فلسطين
المستوطنون يتطاولون على المسيحيين في القدس المحتلّة
أظهر شريط فيديو، لاقى انتشارًا كبيرًا في العالم، مستوطنين وهم يبصقون على المسيحيين خلال وجودهم قرب باب الأسباط، في المدينة المحتلّة، حيث كان يوجد مسيحيون قد خرجوا لتوّهم وهم يحملون صليبًا من كنيسة قريبة.
ومنذ أيام، ومع بداية الأعياد اليهودية، يقوم عددٌ من المستوطنيين المتطرّفين بالبصق على المواطنين المسيحيين في القدس المحتلّة، ولا سيّما عند خروج مجموعة من الحجّاج المسيحيين في مسيرة من ساحة كنيسة في شارع درب الآلام في القدس. ففي كلّ يوم، يصطدم قساوسة وحجّاج مسيحيون بظاهرة البصق، في شوارع البلدة القديمة في القدس. هذا إضافة الى شتم المسيحيين وإهانة مؤسّساتهم. هذه الاعتداءات دفعت بالقساوسة إلى التفكير جديًا بعدم الخروج بلباسهم الديني خوفًا من تعرّضهم لأيّ اعتداء جديد.
مطران القدس: كلّ شيء مُستهدف في هذه المدينة المقدسة
رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس مطران القدس المحتلّة المطران عطا الله حنّا؛ علّق على هذه الأحداث فقال إنّ التعديات الاستفزازية التي يتعرض لها المسيحيون، وخاصة رجال الدّين وكذلك الزوار والحجّاج في القدس، ليست ظاهرة حديثة، بل هي ظاهرة لم تنقطع منذ سنوات خلت؛ لكنها اليوم تظهر، وبشكل أوضح، بسبب توفّر وسائل التسجيل ووسائل "السوشيال ميديا" التي توثّق هذه التعديات وهذه الممارسات العنصرية.
وقال المطران، فى بيان له، إنّ التعديات تتمثّل فى قيام المتطرفين بالبصق على الصليب المقدس وإهانة الحجيج ورجال الدّين، وهذه ظاهرة يومية. ولعلّ رجال الدّين المسيحي كافّة اختبروا هذه التعديات وهذه الاستفزازات، وخاصة اولئك الذين يلبسون صليبًا، ويبدو أن هذا الرمز المسيحي الكبير يستفزهم ويهينهم؛ كما يقول المطران حنّا. والذي أشار إلى أنّ: "هذه التعديات والاستفزازات إنّما تندرج في إطار استهداف شعبنا الفلسطيني كلّه ومقدساته ورموزه الدينية والوطنية، فأولئك الذين يقتحمون الأقصى هم ذاتهم المتآمرون على الحضور المسيحي، والذين يبصقون علينا ليلًا ونهارًا ويشتموننا ويسيئون لرموزنا الدينية".
وتابع: "فلسطين لأبنائها والقدس لأهلها، وزوّار القدس المسيحيون الذين يُشتمون ويُبصق عليهم في شوارع القدس العتيقة سيكونون بعدئذ خير سفراء لأنبل وأعدل قضية؛ لأنّهم اختبروا العنصرية وشاهدوها بأمّ العين. وأشار المطران إلى "أنّ هناك متطرفين مستوطنين يسوّغون هذه الاستفزازات والشتائم كونها منسجمة مع شريعتهم التي يبدو أنّها ليست شريعة إلهية؛ بل شريعة حقد وعنصرية وفاشية".
وختم المطران عطا الله حنّا قائلًا إنّ: "ما يحدث في القدس لا يمكن وصفه بالكلمات؛ فكلّ شيء عربي فلسطيني إسلامي أو مسيحي مُستهدف في هذه المدينة المقدسة، والتي فيها تستثمر الأعياد اليهودية من أجل الإمعان في الاقتحامات و الاستفزازات والممارسات الظالمة. فالاحتلال يخطط ويرسم برامجه المستقبلية، وخاصة في مدينة القدس، أمّا الفلسطينيون فهم منقسمون على أنفسهم وحال الوهن العربي يعرفها الكثيرون".
بالموازاة، طالب نشطاء في الولايات المتحدة الأمريكية الكنائس بقطع علاقتها بالاحتلال إثر ممارسات المستوطنين الاستفزازية، في وقت كُشف النقاب فيه عن رفض إسرائيلي لطلب تقدّمَ به رؤساءُ الطوائف المسيحية لتأمين كنائس القدس وحيفا خشية من هجمات المستوطنين. ورأى النشطاء الأمريكيون أنّ: "هذا الفيديو الذي يُظهر المستوطنين وهم يبصقون، في أثناء مرور حجّاج يحملون صليبًا على أكتافهم، يجب أن يكون كافيًا للكنائس في أمريكا لقطع علاقتها مع دولة الاحتلال العنصرية".
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية أنّ رجال الدين المسيحيين حذّروا من انجرار الشباب المسيحي إلى ردود فعل مضادة. وذكرت الهيئة أنّ رؤساء الطائفة المسيحية تواصلوا مع عشرات السفراء في كيان الاحتلال طالبين مساعدتهم.
يُشار إلى أنّ مدينة القدس المحتلّة وسكانها والمسجد الأقصى يتعرضون لهجمات يومية من المستوطنين المتطرفين. وقد تصاعدت هذه الهجمات، مع بداية "عيد العرش" اليهودي، والذي قام خلاله المستوطنون باقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، وأدّوا خلالها "طقوسًا تلمودية"، كما عملوا على إدخال "قرابين نباتية" للمسجد