فلسطين
جريمة صهيونية منظمة لتزييف تاريخ خربة "سيلون" الفلسطينية
رغم قرار محكمة الاحتلال العليا الصادر في 14 أيار/مايو عام 2014، والقاضي بإلزام المستعمرين بوقف أعمال الحفر والتنقيب في منطقة خربة "سيلون" الأثرية جنوب غرب قرية قريوت بمحافظة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، إلا أن وتيرة التجريف وسرقة الآثار من قبل المستوطنين في تصاعد مستمر وبوتيرة عالية.
الناشط في مواجهة الاستيطان، بشار القريوتي، أشار إلى أنه جاء في قرار المحكمة العليا "أن الأعمال التي يقوم بها المستعمرون من خلال مجلس المستوطنات في الضفة ووزارة السياحة الإسرائيلية هي أعمال باطلة كونها تمسّ بالآثار هناك وتعمل على تزويرها، ناهيك عن وجود مخطط تنظمي لمستعمرة "شيلو" يمس بالطابع التاريخي في المنطقة".
وأكد القريوتي أن المستعمرين ماضون بالعمل والتجريف في المنطقة، بل ومصادرة العشرات من الدونمات الزراعية دون أي مبرر، خاصة ما يجري الآن من الإعلان عن مخطط للاستيلاء على منطقة "السهلات" جنوب قريوت، بهدف توسعة المنطقة السياحية في سيلون لاستقطاب العشرات من المستعمرين هناك.
ولفت إلى أن خربة سيلون غنية بكنوزها المعمارية، فهي تحتفظ بآثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية، وتوجد فيها آثار من سكنوا فلسطين منذ الأزل ليومنا هذا.. ومن أشهر معالمها المسجد العمري وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية ملفتة للانتباه، وهناك المغر وهي بالعادة بيوت أو قبور رومانية محفورة داخل الصخر، تضم في ثناياها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممن عاشوا في تلك الحقب.
وتعد الآبار الرومانية المحفورة داخل الصخر، من أبرز المعالم الأثرية هناك، حيث كانت تلك الآبار الصخرية تجمع المياه في بركة صخرية ضخمة، وكانت البركة مصدراً لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
القريوتي أشار إلى أنه بالإضافة إلى ما تقدم توجد "الميدة"، وهي منطقة قال الأجداد إنها المكان الذي نزلت فيه المائدة على النبي عيسى عليه السلام، ولكن الاحتلال الإسرائيلي كعادته أعلن عن المنطقة بأنها مغلقة عسكرياً ومنع التواجد الفلسطيني فيها، وذلك منذ عام 2000.
وذكر أن أكثر من 550 موقعاً أثرياً في الضفة الغربية والقدس الشريف موجودة ضمن المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقية أوسلو عام 1993، المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان الاحتلال.
وقد استغل الاحتلال هذا الجانب في بناء المستعمرات والبؤر العشوائية على أنقاض تلك المناطق التاريخية، بالإضافة إلى الإعلان عن قسم منها بأنها مناطق مغلقة عسكرياً كما يحدث في خربة سيلون اليوم. ولكن الأدهى من ذلك، فإن حكومة الاحتلال تقدم تسهيلات كبيرة لعصابات من المستوطنين، هدفها الرئيس سرقة وتزوير الآثار الفلسطينية وبيعها داخل الخط الأخضر بأثمان زهيدة.
وأضاف أن "سيلون" تشهد اليوم جريمة منظمة هدفها محاربة التاريخ الفلسطيني وتزييف ما يمكن تزييفه على أمل زرع تاريخ مزيف في المنطقة.
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024