فلسطين
العاروري: صبرنا ينفد
أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري أن محاولة الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياسته في التقسيم الزماني والمكاني والسماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية ستواجه بردة فعل شعبنا بكل تأكيد، محذرًا من أن "صبرنا ينفد".
وفي حوار أجراه معه الموقع الرسمي لحركة "حماس"، قال العاروري "إنه يتوجب على الاحتلال ألا يتوقع أن تمر محاولاته دون رد قوي من شعبنا ومقاومتنا، ونحن نحذره من التمادي في ذلك، مشددًا على أن حركة "حماس" تراقب عن كثب خطوات الاحتلال في القدس.
ولفت العاروري إلى أن المقاومة في الضفة الغربية في تصاعد مستمر، ولم تخبُ شعلة المقاومة فيها، بل على العكس تتنوع في أدائها وتحسن من كفاءتها، وتتسع مساحة الفئات المشاركة فيها، وتمتد جغرافيتها يومًا بعد يوم، مبينًا أن الاحتلال يتوهم أنه يستطيع القضاء على المقاومة في الضفة الغربية، فيكتشف خطأ تقديره وعمق الأزمة التي تحاصره بها المقاومة.
واعتبر أن المقاومة هي الكلمة المركزية الآن في الضفة الغربية وفي الحوارات على كل المستويات، مشيرًا إلى أن المطلوب تعزيز بيئة المقاومة وحمايتها وترك المساحة لها لتثخن في العدو.
وتوجه لقطعان المستوطنين ومَن يقف خلفهم بالقول إن "محاولاتهم لإرهاب شعبنا وتهجيره لن تنجح، وشعبنا صامد وثابت في أرضه ولن يرحل، وردود المقاومة التي تبعت محرقة حوارة أكبر دليل على انغراس شعبنا في أرضه".
وقال "إنّ الاحتلال يستهدف بيوت القدس وحجارتها لأنه يدرك أن لها معنى ودلالة تعكس هوية القدس وحقيقة عمرانها وتاريخها، والعدو يحاول طمس الحقائق، لكن الحقيقة ستبقى راسخة في القدس بثبات أهلها، وهذا ما نعمل من أجله".
العاروري أكّد أنّ الانتفاضة الشعبية ومواجهة الاحتلال ومستوطنيه في كل أماكن وجوده وانتشاره في الضفة الغربية والقدس سيؤدي إلى ضغوط عليه ويستنزفه ويربك حساباته، موضحًا أن العدو لم يعد قادرًا على خوض اشتباك موسع في كل الجبهات وعلى كل المستويات.
وشدد على أن تحرير الأسرى على رأس أولويات قيادة الحركة وقيادة كتائب القسام، ولن نسمح للاحتلال بالتفرد بالأسرى، مؤكدًا أن أي اعتداء يمس حياة الأسرى ويمس كرامتهم سيقابل برد، وهذه دعوة لكل الأطراف الدولية والإقليمية إلى ممارسة ضغوطهم على حكومة الاحتلال في ما يتعلق بهذا الأمر على وجه التحديد.
ودعا كل فعاليات الشعب الفصائلية والمجتمعية والنقابية لمواصلة الفعاليات الداعمة للأسرى، فهذه قضية الجميع، فكل بيت وقرية ومدينة لديها أسير، وهذا أقل الواجب.
العاروري لفت إلى أن التطبيع مرفوض من جانبنا بشكل كامل أيًا كان مصدره، لأنه مبني على الاعتراف بالاحتلال وتجاوز لحقوق شعبنا ونضالاته، كما أنه مرفوض من شعوب أمتنا العربية والإسلامية، وتثبت كل المناسبات التي يتاح للشعوب التعبير بها عن موقفها، رفضهم الكبير للتطبيع مع العدو ودعمهم الكبير لفلسطين وشعبها.
ورأى أن التطبيع هو مدخل للأزمات وتعميقها وليس طريقًا لحلها، لأن العدو الصهيوني يعمل على إذكاء الخلافات بين مكونات الأمة ليتمكن من التغلغل فيها.