فلسطين
ماذا يخطّط الاحتلال في أسفل المسجد الأقصى؟
منذ احتلال مدينة القدس في العام 1967، لم تكف سلطات الاحتلال عن السعي لتهويد المدينة المقدسة، وتدمير كل المقدسات فيها سواء الإسلامية أو المسيحية، وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك لما يحمله من رمزية خاصة لدى المسلمين في العالم.
جديد هذه الاعتداءات نفق حديث تحت السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، على عمق 20 مترًا تحت الأرض، يُطلق عليه الاحتلال الصهيوني اسم "جسر الهيكل"، ويمتد من الحائط الغربي حتى باب الغوانمة، وينتهي إلى بوابة تقع تحت المدرسة العمرية بالبلدة القديمة.
وحذّر الباحث المقدسي معاذ إغبارية من أن "النفق الجديد يُشكل خطرًا على أساسات السور الغربي للمسجد الأقصى، والبيوت في البلدة القديمة الواقعة عند مسار السور، طالما يستمر الاحتلال بعمله في الحفريات في المكان".
ومن يسير على الجسر الواصل بين الحائط الغربي وباب الغوانمة الذي يدعى "جسر الهيكل"، يشاهد أسفله على عمق 20 مترًا مدينة تحت الأرض عبارة عن بيوت رومانية وكنعانية وبيزنطية.
وأشار إلى أنه عند الدخول إلى النفق يرى الزائر جسرًا حديديًّا محاطًا من الطرفين بألواح زجاجية، وكذلك أقواسًا رومانية وأماكن خاصة لتقديم شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
ولفت إلى أنه يوجد داخل النفق كنيس خاص تابع لوزارة "الأديان" الصهيونية، بهدف أداء الشخصيات اليهودية طقوسها التلمودية فيه.
أحد المعالم البارزة داخل النفق "باب السكينة القديم" الذي يقع تحت باب المطهرة - أحد الأبواب داخل الأقصى- وهو عبارة عن بئر أثرية قديمة من الفترة الأيوبية.
ونبّه إغبارية إلى أن اليهود كانوا اقتحموا المسجد الأقصى عام 1981، من "باب السكينة"، وأطلقوا عليه تسمية "باب الهيكل"، وعندما شاهدت الأوقاف الإسلامية ذلك، سارعت برفقة العاملين والحراس إلى إغلاقه بالطين.
و"باب السكينة" هو عبارة عن باب مغلق منخفض ضخم طوله 11 مترًا وعرضه 5.5 أمتار، ويطل المدخل الخارجي للباب "البئر حاليًّا" على النفق الغربي.
وفي عام 1981 ادعت وزارة "الأديان" التابعة للاحتلال، اكتشاف نفق تجاه قبة الصخرة، وأعلنت البئر ككنيس، ما دفع الهيئة الاسلامية العليا في القدس المحتلة إلى إعلان الإضراب العام، ومن ثم تمكن مهندسو وعمال الأوقاف من سد الفتحة وملء البئر بالماء من جديد.
ولفت إغبارية إلى أن هناك ثلاثة أنفاق أخرى ممتدة من تحت عين سلوان وصولًا إلى أسفل أساسات الأقصى حتى حائط البراق، وهناك تلتقي بالنفق الجديد المذكور، والنفق المُسمى "حشمونئيم" الذي افتتح في عام 1996، ويمتدان من الحائط الغربي حتى باب الغوانمة.