فلسطين
في محاولة لفرض أمر واقع جديد.. محكمة الاحتلال تسمح بأداء طقوس "تلمودية" في الأقصى
الصراع الدائر على القدس حاليًا لم يكن حدثًا طارئًا معزولاً عن استراتيجية صهيونية اعتمدت سياسة المراحل المتدرّجة وصولًا الى هدفها المركزي في تحقيق يهودية الدولة العبرية على أرض فلسطين. واستراتيجية تهويد المسجد الأقصى هي عملية اقتلاع الشعب الفلسطيني ليس من أرضه وحسب، وإنما فصله كليًّا عن تاريخه ومحو ذاكرته الثقافية التي نسجها عبر قرون طويلة من الزمن.
وفي محاولة لفرض أمر واقع جديد لتكريس تهويد الأقصى، أطلقت ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم عدّادًا يوميًّا على منصاتها للحشد لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك الأحد المقبل الموافق 29-5-2022، في ذكرى ما يسمى "يوم القدس" العبري. وبدأت الجماعات "المتطرفة" بنشر عداد للأيام المتبقية حتى "يوم القدس" العبري الذي تحضر فيه لاقتحام واسع للمسجد الأقصى.
ويخطط المستوطنون خلال هذا اليوم لاقتحام "تعويضي" للمسجد الأقصى لإتمام ما فشلوا فيه في اقتحام 28 رمضان الماضي (10-5-2021)، من اقتحامٍ بأعداد كبيرة و"رفع العلم وغناء النشيد القومي وأداء الصلوات الجماعية العلنية" بسبب معركة سيف القدس التي أطلقتها المقاومة في قطاع غزة.
وقد سمحت محكمة الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة القدس المحتلة للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى المبارك.
وألغت ما يسمى محكمة "الصلح" التابعة للاحتلال الصهيوني في مدينة القدس المحتلة "القيود المفروضة" على عدد من المستوطنين، تشمل أوامر إبعاد عن البلدة القديمة في القدس، بعد أن كانوا قد أدوا طقوسًا تلموديةً في باحات المسجد الأقصى.
وجاء في نص قرار المحكمة "وفقًا للقناة "12" فباستطاعة المقتحمين للمسجد الأقصى من المستوطنين أداء صلوات يهودية في باحاته".
وعدّت محكمة "صلح الاحتلال"، وفق نص القرار، أن ذلك لا يعد مخالفة للقانون، بما في ذلك أداء ترتيلات دينية، والسجود على سطح الأرض في باحات المسجد الأقصى، حسب زعمها.
وقبلت المحكمة بذلك استئنافًا تقدمت به منظمة "حوننو" ضد قرار إبعاد المستوطنين، و"حوننو" هي منظمة تدافع عن المتطرفين اليهود الذين ينفذون اعتداءات إرهابية ضد الفلسطينيين.
ونقل ما يسمى "قاضي الصلح" عن مفوض الشرطة كوبي شبتاي قوله في إحدى وسائل الإعلام إن "المسجد الأقصى مفتوح، وإن شرطة "إسرائيل" تسمح لأي شخص يأتي للصلاة على الجبل بممارسة عبادة الدين"، وفق ادعائه.
"حماس"
وفي هذا السياق، أكدت حركة "حماس" أنّ المسجد الأقصى حقٌّ خالصٌ للمسلمين، وأنها لن تسمح بانتهاك حرمته وإقامة طقوس تلمودية فيه مهما كلّف الثمن.
وقالت "حماس" في بيانٍ صحفي: "إن قرار ما يسمَّى "محكمة الصلح" الصهيونية السَّماح لليهود الصهاينة بممارسة طقوسهم التلمودية، خلال اقتحاماتهم المستفزّة لباحات المسجد الأقصى المبارك لعبٌ بالنار، وتجاوزٌ لكلّ الخطوط الحمر".
وشدّدت على أنّ القرار "تصعيدٌ خطيرٌ يتحمّل قادة الاحتلال تداعياته التي ستكون وبالًا عليهم، وعلى حكومتهم وعلى قطعان مستوطنيهم، وسترتد عليهم جميعًا بمزيد من المقاومة والتصدّي، حتّى كبح جماح مخططاتهم التهويدية".
وجدّدت التأكيد على أن كل شبرٍ من المسجد الأقصى المبارك هو حقٌّ خالصٌ للمسلمين، كان وسيبقى، ولا سيادة فيه إلا لشعبنا الفلسطيني.
وقالت: "لن يُفلح الاحتلال وقطعان مستوطنيه وجماعاته المتطرّفة في فرض واقع جديد على أرضه المباركة بالقوّة والإرهاب، وسيتصدّى أهلنا في القدس، وأبناء شعبنا الفلسطيني عامّة لهذه المخططات بكلّ قوة وبسالة، ولن نسمح بها مهما كان الثمن".