فلسطين
هنية يكشف "الكنز الأمني" لدى القسام ويحدد 4 مراحل للخروج من الأزمة الفلسطينية (فيديو)
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية عن حصول قيادة كتائب القسام على "كنز أمني" خلفته عملية "حد السيف" الأخيرة عقب تسلل قوات صيهونية خاصة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال هنية خلال كلمته اليوم الأحد في مهرجان انطلاقة حركة حماس ال31 "مقاومة تنتصر .. وحصار ينكسر": إن ذخر أمني وفني مهم وكبير بين أيادي مهندسي القسام، سيساهم في فهم آليات عمل هذه القوات الخاصة التي عملت في أكثر من مكان وفي أكثر من دولة، وفي الضفة وأماكن أخرى.
وأضاف "أن أماكن دخول وخروج القوات الخاصة الصهيونية معلومة ومعروفة بدقة وبتحديد دقيق لقيادة كتائب الشهيد عز الدين من أين وكيف والطريقة معلومة بدقة لدى قيادة القسام".
وتابع "أن الأوقات التي دخلت فيها هذه القوة وخرجت فيها أيضاً معلومة بدقة وبتحديد دقيق لدى كتائب القسام.. وكم ساعة مكثوا في غزة معلوم بدقة لدى إخوانكم المجاهدين، لا أبالغ إن قلت بالدقيقة كم مكثوا في غزة، وكل ذلك صفحة مفتوحة لدى إخوانكم في قيادة القسام".
وأردف قائلا:" أن هذا الكنز الأمني الكبير بين أيدينا لا يقدر بثمن وسيكون له تداعيات ميدانية هامة في عملية إدارة صراع الأدمغة مع المحتل في المرحلة القادمة"، مشيرًا إلى أن كتائب القسام ستكشف المزيد من التفاصيل خلال مؤتمر صحفي خلال الأيام المقبلة.
وأكد هنية أن هذه المواجهة العسكرية الأخيرة كانت نقطة تحول في مسار إدارة الصراع العسكري مع المحتل، مضيفًا: أن "ما حصل في المواجهة الأخير شيء محدود بالنسبة لما يملكه القسام وفصائل المقاومة ولو زاد العدو لزادات الكتائب ولظلت على بعد خطوة من تل أبيب".
ووجه هنية رسالة الى الأسرى قائلًا :" إن تحريركم هي مسؤوليتنا، وأمانة في أعناقنا"، وأضاف موجها حديثه للأسرى: "إن كسر قيدكم هو على رأس أولوياتنا، وإن المقاومة التي حررت بعضا منكم بطريقتها الخاصة ستحرركم بإذن الله، وستخرجكم من خلف القضبان، وأنه لن يطول الزمن حتى نحرركم".
وفي سياق آخر، أكد هنية أن مسيرات العودة سجلت ثلاث نقاط إستراتيجية أولها "أن شعبنا قال لا لصفقة القرن"، مؤكدا أن مسيرات العودة وضعت ملف حصار غزة على الطاولة الإقليمية والدولية، بعد سنوات صعبة من هذا الحصار وبعد محاولات التهميش وضرب إرادة الصمود في أبناء الشعب الفلسطيني .
وعن العمليات بالضفة الغربية، قال: "إن عمليات الضفة وهبتها تأتي في ثلاثة سياقات، أولها أن الضفة الغربية ذات انتماء أصيل لفلسطين وللمقاومة الفلسطينية".
وأشار الى أن "السياق الثاني بمنزلة رد على كل محاولات وأساليب الاهانة التي يقوم بها المحتل الصهيوني من اعتقالات واعتداءات يومية، "فلا يمكن أن يقبل أهل الضفة بالإهانة ولا يمكن أن يسلم للمحتل أو أن يرضوا بالذلة".
وأضاف :"أما السياق الثالث فهي تأكيد على أن محاولات صفقة القرن التي ستجعل من الضفة الغربية منطلقاً لتنفيذها على الأرض بالقدس والمستوطنات لتقول أنها لن تكون ممرا لصفقة القرن بل مقبرة لها".
وفي معرض رده على الصهاينة بأن ما يدور في الضفة بتوجيهات من غزة اعتبر:"أن هذا الادعاء فخر لغزة، مستدركاً إن رجال الضفة من كل الفصائل ليسوا بحاجة إلى توجيه ولا بحاجة إلى كنترول".
وقال: "يا أهلنا في الضفة أنتم الساحة الأهم للأحداث وأنتم الساحة الأعمق لحسم الصراع مع العدو الصهيوني.. بعد اغتيال البرغوثي ونعالوه قام رجال الضفة برد الصاع صاعين في نفس اليوم".
وأكد هنية أن حركة حماس في الذكرى الواحدة والثلاثين تقف في مربع قوى وصلب، والمقاومة تقف في موقع أقوى من ما المحتل رغم ما يتاح له من الدعم السياسي والمالي.
