فلسطين
الاحتلال يتمادى في اعتداءاته ويدنّس الأقصى 20 مرة خلال آذار
قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ حاتم البكري اليوم الاثنين "إن الاحتلال "الاسرائيلي" دنس المسجد الأقصى خلال آذار الماضي 20 مرة، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 47 وقتًا، فيما واصل تعديه على المساجد، بإحراقه مدخل مسجد "عباد الرحمن"، في زيتا جماعين، ما أدى لحدوث أضرار في سجاده وبابه الخارجي، وأخطر بمنع أداء الصلاة في "مسجد الحميدية" ببلدة الخضر جنوب بيت لحم أو إجراء أعمال الترميم فيه".
وأوضح البكري أنّ "الاقتحامات للمسجد الأقصى استمرت، واستمر الاحتلال بعرقلة وصول المصلين بأمان وحرية، وخاصة أيام الجمع حيث يحول المدينة الى ثكنة عسكرية، وينتشر بالطرقات وعلى بوابات الأقصى حيث التفتيش والتدقيق".
وبين أنه في هذا الشهر عمد مستوطنون إلى ترديد "النشيد الوطني الإسرائيلي" في المسجد، ضمن محاولات تأكيدهم أنّ المسجد تحت السيادة "الإسرائيلية"، وكان من بين المشاركين في الاقتحامات عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن جفير.
وأشارت وزارة الأوقاف إلى أن أكثر من 4200 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى خلال آذار الماضي، ومن بين المقتحمين ضباط وجنود وطلاب معاهد توراتية، فيما عمد المستوطنون إلى أداء صلوات تلمودية في المسجد، وأدّى رجل دين يهودي من طاقم خدم المعبد، بزيّه الكهنوتي، طقوسًا تلمودية أمام قبة الصخرة.
ورصدت العلاقات العامة التي تعد التقرير أن "جماعات المعبد" ونساء من أجل الهيكل دعوا المستوطنين إلى تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في شهر رمضان تزامنًا مع الأعياد العبرية، لا سيما "عيد الفصح" الذي يتقاطع مع الأسبوع الثالث من رمضان، ونشرت ما تسمى منظمة "جبل المعبد في أيدينا" تسجيلاً صوتياً لمجموعة من المستوطنين، وهم يتلون "صلوات التقديس" التوراتية بشكلٍ جماعي وبصوتٍ مرتفع متوجهين إلى مصلى قبة الصخرة عند درجات البائكة الغربية، وأعدت منظمة "جبل المعبد في أيدينا" الفيديو بكتابة الصلاة أسفله، لتؤكد لجمهور المستوطنين أن الصلوات التوراتية باتت ممكنة وقائمة بالفعل في الأقصى.
وواصل الاحتلال سياسته العدائية تجاه المقدسيين، واتجاه المدينة، وحولت شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" المدينة والمسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية وشددت من إجراءاتها وقيودها على المصلين الفلسطينيين، تزامنًا مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد فيما يسمى بعيد "المساخر" العبرية.
وقالت وزارة الأوقاف "تأتي هذه الاقتحامات استجابةً لدعوات "اتحاد منظمات الهيكل" المزعوم لاقتحام الأقصى، بمناسبة ما يسمى "عيد المساخر أو البوريم"، ومنع الاحتلال بعض الشبان من دخول الأقصى، إضافة إلى اخراج آخرين من الساحات وحجز هوياتهم الشخصية وكثف من عمليات التفتيش داخل المسجد، وفي المصلى القبلي، وحاولت الجماعات المتطرفة فرض طقوسها التلمودية داخل الأقصى، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع داخل المسجد وبشكل جماعي، عدا عن محاولة إدخال البوق والأدوات والملابس التنكرية، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه، وجاء في نص الدعوة التي نشرها "اتحاد منظمات الهيكل": "في عيد المساخر نصعد إلى جبل المعبد لنشكر الرب على المعجزة ونكرس أنفسنا لبناء المعبد من جديد".
ورصد التقرير استمرار الاحتلال في تفريغ المسجد الاقصى من أهله سواء من خلال تفتيش المصلين والتنكيل بهم، والحد من أعدادهم، أو من خلال إبعاد الحراس والسدنة والمرابطين، وعرقلة عناصر الاحتلال موظفي مديرية إعمار المسجد الأقصى في دائرة الأوقاف الإسلامية من القيام بعملهم، بتعليق لوحات إرشادية تحمل رقم واسم بوائك المسجد الأقصى المبارك بهدف إرشاد المصلين خلال شهر رمضان الفضيل.
وفي إطار عملية التهويد التي تطال كل شيء بالمدينة، أعاقت شرطة الاحتلال وصول عشرات القادمين للصلاة في المسجد الأقصى وأغلقت عشرات الشوارع المقدسية بحجةِ تأمين ما يسمى "ماراتون القدس التهويدي 2022"، وفرضت شرطة الاحتلال تضييقات على بوابات البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
ورصد التقرير مواصلة الاحتلال نهجه بحفر الأنفاق أسفل وبمحيط المسجد الأقصى، تُجريها جمعية "العاد" الاستيطانية، على بعد 130 مترًا من السور الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وبشكل سري يدخل عمال وطواقم الاحتلال والجمعية الاستيطانية معدات وآليات إلى داخل فتحة النفق، الملاصق تمامًا لمجمع مياه "عين العذرا"، واستولت جمعية "العاد" على تلك العين منذ سنوات، وأغلقتها ومنعت الدخول إليها، وأقامت عليها مركزًا ضخمًا محكم الإغلاق، تحت حراسة ورقابة أمنية مشددة، رغم أنها وقف إسلامي.
وفي خليل الرحمن وتحديدًا بالحرم الابراهيمي الشريف، واصلت سلطات الاحتلال "الاسرائيلي" تعديها وتهويدها للحرم الابراهيمي، خاصة ما يتعلق بالمصعد الكهربائي لصالح سوائب المستوطنين، حيث أعمال الخرسانة المسلحة مكان الحفريات التي يجريها بساحات الحرم ما زالت مستمرة، وأقدم مستوطنون على عمل شبكة حديد أرضية في حديقة الحرم بجانب مبنى الاستراحة التابع لبلدية الخليل، واحتجزت سلطات الاحتلال "طفايات الحريق" الكبيرة الخاصة بالحرم الابراهيمي الشريف، بعد إجراء الصيانة لها خارج الحرم ورفضت إدخالها من جديد.
وبحجة احتفال المستوطنين، بعيد "المساخر" اليهودي، أغلقت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، البلدة القديمة من الخليل، وأطلقت قنابل الصوت صوب المواطنين والتجار في سوق القصبة، وخلال ذلك قام العشرات من المستوطنين بمسيرة انطلقت من حي تل ارميدة مروراً بشارع الشهداء وصولا للحرم الابراهيمي الشريف، وسط عمليات استفزازية للمواطنين.