرفة واحدة على الأقل لتؤوي عائلتها المكونة من 9 أفراد.
هذا؛ وفي أيار/مايو الماضي؛ نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح؛ أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، فضلًا عن تدمير واسع في منازل وممتلكات المواطنين والبنى التحية والمستشفيات. وقبل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، انسحب الجيش من وسط مدينة رفح إلى محور فيلادلفيا، وهذا الانسحاب سمح لبعض العائلات الفلسطينية بالوصول إلى منازلها ومحاولة انتشال جثامين الشهداء. وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني انتشال 79 شهيدًا؛ منهم 21 مجهولي الهوية بالإضافة إلى تحييد 12 جسمًا مشبوهًا من مخلفات الاحتلال، كما فتح الدفاع المدني 8 طرق رئيسة في مدينة رفح.
وفي الوسط؛ تمكّن إياد سعيد من الوصول إلى منزله في شرق مدينة دير البلح ففوجئ بأنه مدمر بشكل كامل جراء الغارات "الإسرائيلية". وقال إياد في حديث لموقع "العهد" الإخباري إنه ينوي نصب خيمة بجوار منزله المدمر للسكن فيها أفضل من البقاء في خيام النزوح، آملًا أن تسير عجلة الإعمار بسرعة كي يُعاد بناء منزله. وسرى شعور من المرارة بين العديد من النازحين الذين لم يغادروا أماكن نزوحهم حتّى الآن.
إلى ذلك؛ ينص اتفاق وقف إطلاق النار على عودة النازحين في اليوم السابع من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لكن بعض الأسر بدأت تتحضر للمغادرة وتجهيز أمتعتها وحجز المركبات أو عربات "الكارو" أو الدراجات النارية من أجل العودة إلى شمالي القطاع.
لقد تسبب العدوان "الإسرائيلي" في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزّة، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان. ويعيش نحو 1.6 مليون من مواطني القطاع حاليًّا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من قطاع غزّة مدمر.
هذا؛ وقد أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن الحركة ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في غزّة يوم أمس الأحد. لكنّها قالت: " إنّ أي انتهاكات "إسرائيلية" محتملة من شأنها أن تهدّد العملية وحياة الأسرى". وأضافت: "نحن حريصون على إنجاح بنود الاتفاق ومراحله كافة حقنًا لدماء شعبنا وتطلعًا لتحقيق أهدافه، وندعو الوسطاء كافة إلى إلزام العدوّ بذلك".
كما أطلقت حماس الأحد سراح ثلاث أسيرات "إسرائيليات"، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار؛ بينما أطلقت "إسرائيل" سراح 90 أسيرًا فلسطينيًّا، فجر اليوم الاثنين.