نصر من الله

خاص العهد

 زوجة الشهيد الضيف تروي لـ"العهد" بعضًا من الحياة الخفية لقائد حلم بتحرير الأقصى
08/02/2025

 زوجة الشهيد الضيف تروي لـ"العهد" بعضًا من الحياة الخفية لقائد حلم بتحرير الأقصى

في قلب الخطر، ووسط ظروف غاية في الصعوبة، عاش القائد العام لكتائب الشيخ الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، حياة مليئة بالتضحيات، والبطولة، والأمل في تحرير فلسطين ليس فقط في الميدان، بل في كل تفاصيل حياته إلى جانب أسرته، حيث تجسدت فيها معاني الصبر والوفاء والقيادة الحكيمة. 

موقع العهد الإخباري يعرض شذرات من حياة القائد الضيف في حديث زوجته غدير صيام "أم خالد " التي روت  تفاصيل كانت غائبة طوال عقود عن حياة هذا البطل الذي جمع بين شجاعة المقاومة وحنان الأب وحب العائلة.

الزواج الخفي وبداية قصة بطولية

بدأت قصة حياة محمد الضيف مع زوجته غدير صيام "أم خالد" في عام 1998، حين التقته مع والدتها المناضلة فاطمة الحلبي. تطورت العلاقة بشكل سريع حتى تم الزواج في صيف 2001، ولكنه لم يكن زواجًا تقليديًا، بل جرى في سرية تامة وسط إجراءات أمنية معقدة تم بموجبها تغيير اسمَيهما الحركيين، وبدأت حياتهما المشتركة في ظروف غير عادية، إذ كانا يضطران إلى الانتقال من مكان لآخر هربًا من الملاحقات الأمنية.

غدير تروي لموقعنا عن تلك الأيام: "لم يكن لدينا منزل ثابت، وكانت حياتنا مليئة بالتحديات والمخاطر، ولكننا تحملناها معًا"، ورغم البساطة الشديدة، كانت حياتهما مليئة بالحب والاحترام المتبادل.

محاولات اغتيال وصمود لا مثيل له

حياة القائد الضيف لم تكن خالية من المخاطر، فقد تعرض  بحسب زوجته لعدة محاولات اغتيال. أبرزها كانت في عام 2002، عندما فقد عينه اليسرى، وفي 2006 تعرض لإصابات بالغة في جسده. خلال هذه المحطات، تحولت غدير إلى ممرضة خاصة له، حيث تعلمت المبادئ الأساسية للطب لتساعده على الشفاء.

بالإضافة إلى تلك التضحيات، كانت زوجته غدير أيضًا شاهدة على خسارة عائلته في 2014، عندما فقدت زوجته الثانية طفليه في غارة جوية "إسرائيلية"، حيث تزوجها عام 2007 بإلحاح من والدة زوجته الأولى بعدما لم يكتب له الإنجاب من ابنتها، ورغم آلام الفقد بقي الضيف ثابتًا في موقفه، مستمرًا في سعيه من أجل حرية فلسطين.

محمد الضيف .. بطل في الميدان ومعلم للحياة

لم يكن محمد الضيف مجرد قائد عسكري، بل كان قائدًا تربويًا أيضًا. كان دائمًا يشجع غدير على الاستمرار في دراستها، ووضع خطة لمساعدتها في تجاوز صعوبات الدراسة. كما كان يشرف على مشروع حفظ القرآن الكريم بين مقاتلي كتائب القسام، ليغرس فيهم قيم المعرفة والتفاني في العمل.

حياة بسيطة وأحلام أكبر

بعيدًا عن الصخب العسكري، عاش الضيف حياة بسيطة خالية من التفاخر. كان يفضل الأطعمة الفلسطينية التقليدية ويستمتع بممارسة هوايات بسيطة مثل متابعة كرة القدم. كما كان يحب مشاهدة "المحقق كونان" في أوقات فراغه. لكن، رغم كل تلك البساطة، كان يحمل في قلبه حلمًا عظيمًا: تحرير القدس.

خدمة الفقراء: ضيفٌ في خدمة الناس

عُرف محمد الضيف بتفانيه في خدمة الفقراء والمحتاجين، وكان دائمًا يعمل على تحسين ظروفهم. تذكر غدير موقفه النبيل عندما تابع علاج امرأة مريضة بالسرطان حتى تكتمل فترة علاجها في الخارج، وكان يتبرع بجزء من راتبه الشهري لدعم المحتاجين، ويعمل على ترميم المنازل للفقراء.

الحلم الكبير: تحرير الأقصى

أخيرًا، كان حلم محمد الضيف الكبير هو تحرير المسجد الأقصى، هذا الحلم كان يعيش معه في كل لحظة، حتى في آخر لقاء له مع زوجته غدير في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، ورغم كل الغيابات عن المناسبات العائلية، كان حلمه في القدس هو الذي يملأ قلبه وأمله.


 

محمد الضيف

إقرأ المزيد في: خاص العهد