وتابع:"نقف على أرض صلبة من الناحية الأمنية والسياسية والعسكرية والخارجية رغم التحديات الكبيرة التي نمر بها والتي هي بحجم قضية فلسطين".
وعن التطبيع، قال هنية "إن التطبيع مع الاحتلال نفسه قصير ولا يرسم واقع ولا يحدد مستقبل فالأمة ضد التطبيع ولا تعترف بالمطبعين مع الكيان الصهيوني".
وحدد هنية 4 خطوات مطلوب إنجازها للخروج من الحالة الحالية أولها إنجاز الوحدة الفلسطينية، معلنا استعداد حماس للذهاب لأبعد مدى لتحقيق ذلك.
ولفت الى أنه "مطلوب منا أربع خطوات للتعامل مع الوضع بين الفرص والتحديات"، مبينا أنّها تأتي باسم قيادة الحركة في داخل وخارج فلسطين، فنحن خدماً لأبناء شعبنا في أماكن تواجده كافة.
وأوضح أن أول هذه الخطوات "الذهاب مباشرة للوحدة الوطنية، مصالحة وحدة توافق تفاهم أي اسم أي مصطلح، مشددا على أن ما نواجهه من تحديات استثنائية يتطلب قرارات استثنائية.
واردف "أعلن أمامكم أن حماس جاهزة إلى أن تبعد لأبعد مدى لاستعادة الوحدة الفلسطينية لنكون يدا واحدة ووحدة واحدة".
وأعلن هنية أن حماس جاهزة ومستعدة للذهاب لأبعد مدى من أجل استعادة الوحدة الوطنية لنكون يد واحدة وشعب واحد، "فالضفة وغزة تعانقوا بالمقاومة فلنتعانق بالسياسية".
ودعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، من كل الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات لهذا الوطن، معلنا جاهزية حركته لإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني بعد ثلاثة أشهر.
وقال: "فلنحدد جميعنا موعد الانتخابات، حماس جاهزة لأن تذهب لهذه الانتخابات، وجاهزون من الآن لأن نبدأ تطبيق اتفاقيات 2011 بكل ملفاتها الخاصة".
أما الخطوة الثانية، فقال: "مطلوب وقف التنسيق أو التعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني" مشددا على أنه "لا يجوز بحال أن يستمر التعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني الذي يبطش بشعبنا".
ودعا في الخطوة الثالثة "إلى عقد اجتماع فلسطيني عاجل تشارك فيه القيادات الفلسطينية من الداخل والخارج لنبحث في واقع قضيتنا ونحدد معالم خطوات مستقبلنا" بحسب هنية.
وقال: "نحن جاهزون من الآن لعقد اجتماع فلسطيني موحد تشارك فيه القيادات الفلسطينية في الداخل والخارج، ولتحتضنه القاهرة عاصمة العرب والجميع، إن لم يكن على أرضنا"، معلنا الاستعداد للقاء الرئيس محمود عباس في غزة أو القاهرة أو أي مكان لكي نتباحث في ترتيب لقاء فلسطيني موسع والاتفاق على أجندات العمل الوطني للمرحلة القادمة".
وأضاف "انتهى زمن المفاوضات التي استمرت أكثر من 20 عاما، والتي على أثرها زاد الاستيطان والاعتقال ولنتوجه صادقين على مستوى المرحلة لبناء رؤية فلسطينية شاملة، لكي نتفق على إستراتيجية فلسطينية تحدد المسارات السياسية والمقاومة، والشأن الداخلي ولكي نضم كل أبناء شعبنا ولكي نمضي على هذا الطريق".
وأشار إلى أن الدعوة قائمة للجميع لعقد الاجتماع الإطار القيادي المؤقت، ولنطبق اتفاقيات 2017 في بيروت وإعادة بناء منظمة التحرير.
وطالب في نقطته الرابعة والأخيرة، بتعزيز العلاقة مع المحيط العربي والإسلامي، مبينا أن القضية لها ثلاث دوائر فلسطينية، عربية، إسلامية، وذات بعد إنساني.
وختم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالتوجه للشكر الى إيران على دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته رغم تعرضها للحصار.
وشارك في مهرجان الانطلاقة مئات الآلاف من كوادر الحركة وأنصارها في حشد جماهيري وسط مشاركة واسعة من الفصائل والقوى الفلسطينية والأجنحة العسكرية ونواب المجلس التشريعي.
وتخلل مهرجان الانطلاقة فقرات فنية وإنشادية تؤديها الجوقة العسكرية التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، إضافة إلى الفقرات الفنية التي ستقدمها فرقة الوعد للفن الإسلامي، كما سيرت كتائب فوق مهرجان الانطلاقة طائرات غنمتها من الاحتلال الصهيوني.
إقرأ المزيد في: فلسطين
30/11/2024