إنا على العهد

خاص العهد

عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد: استراتيجية اليمن قرآنية في مواجهة العدو 
19/03/2025

عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد: استراتيجية اليمن قرآنية في مواجهة العدو 

"شر الضلال والآثار السيئة للضلال تعدّ بالنسبة إلى الإنسان أشد وأفتك وأسوأ من أن تنقص عليه نعم مادية أخرى، أسوأ من الجوع، أسوأ من الفقر، أسوأ من المرض؛ لأن تلك مصائب أو أضرار أو شرور قد لا يترتب عليها آثار سيئة جدًا. أما مصيبة الضلال، أن يعيش الإنسان في ضلال، أن يعيش الناس في ضلال، فإنّ آثارها سيئة جدًا عليهم في الدنيا والآخرة. ومن أسوأ عواقب الضلال هو الخلود في جهنم - نعوذ بالله من جهنم - يمكن أن تجوع فتسُد رمقك بأي شيء، حتى ولو من النباتات، ولا يؤدي بك الجوع إلى جهنم، يمكن أن تعاني في مرحلة من حياتك ظروفًا صعبة، تعاني فقرًا أو مرضًا لا يؤدي بك هذا إلى جهنم" ... 

بهذه الكلمات أعلاه، وصف الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه - عواقب الضلال ومصائبه.... تلك المصائب التي تلبست الأمة تارة بوجه التطبيع، وتارة بوجه الصمت والخوف. هو الضلال صيّر أمة المليار مسلم إلى عبّادة أميركا وصهيون، تترك إخوتها في غزة وفلسطين تحت لظى النار وسكين الحصار.

لا تهمس ببنت شفة تجاه كل الدماء والأشلاء، وصهيون يمتطيها ذلًا وخنوعًا، وهي تطأطئ رأسها لدونالد ترامب تؤكد استسلامها وتسليمها لكل عنجهيته وتهريجه، حتى أصبح يتبجح ببيع أرضها وتهجير شعوبها، واستنزاف مقدراتها. 

يعلق الأستاذ علي العماد، وهو عضو المكتب السياسي لأنصار الله، على واقع الأمة في حديث خاصٍ لموقع "العهد" الإخباري" أن الدافع الأكبر  لترامب للتجرؤ ورفع الصوت عاليًا بهذا الشكل البشع هي الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، فقد لاحظ حال السكوت والخنوع في واقعنا العربي، بعد تلك المجازر المروعة، وقتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت، وإعلان نتنياهو شرق أوسط جديد بشكل رسمي من داخل مبنى الأمم المتحدة، أمام ذلك كله لم يتحرك أبناء الأمة بمظاهرة، ولم يظهر أي تحرك جماهيري إلا في دولة أو دولتين، بل رأى العدو المساندة من الأنظمة المستعربة العميلة مثال ذلك الإعلام السعودي والإماراتي، وإجراءات تصنيف حركات المقاومة والجهاد بالإرهابية، وحملات التحريض على مواقع التواصل". ويشدد العماد على أنّ: "هذه الحال المخزية من أغلب أبناء الأمة هي التي جرأت ترامب وشريكه نتنياهو أن يصرح بكل أريحية عن البيع والشراء لغزة وغيرها، وإعلان مشروع الشرق الأوسط الجديد و"إسرائيل" الكبرى، لأنه يعتقد أن هذه الفرصة هي الفرصة الأكبر بعد أن رأى جمود الأمة وخنوعها".

خيار الأمة للخلاص من طاغوت صهيون 

بعد أن أصبحت أميركا وربيبتها "إسرائيل" إلهًا يعبد من دون الله، والأمة تحت وطأة الشيطان الأكبر، تموت كل يوم، وتجوع وتشقى.... بل هي كل يوم تقدم القرابين بكل جهل وضلال عساها أميركا ترضى ولن ترضى.... يتحدث عضو المكتب السياسي لأنصار الله لموقع "العهد" الإخباري عن نفسية العدو الطغيانية، فترامب ونتنياهو هما نموذجان يوافقان في النظرة الإجرامية تجاه العرب، النظرة الدموية والإجرامية والرأسمالية والإمبريالية والصهيونية تجاه العرب والمسلمين، بأنهم لا يستحقون العيش مثال البشر، وأن ثروات المنطقة الجغرافية للأمة هي مستباحة وحق لقوى الطغيان.

يضيف قائلا: "يتضح من تصريحاتهم العقيدة الصهيونية في النظرة للإنسان والإنسانية والجغرافيا، وهي نظرة استثمارية ربحية ووحشية واستعلائية، وإن تقطعت بأمة الإسلام كل السبل، يظل أمامها مخرج وحيد للخلاص من العبودية لأميركا و"إسرائيل"، يرسمه القرآن الكريم".

في السياق ذاته، يضيف العماد: "يتضح يومًا بعد يوم أن سياسة العرب في القبول والدخول في تفاهمات واتفاقيات مع الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني هو خيار خاطئ، والعودة إلى النظرة القرآنية في التعامل معهم والإعداد المستمر والمتصاعد في مواجهتهم هو الحل الوحيد".

كما ينوّه العماد بالقول: "اليمن استراتيجيته هي استراتيجة قرآنية في مواجهة هذا العدو، وعلى الأمة أن تفكر حقيقة في أن تراجع مسؤولياتها، أفرادًا وأسرًا ومجتمعات وشعوبًا وأنظمة، في التعاطي مع المرحلة ومواجهة الصهاينة، فالفرد لديه مسؤولية استراتيجية، بمعنى ألا تكون عاطفية أو مرحلية بناء على أحداث معينة، بل عليه أن يعزز في نفسه وأسرته ومحيطه المسؤولية تجاه هذا العدو، بدءًا بالمقاطعة والتثقيف والتوعية. وكذلك المقاطعة لكل ما يخالف الدين أو هو جزء من الرأسمالية، وأبسط نموذج لهذه الممارسات الربا والتعامل مع الربا في البنوك، ينسون أنهم موعودن بحرب من الله ورسوله، فكيف سيتوقعون أنهم سينتصرون في أي حرب مع العدو وعلى ذلك قس؟".

ويتابع: "كذلك المسؤولية الجماعية هو أن نستمر في بناء مجتماعاتنا استراتيجيًا، بما يؤهلنا لأن نستقل عن الغرب في كل الجوانب، طبيًا واقتصاديًا وسياسيًا وخدميًا واجتماعيًا، كوننا قد عرفنا أن هذه الاحتياجات هي أداة من أدوات العدو استخدمها في حروبه، مثل الحصار أو التقنيات التي استخدمها مع حزب الله، أو كما استخدم كذلك حتى الأنظمة العربية والإسلامية في فك الحصار عن الكيان الصهيوني وتمويله، أو الحصار الجغرافي الذي مورس على غزة وغيره".

ويختم: "نحن في اليمن نرى واجبنا أن ننطلق دومًا بوعي ومسؤولية، ونسعى لبناء واقعنا في كل المجالات، وندعو الجميع من أبناء الأمة أن يعوا توجيهات القيادة في محور المقاومة، وكذلك الاهتمام ببناء الواقع الداخلي والسعي نحو الاكتفاء الذاتي، والاستعداد الدائم والجهوزية، والحذر من الانغماس في أدوات العدو من حروب ناعمة وغيرها".

الكيان الصهيونياليمن

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة