فلسطين
غزة.. تظاهرات ووقفات منددة بمسيرة الأعلام الصهيونية في القدس
تظاهر فلسطينيون في قطاع غزة اليوم الاحد نصرة للمسجد الأقصى ومدينة القدس قبيل ساعات من مسيرة الاعلام الصهيونية.
وحذر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، أحمد بحر، قادة الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء والمساس بالثوابت العقدية والدينية والحقوق التاريخية والحضارية والإنسانية للشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وقال بحر في وقفة برلمانية نظمها نصرة للقدس والأقصى "إن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ولن نفرط به تحت أي ظرف، ولن نسمح بأي تلاعب أو عبث أو تغيير يطاله، وتهون في سبيله المهج والأرواح وترخص الدماء، ونحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة على تداعيات عدوانه على الأقصى".
وأضاف "إن شعبنا الفلسطيني بكافة قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية موحد تمامًا في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ48 والشتات، فليحذر الصهاينة من انتفاضة كبرى جديدة قد تندلع تأكل فيها الأخضر واليابس".
وتابع بحر "إن وحدة وترابط الساحات، والنذير بفتح الجبهات الخارجية في وجه الاحتلال حال أي عدوان أو مساس بالأقصى والقدس، ليس شعارًا نظريًا مجردًا، وإنما حقيقة واقعة سيذوق الصهاينة نيرانها المحرقة إذا ما تخطى حدوده وتجاوز الخطوط الحمراء، وسيرى العدو، حينها، من أبناء الأمة الشرفاء ورجالاتها الأشداء ما يحول حياته إلى جحيم".
وأكد بحر على أن المقاومة الفلسطينية بكل أذرعها وقواها الحية أياديها على الزناد إذا ما ارتكب الاحتلال أي حماقة فسيكون الانفجار في جميع أراضينا الفلسطينية المحتلة.
ودعا الشعب الفلسطيني في كل مكان للنفير العام، وشدّ الرحال للرباط داخل المسجد الأقصى وتكثيف تواجدهم على بواباته بهدف إفشال مسيرة الأعلام الصهيونية، ومنع الصهاينة من تنفيذ مخططهم العنصري ونواياهم العدوانية بحق المسجد الأقصى، والعمل على تصعيد كل أشكال المقاومة وحالات الاشتباك مع الاحتلال وإحراق الأرض تحت أقدام الغزاة المحتلين في كل مكان".
وطالب شعوب الأمة العربية والإسلامية وقواها الحية وعلمائها ونقاباتها وكل أحرار العالم المحبين لفلسطين وقضيتها العادلة إلى التعبير عن غضبتهم العارمة والخروج إلى الشوارع وممارسة كافة أشكال الضغوط الجماهيرية والسياسية والقانونية والإعلامية نصرة للمسجد الأقصى والقدس وفلسطين.
ودعا البرلمانات والاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإقليمية والدولية كافة، إلى وقفة جادة وحقيقية في وجه الاحتلال الصهيوني وعدوانه المتواصل ومخططاته العنصرية ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وشدد على أهمية ممارسة ضغوط سياسية عاجلة لتلك البرلمانات والاتحادات، على دولها وحكوماتها لاتخاذ مواقف سياسية لإدانة جرائم ومخططات الاحتلال في الأقصى والقدس والتصدي لها في المحافل الدولية، بما ينسجم مع وحدة الأمة ودينها وتراثها وتاريخها.
وطالب بحر الأنظمة العربية المطبّعة والمتحالفة مع الاحتلال بالعودة إلى رشدها قبل فوات الأوان، وإعادة حساباتها سياسيا واستراتيجيا التي تؤهلها لإعادة اصطفافها في خندق الحقوق الوطنية الفلسطينية ودعم القضية الفلسطينية بعيدا عن الارتماء في أحضان الاحتلال.
كما ندد تجمّع المؤسسات الحقوقية "حرية" في قطاع غزة بممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصري بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى من خلال اقتحاماته المتكررة للمسجد وعزمه على تنفيذ مسيرة الأعلام المزمع عقدها بالقدس مساءً.
جاء ذلك خلال وقفة للتجمّع نظمها أمام مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة للتنديد بممارسات الاحتلال بالقدس واستنكارًا لمسيرات الأعلام الاستفزازية.
وقال المحامي بمركز حماية لحقوق الإنسان، ياسر الديراوي، في كلمة ممثلة عن تجمع المؤسسات الحقوقية "حرية" إن ما يحدث بالمسجد الأقصى هو انتهاك للحقوق ومناف للقوانين الإنسانية، وإن اقتحام المستوطنين لباحاته يمثل امتداد لجريمة الاستيطان بالضفة المحتلة.
وأكد الديراوي أن اقتحام المسجد المبارك من قبل قوات الاحتلال والشرطة والاعتداء على المصلين والنساء بداخله ستؤجج الصراع الديني خاصة أنها دعوات مبنية على نظرية عقدية دينية يهودية متطرفة.
وشدد على أن القدس هي مدينة محتلة تخضع لأحكام القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية الفلسطينيين، مؤكدًا بطلان جميع الإجراءات والتدابير التي تتخذها سلطات الاحتلال من أجل تغيير الوضع القائم بالقدس المحتلة استنادا على قرار الجمعية العامة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وطالب الديراوي المجتمع الدولي والأطراف سامية للوقوف عند مسؤولياتهم القانونية إزاء جرائم الاحتلال، والضغط بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على جرائم المستوطنين بالقدس المحتلة، بوصفهم جماعات منظمة وقوى مسلحة تتحرك بسياسة ممنهجة.
ودعا مجلس الأمن دولي لإلزام قوات الاحتلال بالامتثال لقراراته وضمان تنفيذها، حاثًّا اليونسكو للتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق المسجد الأقصى ودور العبادة.
وطالب الديراوي جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف الجاد لما يحدث من انتهاكات بالمسجد الأقصى والقيام بواجباتهم، والعمل على وقف هذه الاعتداءات المتكررة.
ودعا الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لإدانة هذه الانتهاكات التي ينفذها المستوطنون تحت حماية الاحتلال.
كما ستنظم في وقت لاحق اليوم تظاهرات في مختلف مناطق القطاع رفضا لمسيرة الاعلام الإسرائيلية.