فلسطين
عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة ثالثة في جباليا
لليوم السابع والعشرين على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة مرتكبًا مجازر دامية، ومشدّدًا حصاره على القطاع.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أنّ الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة، في الحي السكني الفاصل بين ساحة الخلفاء الراشدين وشارع الهوجا وسط مخيم جباليا، حيث قصفت طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا كاملًا على رؤوس ساكنيه بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ما أدّى إلى وقوع العديد من الشهداء والجرحى.
وتُجري طواقم الدفاع المدني عمليات بحث عن جرحى تحت الأنقاض، في هذه الأثناء، بعد استهداف منزل يعود إلى عائلة "عنبر" في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، فيما أُفيد عن ارتقاء 19 شخصًا حتى الآن. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة بـ" المجزرة ".
وقالت المنظمة في تعليق لها، أن: "مشاهد المجزرة التي ظهرت من مخيم جباليا في قطاع غزة عقب الغارات الإسرائيلية، يومي الثلاثاء والأربعاء، بـ"المروعة ". وأشارت "اليونيسيف" إلى أنه: "على الرغم من أننا لا نملك حتى الآن تقديرات لعدد الضحايا من الأطفال جراء الهجوم، إلا أن المنازل دمرت، ويبدو أن مئات الأشخاص أصيبوا وقتلوا، وتفيد التقارير أن العديد من الضحايا كان من بينهم أطفال".
وأفيد بشنّ الاحتلال سلسلة غارات "إسرائيلية" عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، بالتزامن مع وصول عدد من إصابات المجزرة في جباليا إلى المستشفى.
بالموازاة، أعلنت وزارة الصحة في غزة توقف المولّد الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، مضيفةً أنّ مئات المرضى والجرحى تحت خطر محدق بسبب توقف المولد الرئيسي. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أنّ المستشفى الإندونيسي لجأ إلى العمل بخطة استثنائية حاليًا عبر تشغيل المولّد الثانوي، ما تسبّب بتوقف الأنظمة الكهروميكانيكة عن العمل في جميع أقسام المستشفى بما في ذلك أنظمة التهوية.
وأشار القدرة إلى توقف محطة الأوكسجين الوحيدة في المستشفى أيضًا، وانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المبيت واستعمال الإنارة بالكشافات اليدوية، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى.
وأكد الناطق باسم الوزارة، أن العمل بإطار العمل بخطة استثنائية قد تمكّن المستشفى من العمل لبضعة أيام، لكن "إذا لم يصل الوقود فسنصل إلى الكارثة لا مفر"، مناشدًا أصحاب الضمائر الحية بالتدخل الفوري لتزويد مجمع الشفاء والمستشفى الإندونيسي بالوقود".
وجدّدت طائرات الاحتلال قصفها لمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسط تحذيرات من توقف خدمات المستشفى قسرًا بعد ساعات لعدم توفر الوقود. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان توقف المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في قطاع غزة المحاصر عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما يجعل حياة ألفي مريض على المحك، وفقًا لما أكده مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني.
غارات عنيفة
بالتزامن، استمرّت قوات الاحتلال في قصف منطقة أبراج الكرامة في مدينة غزة، وبسلسلة غارات "إسرائيلية" عنيفة وقذائف مدفعية على مناطق تل الهوى غرب مدينة غزة. واستهدفت طائرات الاحتلال أيضًا منزلًا بالقرب من دوار بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وقصفت بشكل مكثف على محيط مستشفى القدس ومنطقة دوار أبو مازن وأبراج تل الهوى غربي مدينة غزة.
كما سُمِعَ انفجارات ضخمة ناتجة عن قصف مقاتلات ومدفعية الاحتلال لمدينة غزة، بالتزامن مع قصف "إسرائيلي" عنيف على مخيم الشاطئ، تبيّن أنّه قصف عنيف للاحتلال بالقرب من منطقة المغربي في شارع الثلاثيني وسط مدينة غزة. كما أفيد بأنّ قوات الاحتلال "استخدمت الطائرات الحربية والزوارق والمدفعية في قصف القطاع طوال الليلة الماضية".
وقبل ساعات، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، سلامة معروف، إنّ مجازر الاحتلال خلفت أكثر من 10 آلاف بين شهيد ومفقود حتى الآن، مؤكّدًا أنّ وجود جثامين الشهداء تحت الركام "ينذر بخطر انتشار الأوبئة". وأشار معروف إلى "خروج 70 جريحًا للعلاج في الخارج الأربعاء لأول مرة منذ بدء العدوان"، بالتزامن مع دخول 70 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنّ "ما يدمي القلب ويبكي العين أن يكون القاسم المشترك في قوافل المساعدات المحدودة التي تدخل حتى الآن هو الشاحنات المحملة بالأكفان".
بدورها، نقلت وكالة "رويترز"، نقلًا عن حركة "حماس"، أنّ ضحايا مجزرتي جباليا الأولى والثانية، يومي الثلاثاء والأربعاء، يجاوز الألف ما بين شهيد وجريح ومفقود، حيث استشهد ما لا يقل عن 195 فلسطينيًا وأُصيب 777 آخرين، فيما بقي 120 في عداد المفقودين.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع من جراء العدوان، مع استهداف القصف الإسرائيلي لكل مقومات الحياة في القطاع، ومنها قصف المخابز والمراكز التجارية واستهداف المستشفيات ومحيطها، ما أدّى إلى نفص شديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم، لتشغيل محطات تحلية المياه ومولدات الطاقة، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية.