معركة أولي البأس

فلسطين

الاحتلال يحارب فلسطينيي منطقة "مسافر يطا" باستهداف آبارهم
04/08/2023

الاحتلال يحارب فلسطينيي منطقة "مسافر يطا" باستهداف آبارهم

شأن منطقة "مسافر يطا" مثل العديد من مناطق الضّفة الغربيّة المحتلّة وقراها؛ حيث تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون إلى التهجّم والتضييق على أهلها بُغية الاستحواذ على أراضيها لصالح التوسّع الاستيطاني.

"مسافر يطا"، والمكوّنة من 19 قرية صغيرة على تلال جنوب الخليل جنوب الضّفة الغربيّة، يعيش فيها نحو 1300 فلسطيني، وهي تعاني من بنية تحتيّة معدومة، وهي جزء من المخطّط الإسرائيلي الذي وضع قبل أكثر من خمسة أعوام لصالح التوسّع الاستيطاني. فقد سمحت سلطات الاحتلال بإقامة 6 بؤر استيطانيّة عشوائيّة في المنطقة، بعد أن صادقت المحكمة العليا على طرد السّكان الفلسطينيين الأصليين منها بذريعة أنّها منطقة تدريبات عسكريّة وإطلاق للنار الحيّ.

في هذا السّياق، يقول المزارع الفلسطيني "جابر دبابسة" إنّه منذ العام 2018؛ يحاول البقاء في أرضه ومنزله رغم التضييقات الإسرائيليّة، فأهالي قريته "خلّة الضبع"، في "مسافر يطا"، يتعرّضون إلى حرب معلنة منذ عدّة سنوات بهدف تهجيرهم من أرضهم. ويلفت "جابر" إلى أنّه يملك عدة آبار مياه لريّ أرضه الزراعيّة، لكنّ آلة الهدم الإسرائيليّة كانت تلاحقه وتهدمها في كلّ مرة، ليصل عدد آباره التي هُدمت أكثر من ستة، من بين 40 بئرًا تعرضت للهدم أو سُلّم لأصحابها إخطارات بذلك، والتي كانت محفورة منذ أكثر من ثمانين عامًا.

كما يوضّح "الدبابسة" أنّ الهجمة على الآبار تزامنت مع اعتداء واسع على الأهالي، في العام 2018، حين هُدمت المنازل، بشكل مكثف، وقُطعت شبكات المياه والكهرباء وخُرّبت في المنطقة كي تدفع الأهالي إلى التهجير. وحين فشلت كلّ تلك الإجراءات في طرد الفلسطينيين من أراضيهم، قام الاحتلال بإطلاق يد المستوطنين، حيث بات السّكان هدفًا لهؤلاء الذين أحرقوا الأراضي وهاجموا المنازل واعتدوا على الأهالي.

يضيف "الدبابسة" : "هُدمَ منزلي خمس مرات، خلالها خسرت ما يقارب 300 ألف شيكل (85 ألف دولار)، ولكنّني لم أيأس، وظللت أبنيه في كلّ مرة، ومصرّ على البقاء في أرضي".

هذا؛ وقد أصدرت محكمة الاحتلال، في شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي، قرارًا بإخلاء عشرين تجمعًا فلسطينيًا، في "مسافر يطا" لصالح الاستيطان بينها "خلة الضبع". بالطبع لم يستجب الفلسطينيون للقرار الذي وصفوه بالعنصري، فزاد الاحتلال من انتهاكاته بحقّهم، حتى باتت تُسجّل عمليات هدم شبه يوميّة في التجمّعات البدويّة.

البؤر الاستيطانيّة الجديدة، في "مسافر يطا" ومناطق جنوب الخليل بشكل عام، يمكث فيها شبان وفتية من المستوطنين خلال اللّيل، ويخرجون لرعي المواشي في النهار، بينما يسكن المستوطنون الأكبر سنًا في البؤر الاستيطانيّة المقامة منذ سنين. وهذا النّمط الاستيطاني معروف، في مزارع استيطانية أخرى في أنحاء الضّفة الغربيّة، حيث تتسع ظاهرة رعي المستوطنين الأبقار والأغنام، بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة، إذ توجد 23 بؤرة استيطانيّة عشوائيّة على شكل مزارع مواشي في منطقة جنوب جبل الخليل وحدها.

المستوطنون الرعاة، يمارسون الترهيب من أجل إبعاد الرعاة الفلسطينيين وطردهم من المناطق التي يرعون مواشيهم فيها منذ عشرات السّنين. إذ يرسل المستوطنون مواشيهم إلى حقول الفلسطينيين المزروعة بالشّعير والأشجار المثمرة من أجل تدمير المحاصيل فيها.

من المهمّ القول إنّ المحاكم الإسرائيليّة رفضت كلّ الالتماسات التي قُدّمت لها، فيما يخصّ إخطارات الهدم والتهجير والإخلاء، منذ العام 2000 حتى 4 أيار/ مايو الماضي. وهذا الأمر يأتي تمهيدًا لقرار الإخلاء الأخير، حيث ينفذ الاحتلال أساليب متعدّدة لتنفيذ قرار التهجير.

إقرأ المزيد في: فلسطين