فلسطين
أبو عبيدة: التهديدات باقتحام الأقصى "خطيرة".. وسيرى العدو الرد إن ارتكب أي حماقة في غزة
أكد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أن التهديدات المتواصلة بزيادة اقتحامات المسجد الأقصى وصولاً للسيطرة عليه خطير وتحتاج إلى حالة استنفار لشعبنا وأمتنا لحماية مسرى نبيهم، مشددَا على أن المقاومة في غزة رسخت العديد من المعادلات، أبرزها جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى.
وقال أبو عبيدة في حوار صحفي خاص بذكرى انطلاقة حركة حماس نشرته وكالة فلسطين اليوم بالتزامن عدد من المؤسسات الإعلامية: إن قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ لدى القسام، وإن خياراتنا مفتوحة في حال تعنت الاحتلال في هذا الملف."
وبشأن اقتحامات الأقصى، قال أبو عبيدة "بعون لله سينقلب السحر على الساحر، وسيكون هذا الإجرام وهذا الجنوح للتطرف الكبير الذي يعيشه الكيان هو بداية زواله وتتبيره على أيدي المؤمنين المرابطين والمقاومين بإذن الله".
وتصاعدت الدعوات، لشد الرحال وتكثيف الرباط في ساحات المسجد الأقصى، لصد اقتحامات المستوطنين، بدءاً من يوم غد الأحد، فيما يسميه اليهود "عيد الأنوار" أو "حانوكاه، حيث تحشد جماعات ما يسمى "الهيكل" المتطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للأقصى في هذه المناسبة، التي يحتفل به اليهود يوم 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام على مدى 8 أيام.
المقاومة في غزة وتهديدات الاحتلال
وعلق أبو عبيدة على التهديدات الصهيونية المستمرة بشن عدوان واسع على قطاع غزة، قائلاً:" الرد هو ما سيراه الاحتلال في حال أقدم على أية حماقة."
وبشأن قيادة القسام لغرفة العمليات المشتركة التي تضم كل الفصائل الفلسطينية، أكد أبو عبيدة أن تأسيس الغرفة المشتركة هو سابقة في التاريخ المقاوم الحديث، وإن شعور مجموع قوى شعبنا المقاومة، والأجنحة العسكرية للفصائل بوحدة الهدف والمصير ووحدة الدم هو ما سهّل إنشاء الغرفة المشتركة كمنجز وطني مهم، وإن البيئة التي وفرتها قيادة الحركة والقسام للمقاومة في غزة رسخت أهمية هذا العمل المنسق والمتناغم بين قوى المقاومة بكافة خلفياتها التنظيمية.".
وتابع:" إن شركاءنا ورفاق الدرب والسلاح في الغرفة المشتركة يساهمون في تطوير آليات العمل في الغرفة المشتركة بما يحقق الكفاءة والتقدير الصحيح في إدارة المعركة مع الاحتلال بعون الله."
أما فيما يتعلق بالمعركة الأمنية وصراع الأدمغة التي تقودها كتائب القسام ضد الاحتلال وتطوير وحدات السايبر وغيرها، اعتبر أبو عبيدة أن هذه معركة مستمرة ومتواصلة ولا تتوقف، تتنوع أدواتها ونحقق فيها إنجازات بفضل الله على مدار الوقت، وهي معركة مفتوحة بطبيعة الحال نظراً لأنّ معركتنا مع الاحتلال مفتوحة ودائمة.
ورد أبو عبيدة على تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أن حركة حماس سجلت إنجازاً لها في معركة مايو 2021 حيث تركت جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الإسرائيلية قائلاً:" هذا جزء مما تعترف به قيادة العدو العسكرية، وهذا يؤكد صوابية قرار قيادة المقاومة والقسام في خوض هذه المعركة وإدارتها، ويؤكد عمق الجرح والأثر الذي تركته هذه المعركة المباركة في ذاكرة ووعي الاحتلال.
وأوضح أبو عبيدة، أن كتائب القسام تعمل وفق تنظيم قتالي هرمي، يبدأ بقيادة الألوية والأركان، حيث تتشكل القوات الميدانية من ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ومجموعات وصولاً إلى المجاهد في التشكيل القتالي، وتشمل الأركان: ركن العمليات، وركن الأسلحة، وركن التصنيع العسكري، وركن الاستخبارات، وركن القوى البشرية، وركن الجبهة الداخلية، وفي كل ركن وتشكيل ميداني تتفرع الأسلحة والتخصصات المنضوية تحت هذا الهيكل التنظيمي، كسلاح المدفعية وسلاح مضاد الدروع وسلاح البحرية وسلاح الجو وسلاح الهندسة وسلاح القنص وسلاح الإشارة والإعلام العسكري، وقوات النخبة ووحدات الأنفاق والطبية العسكرية والتعبئة وغيرها.
ملف الأسرى والصفقة
وبشأن الأسرى، وجه أبو عبيدة رسالة للأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً:" نقول لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال في ذكرى الانطلاقة، أنتم أيقونة حاضرة في كل تفاصيل عملنا الجهادي، وأولوية لا تزاحمها أولوية، وإن قرار تحريركم وفك قيودكم لا رجعة عنه، وإخوانكم في قيادة القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً ووقتاً وتخطيطاً من أجل حريتكم، فحريتكم دَينٌ وقرار، وتحية لكم ولصمودكم وعطائكم، وموعدكم حرية وفرج بعون الله تعالى.
وجدد التأكيد على أن قرار زيادة غلة الجنود الأسرى ما زال ساري المفعول وتحت التنفيذ لدى القسام في ظل تعنت الاحتلال في هذا الملف.
أما خيارات القسام ظل تعنت الاحتلال وعدم المرونة في ملف التبادل، فقال أبو عبيدة :"نعتقد بأن العدو سيندم على تعنته، وخياراتنا مفتوحة."
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار هدد بإغلاق ملف الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تحتجزهم حركته منذ 2014، "إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل" مع دول الاحتلال.
وقال السنوار في كلمة ألقاها خلال مهرجان نظمته حماس في غزة احتفالا بالذكرى الـ 35 لتأسيسها "إزاء مماطلة الاحتلال في هذا الملف نعلن أننا سنمهله وقتا محدودا لإتمام هذه الصفقة وإلا فإننا سنغلق ملف أسرى العدو الأربعة من طرف المقاومة إلى أبد الآبدين".
القسام وحماس
وحول تطور كتائب القسام وما وصلت إليه في مرحلة الإعداد، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام بعد 35 عاماً تشكل نواة جيش التحرير التي لا يمكن أن تخطئها عين، وباتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وهي تقف على أرض صلبة كقوة لشعبنا وصمام أمان وسيف مشرع في وجه الاحتلال ورأس حربة في مسيرة شعبنا وامتنا نحو التحرير والعودة.
وتحدث عن أبرز المعادلات العسكرية التي رسختها كتائب القسام مع الاحتلال، قائلاً:" نحن في مرحلة تحرر والمعركة مع الاحتلال طويلة وممتدة ومعقدة ومتعددة الجبهات والآليات والوسائل، ونحن نخوض مع شعبنا بكل أطيافه الفعل المقاوم على مدار عقود، وشعبنا بصموده فرض ولا يزال يفرض معادلات القوة والندية والتحدي للمحتل."
وأضاف:" على صعيد المقاومة والقسام هناك معادلات تشكلت في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بصمود شعبنا وتضحياته وبالإدارة المقتدرة من قيادة القسام والمقاومة للمعركة مع الاحتلال، من أبرز هذه المعادلات؛ جعل غزة أرض حرام على المحتل، وتمكين غزة كقاعدة عمل عسكري وتسلّح وإعداد للمقاومة بكافة أطيافها، وصولاً إلى ترسيخ معادلات ربط الفعل المقاوم بالقضايا الوطنية الكبرى كقضية القدس والأسرى.
وفيما يتعلق بأبرز المحطات الفارقة التي مرّ بها القسام وشكّلت نقلة نوعية في العمل العسكري المقاوم، بين أبو عبيدة، أن أهم هذه المحطات هي مخاض التأسيس المهم والاستراتيجي (الثمانينيات- التسعينيات)، وأبرزها نموذج عماد عقل ونموذج العياش، وطلاق التصنيع العسكري المحلي مبكرا في مرحلة التسعينيات.
وذكر محطة انتفاضة الأقصى والنقلة النوعية في العمل العسكري على صعيد التصنيع والاعداد والعمليات النوعية على امتداد خارطة الوطن (200-2005)، وصولاً إلى دحر العدو الصهيوني عن قطاع غزة.
وأشار إلى التأسيس للعمل العسكري المقاوم المنظم في غزة من حيث مأسسة الجهاز العسكري وتطوير أدوات وآليات العمل والتنظيم القتالي، وصولا إلى خوض معارك فارقة ومهمة مع العدو وفرض قواعد اشتباك وتعزيز حضور المقاومة ومراكمة قوتها (2005 – 2022)، ومن أبرز ملامح هذه المرحلة عملية الوهم المتبدد وصفقة وفاء الأحرار، بالإضافة إلى تأسيس الغرفة المشتركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة في مقاومة الاحتلال.
وعن حضور القسام والمقاومة في أولويات حماس وقيادتها في ذكرى انطلاقة الحركة، أكد أبو عبيدة، أن العمل الجهادي المقاوم بكل أشكاله، وفي طليعته العمل العسكري، يشكل الأولوية القصوى لقيادة الحركة، وبفضل الله فإن الحركة وبعد 35 عاماً من انطلاقتها تحافظ بقوة على خطّها الاستراتيجي الذي انطلقت من أجله وهو المقاومة ومراكمة القوة وتفعيل كل أدوات المقاومة الممكنة كحركة تحرر في مواجهة احتلال بغيض.
القدس والضفة الغربية ومقاومتها
وفي سؤال حول رؤية كتائب القسام للحراك المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر الأخيرة، شدد أبو عبيدة على أن الحراك المقاوم الممتد والمتصاعد هو الحالة الطبيعة للرد على العدوان والتأسيس لمرحلة التحرير القادم بإذن الله، معرباً عن تقدير الكتائب لشبابنا وأهلنا في الضفة وهم يسطرون ملاحم بطولية يقف كل الشرفاء أمامها احتراماً وإجلالاً وافتخاراً، وأكد أن هذا الحراك هو الأهم خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وسيكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل الكيان الصهيوني.
وأشار أبو عبيدة إلى أن معركة سيف القدس أثرت في إحياء المقاومة بالضفة، وشكلت الصاعق الذي فجر طاقات كامنة وأزاح الرماد عن جمر متوقد في الضفة المحتلة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 48، وكانت معركة سيف القدس نموذجاً ملهماً بفضل الله تعالى.
ووجه أبو عبيدة رسالة لشباب الضفة والقدس ولأهلنا في الداخل المحتل في ظل الهجمة الصهيونية المستعرة ضدهم، بالدعوة للاستمرار في تصعيد المقاومة: قائلاً:"نحن أمام معركة وجود وحق وتاريخ ومستقبل، وإنما النصر صبر ساعة، وأن غرس الشهداء رغم الألم سينبت ثورة ونصراً محققاً بعون الله، ونقول لهم بأن عملكم البطولي والنوعي والمتجدد، يشكل الكابوس المرعب للمحتل، فباغتوا عدوكم واخرجوا له من حيث لا يحتسب، وستجدون مقاومتكم وكتائبكم عند حسن ظنكم وأكثر بعون الله تعالى."
الدعم العربي والإسلامي للمقاومة:
فيما وجه رسالة لعلماء العرب والمسلمين أن قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك وما يتعرض له من انتهاك وعدوان صارخ هي أمانة في رقاب كل صاحب علم وكلمة وتأثير، وإنّ واجب الوقت اليوم هو الذود عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه، وإنّ أهل الثغور في فلسطين يعملون الليل والنهار من أجل كرامة هذه الأمة في وجه عدوها الأوحد ويقيمون فريضة الجهاد التي نكص عنها غالبية أولي الأمر في بلاد الإسلام للأسف.
وقال:"كونوا لإخوانكم المجاهدين والمقاومين سنداً ونصيراً، واشحذوا سيوف أقلامكم في اتجاه المعركة الأهم، ووجهوا الطاقات الكامنة والكبيرة في هذه الأمة نحو فلسطين، وصوب معركة اقتلاع هذا المرض الخبيث من قلب الأمة، بدلاً من التطاحن والتنازع والفرقة والمعارك الجانبية التي لم تزد أمتنا إلا وهنا وتراجعاً، وأعطت الوقت لأعدائنا ليصلوا إلى مرحلة خطيرة من المساس بأقدس مقدسات أمتنا."
أما بشأن دول التطبيع، فقال أبو عبيدة :" نحو في غاية الاطمئنان إلى أن شعوب أمتنا وقواها الحية ليس في قاموسها الاعتراف أو التطبيع مع هذا الكيان الاحتلالي البغيض، وقد أوصلت جماهير أمتنا رسالتها لنا ولكل العالم في كل المحافل والمناسبات والساحات، بأن هذا الاحتلال إلى زوال ولا مكان له في أرضنا ولا في وعي شعوبنا، وإن الإستماتة من قبل بعض الأنظمة في دمج هذا الكيان في وعي وحاضر ومستقبل أمتنا هي معركة خاسرة، ومخاطرة كبيرة، لن ينجم عنها سوى لعنة التاريخ وعار الدهر.
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024