فلسطين
هبّة الداخل الفلسطيني تفاجئ العدو
"ما يجري في الداخل الفلسطيني خطر على وجودنا"، بهذه العبارة وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المواجهة القائمة في مناطق اللد والداخل الفلسطيني والأراضي المحتلة عام 1948، ما شكّل بالنسبة للصهاينة مفجأة لم يحسبوها.
صحيفة الغارديان وفي مواكبتها لما يحصل هناك ذكرت أن قادة "تل أبيب" يعتبرون الاشتباكات في الشوارع بين الاسرائيليين والفلسطينيين تهديد أكبر من الصراع العسكري المتصاعد مع غزة"، فيما رأت حركة "الجهاد الاسلامي" أن المواجهات داخل المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 تُثبت تعاظم الإرادة الوطنية لأهلنا وجماهير شعبنا هناك، وهم يواصلون انتفاضتهم ويقلبون الطاولة في وجه مخابرات العدو".
اعتقالات العشرات في اللد وحيفا ويافا
والليلة الماضية، اعتقلت شرطة الاحتلال شخصا في مدينة حيفا و19 شخصا في مدينة يافا و43 شخصا في مدينة اللد، التي فرضت عليها سلطات العدو حظرًا للتجوال الليلة قبل الماضية، بعد إعلان حالة الطوارئ، مع استمرار المواجهات بعد استفزازات واعتداءات لمئات من المستوطنين يتقدمهم نشطاء "لاهافا" بحماية عناصر الشرطة.
شرطة الاحتلال اتهمت المعتقلين بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قواتها وتنفيذ عمليات إطلاق نار وإضرام النار في كُنس يهودية وأماكن عامة، بالإضافة إلى اشتباكات ألحقت أضرارا جسيمة بالممتلكات والبنية التحتية في المدينة".
وشهدت مدينة اللد أمس اشتباكات مسلحة إثر اعتداء عشرات المستوطنين بحماية وإشراف القوات الإسرائيلية على منازل الفلسطييين في مدينة اللد، ومهاجمة المصلين في المسجد العمري الكبير بالرصاص الحي.
وقال يائير ريفيفو رئيس بلدية اللد لتلفزيون القناة 12 الإسرائيلية "لقد فقدنا السيطرة على المدينة والشوارع"، وذلك بعد عدة ليال من المواجهات العنيفة استشهد خلالها فلسطيني بالرصاص.
وقال إبراهيم وهو أحد مستشاري بلدية اللد إن ما يحدث الآن هو "انتفاضة" مستمرة في مدن مثل الرملة واللد ويافا وعكا وحيفا.
وفي مدينة عكا الشمالية، ضرب سكان فلسطينيون سائقا يهوديا وفي بات يام.
وفي مدينة عكا الساحلية أضرمت النيران في مطعم أوري بوري المملوك ليهود وقال بعض السكان العرب إنهم يخشون الخروج من منازلهم.
وفي يافا القريبة من "تل أبيب"، اشتبك محتجون فلسطينيون مع شرطة الاحتلال التي أطلقت قنابل صوت لتفريقهم.
والثلاثاء الفائت، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الشرطة الإسرائيلية "فقدت السيطرة على ما يحدث في اللد، في خضم فوضى عارمة تم خلالها إحراق عشرات السيارات وإخلاء يهود من منازلهم"، وذلك مواجهات اندلعت في أعقاب اعتداء الشرطة والمستوطنين على المشاركين في تشييع جثمان حسونة.
وفي وقت سابق، أمر نتنياهو بإرسال 16 وحدة من قوات حرس الحدود إلى مدينة اللد.
إعلام العدو يرصد هبّة الداخل الفلسطيني
بدوره، واكب إعلام العدو ما يجري في الداخل الفلسطيني. القناة 13 الاسرائيلية عنونت الأحداث بالآتي:
"الأحداث بالداخل: تظاهرات ومواجهات بين السكان العرب واليهود، والسكان العرب وقوات الشرطة".
القناة 12 الاسرائيلية اختارت عنوانين أساسيين لأحداث اللدّ والبلدات الفلسطينية قائلًة:
"-الشرطة اعتقلت الليلة عشرات المواطنين العرب، من عدة مناطق بالبلاد، بزعم المشاركة في التظاهرات.
- تعرض جندي إسرائيلي الليلة، لحادثة اعتداء جماعي على يد السكان العرب في يافا، حالته الصحية خطيرة".
وفي "اسرائيل هيوم"، جاء العنوان الرئيسيان كالتالي:
"-مسيرات تضامنية مع قطاع غزة خرجت الليلة في عدة مدن بالضفة الغربية، كان أبرزها في الخليل ورام الله.
- تظاهرات ومواجهات بين السكان العرب واليهود، والسكان العرب وقوات الشرطة، في عدة مناطق بالبلاد".
مسيرات ليلية ومُصابون فلسطينيون بالعشرات
بالموازاة، أصيب عشرات الفلسطينيين في اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على مشاركين في مسيرات ليلية خرجت بشكل عفوي في عدد من مدن الضفة الغربية، دعمًا للقدس وقطاع غزة.
و خرجت المسيرات في مدن نابلس وطولكرم وجنين شمالي الضفة، ورام الله والخليل وبيت لحم. ففي مدينة نابلس، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة انطلقت من مركز المدينة إلى البلدة القديمة.
وفي بيت لحم، أصيب العشرات بالاختناق، نتيجة قمع الاحتلال لمسيرة انطلقت من منطقة باب الزقاق، وصولا إلى المدخل الشمالي للمدينة، بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت.
وفي مخيم العزة شمال بيت لحم، أدى إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع الى اشتعال النيران في الأعشاب والحشائش قرب أحد المنازل. كما شهدت بلدتي تقوع وحوسان مواجهات، أصيب خلالها عدد من الشبان بالاختناق.