خاص العهد
كنيسة المهد تعود إلى مكانتها التاريخية على قائمة التراث العالمي
بيت لحم- العهد
بعد معركة طويلة، عادت "كنيسة المهد" إلى مكانها كأحد المواقع المحمية على قائمة التراث العالمي بعد إدراجها من قبل الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" على قائمة المواقع المهددة بالخطر.
وقررت لجنة التراث العالمي المجتمعة في باكو منذ 30 حزيران/يونيو، إزالة موقع مكان ولادة السيد المسيح: كنسية المهد ومسار الحجاج في بيت لحم من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بعد ترميمها ضمن الشروط والمواصفات، علما أن أعمال الترميم بدأت في العام 2013.
ووفقًا لمدير مركز حفظ التراث عصام جحا "هناك شرطان أساسيان لـ "اليونسكو" لإزالة الموقع من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر وهما ترميم سقف الكنيسة، ووضع خطة لإدارة شارع النجمة أو ما يعرف بـ "طريق الحجاج".
وزارة السياحة والأثار الفلسطينية أكدت أن خطوة تسجيل الموقعين "كنيسة المهد" و"طريق الحجاج" يعد أداة مهمة للحفاظ على التراث الفلسطيني من السياسات التهويدية من سلطات الاحتلال الصهيوني وهو بمثابة اعتراف دولي صريح بفلسطينية الأرض وهويتها الثقافية والدينية.
وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري يشير الناطق الاعلامي باسم وزارة الآثار جريس قميصه الى أنه "بعد تسجيل فلسطين كعضو في منظمة اليونسكو وادراج كنيسة المهد وطريق الحجاج على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر بدأ العمل بتشكيل لجنة رئاسية لترميم الكنيسة التي انقطعت عن عمالة الترميم لسنوات طويلة".
ويوضح أنه تم وضع خطة ادارية وموثقة بالتقارير اللازمة وقُدِّمت لليونسكو التي تضمن وتؤكد أن عملية الترميم جرت وفقًا للمعايير الدولية وتضمن الحفاظ على الكنيسة ولهذا تم الاعتراف بها تراثًا عالميًا غير مهدد بالخطر.
جريس يلفت الى خطوة ترميم الكنيسة والاهتمام بها من قبل حكومة دولة فلسطين حتى تخرج من لائحة الخطر مؤكدًا اهتمام الفلسطينيين بالحفاظ على مواقعها الأثرية الثقافية.
"كنيسة المهد عندما اعترف بها على قائمة التراث المعرض للخطر كانت أجزاء كبيرة منها معرضة للسقوط والانهيار"، بحسب جريس الذي يرى أن "الكنيسة مقصد سياحي مهم وهي أحدث وأقدم الكنائس في العالم حيث يزورها سنويًا ملايين الحجاج والزوار وتعد رمزًا للشعب الفلسطيني ومقصدًا هامًا لكل أبناء الديانات البشرية".
بدوره، يعتبر رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد زياد بندك استبعاد موقع الكنسية وطريق الحجاج من لائحة الخطر للتراث العالمي والاعتراف بهما تراثًا عالميًا يعد انجازًا يسجل ويضاف لمجموعات الانجازات التي أنجزتها اللجنة الرئاسية لترميم الكنيسة في الآونة الأخيرة سواء على الصعيد الدبلوماسي أو على صعيد حماية الموروث الثقافي والحضور المسيحي الفلسطيني.
ويقول بندك إن "اللجنة قامت بواجبها الكامل اتجاه ترميم الكنيسة قبل قرار منظمة اليونسكو بإدراج مدينة بيت لحم والموقعان على قائمة التراث"، مضيفًا إن "قرار اليونسكو عام2012 أعطى اللجنة دفعة اضافية لتكثيف الجهود والعمل لترميم الكنيسة على أكمل وجه بوجود خبراء ومقاولين دوليين".
بحسب بندك "هناك حرص كبير من قبل اللجنة على عدم وجود أي خطأ في عملية ترميم الكنيسة لأن ذلك كان سيكلف دولة فلسطين ثمنًا سياسيًا كبيرًا، اللجنة حاولت الحفاظ على عهدها وتاريخ الكنيسة قدر المستطاع مثل أسقف وجدران الكنيسة الخارجية حيث كانت تحظى بنقوش من الفسيفساء على مساحة 120 مترًا مربعًا من أصل ألفين متر مربع. الفسيفساء الأرضية التي كانت مزارًا منذ القدم حاولنا الحفاظ على نقوشها بقدر ما نستطيع".
دولة فلسطين نجحت مؤخرا في تسجيل ثلاثة مواقع فلسطينية على قائمة التراث العالمي خلال الخمس سنوات من نيل فلسطين لعضويتها الكاملة في اليونسكو. ومنذ انضمامها إلى اليونسكو في أكتوبر 2011، صادقت فلسطين على ست اتفاقيات وبروتوكولين ذات صلة، منبثقة عن المنظمة ومتعلقة بحماية التراث الثقافي.
وقد حققت فلسطين إنجازات ملموسة فيما يتعلق بالتراث العالمي منذ ذلك الحين، وأدرجت أول موقع للتراث العالمي "مكان ولادة السيد المسيح: كنسية المهد ومسار الحجاج" في بيت لحم في حزيران 2012 تمت إضافة الموقع في ذات الوقت إلى قائمة التراث العالمي المهدّد بالخطر بسبب سوء حالة الحفاظ على كنيسة المهد.
ويقع "مكان ولادة السيد المسيح :كنيسة المهد ومسار الحجاج" على بعد قرابة 10 كيلومترات من مدينة القدس، في المكان الذي يُعتقد، منذ القرن الثاني، بأنه موقع ولادة يسوع المسيح، وقد بُنيت الكنيسة الأولى في العام 339، ثم تعرّضت للحريق.
وقد حافظ البناء الذي أعيد تشييده في القرن السادس، وهو القائم حتى الآن، على بقايا الفسيفساء الأصلية.
ويشمل الموقع أيضا كنائس وأديرة تابعة للطوائف المسيحية اليونانية الأرثوذكسية والكاثوليكية الفرنسيسكانية والأرمنية، بالإضافة إلى عدد من الكنائس والأجراس والحدائق المتنوعة والأبنية التاريخية الممتدّة على طول مسار الحجاج.