خاص العهد
بعد الإفراج عن أبنائها المبعدين.. أم ناصر أبو حميد لـ "العهد": أنتظر بشوق عودتهم إلى حضن الوطن
أم ناصر أبو حميد التي تُعرف بـ "خنساء فلسطين"، والتي تُجسّد صورة الصمود الأمومي أمام آلة الاحتلال الصهيوني، والتي شهدت على معاناة أبنائها الخمسة الذين حكمت عليهم سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد، كانت على موعد اليوم مع فرحة لطالما انتظرتها، فرحة الإفراج عن أبنائها الثلاثة: نصر، محمد، وشريف أبو حميد، من سجون الاحتلال "الإسرائيلي". لكن موعد العناق مع فلذات أكبادها مؤجل، فالإفراج عنهم جاء مشروطًا، حيث تقرر إبعادهم إلى مصر، ما يعني أن توقيت عودتهم إلى حضنها في وطنهم الأم غير معلوم حتى اللحظة، إلا أن ما يثلج صبرها تنفس أبنائها نسائم الحرية وتواصلها معهم عبر الهاتف.
الأم السبعينية الصابرة التي خاضت معركة جهاد طويلة، عاشت خلالها سنواتٍ من الفقد والحرمان، كانت تنتظر استقبال أبنائها المحررين، إلا أن مسار المعاناة ما زال يرافقها، فعلى الرغم من أنها تعتبر هذا التطور خطوة نحو تحريرهم، فإنها لا تخفي حسرتها، وتقول في حديث لموقع العهد الإخباري: "إسرائيل" تمنعهم من العودة إلى ديارهم، رغم أن هذه الأرض هي حقهم الطبيعي. هذه فرحة منقوصة، كيف يمكن أن نحتفل بعودة أبنائنا ونحن نعلم أنهم سيُبعدون عن وطنهم؟".
هكذا عبّرت أم ناصر عن مشاعرها، وهي التي تحمل في قلبها حكاية عذاب طويل ومرير بعد استشهاد ابنها ناصر نتيجة للجرائم الطبية التي نُفّذت بحقه، وما يزال الاحتلال يحتجز جثمانه حتى اليوم، لكنها لا تفتأ تحمل أيضًا أملًا لا ينضب.
هذا الأمل بحرية أبنائها تحوّل حقيقة أمام مرأى عينيها، لأنها آمنت دومًا بأن جهاد المقاومة يعيد لها أولادها ولو بعد حين، فـ "حق العودة لأبنائها ولشعبها قادم، مهما طال الزمن"، كما أكدت لموقع العهد الإخباري.
وتوجهت أم الأسرى المحررين الثلاث بالشكر والتقدير للمقاومة الفلسطينية التي قدّمت التضحيات الجسام في سبيل حرية شعبها، وضحّت بأغلى ما تملك من أجل أن يتحقق الأمل في العودة والتحرير.
تروي أم ناصر تفاصيل معاناة أبنائها الذين عانوا لسنوات في سجون الاحتلال. فقد حُكِم على نصر (51 عامًا) بخمسة مؤبدات، وعلى شريف (49 عامًا) بأربعة مؤبدات، ومحمد (42 عامًا) بالمؤبد مرتين و30 عامًا.
هذه المحاكمات التي لم تكتفِ بحرمان أبنائها من حريتهم، بل كانت أيضًا بمنزلة محاولة لتدمير كرامتهم. تضيف أم ناصر: "نحن أول عائلة فلسطينية تحكم "إسرائيل" على خمسة من أبنائها بالمؤبد".
أكثر من ذلك، تضيف أم ناصر، أن شقيقهم ناصر الذي كان قد نال حكمًا طويلًا بالسجن، ارتقى شهيدًا في سجون الاحتلال عام 2022 بعد أن تعرّض لظروف اعتقال قاسية، من تعذيب وإهمال طبي متعمّد. وتصف هذه اللحظة قائلة: "لم يكن بإمكاننا فعل شيء لنجنّبهم القهر، فقد رحل ناصر بسبب تعذيب الاحتلال، ونحن عاجزون عن فعل أي شيء".
ورغم كل هذا، تظل أم ناصر متشبثة بأمل التغيير، تأمل في أن ينجح نضال الشعب الفلسطيني في تحطيم قيود الاحتلال: "أريد أن أرى أبنائي أحرارًا، يعيشون على أرضهم بين أهلهم. إنهم بحاجة إلى الأمان والكرامة."
ومن الجدير ذكره أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقلت على مدار العقود الماضية جميع أبناء عائلة أبو حميد، بالإضافة إلى والدهم، وهدمت منزلهم خمس مرات، كان آخرها عام 2019، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
22/01/2025