فلسطين
في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أرقام قياسية لمعاناة الصحافيين الفلسطينيين
يصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يحلّ على غزة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على القطاع الذي انتُهكت فيه حقوق الإنسان على المستويات كافة ومن بينها حقوق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في فلسطين المحتلة على مدى 7 أشهر من العدوان.
تشير الأرقام إلى أن عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال في قطاع غزة خلال أوّل شهرين من العدوان فاق عدد الصحافيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام، وكذلك الحرب الكورية.
ووفقًا لمؤسسة منتدى الحرية، ومقرها واشنطن، فقد 69 صحافيًا حياتهم خلال سنوات الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر، بالمقابل ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 141 صحافيًا وإعلاميًا استشهدوا بقصف الاحتلال، وُجرح أكثر من 70 آخرين.
141 شهيدًا من الصحافيين والإعلاميين في غزة
ويتعرض الصحافيون الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة لبطش الاحتلال الذي يلاحقهم بالقتل والاعتقال والتنكيل.
وإزاء تغطيتهم للعدوان المستمر على غزة، ترتفع أعداد الصحافيين الشهداء في القطاع في ما يعتبره مراقبون مسعى إسرائيليًا لقمع الصوت الفلسطيني، وطمس جرائم الاحتلال.
في سياق متصل، قالت مؤسسات حقوقية فلسطينية، إن سلطات الاحتلال لا تزال تعتقل 53 صحافيًا فلسطينيًا. وذكرت مؤسسات "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" و"نادي الأسير الفلسطيني" و"مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان" في تقرير مشترك، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن من بين الصحافيين 43 اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي "وهم من أصل 70 صحافيًا وصحافية تعرضوا لعمليات اعتقال بعد التاريخ المذكور".
وأوضح التقرير أن "أربعة صحافيين من غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري، ويرفض الاحتلال الكشف عن مصيرهم أو توضيح أي معطيات بشأنهم".
وأضاف التقرير "منهم اثنان جرى اعتقالهما في بداية العدوان (على قطاع غزة) وهما: نضال الوحيدي، وهيثم عبد الواحد، بالإضافة إلى صحافيين اثنين جرى اعتقالهما من مستشفى الشفاء في غزة خلال العدوان الواسع، الذي تعرض له المستشفى، وهما: محمود زياد عليوة، ومحمد صابر عرب".
كما يخضع 22 صحافيًا للاعتقال الإداري منهم ثلاث صحافيات وهناك صحافية رهن الحبس المنزلي بقرار من محكمة عسكرية صهيونية.
لجنة حماية الصحافيين: حرب غزة هي الأكثر دموية
وبحسب لجنة حماية الصحافيين التي تعمل على التحقيق في جميع التقارير المتعلقة باستشهاد وإصابة وفقدان الصحافيين والعاملين بمجال الإعلام، تظهر البيانات والإحصاءات أن هذه الحرب أصبحت "الأكثر دموية للصحافيين منذ بدء عمل اللجنة عام 1992".
وأعلن المركز الدولي للصحافيين في شباط/فبراير، أن الحرب على غزة شهدت أعلى مستويات العنف ضد الصحافيين منذ 30 عامًا، ودعا "إسرائيل" إلى وقف قتل الصحافيين والتحقيق في حوادث قتلهم على يد قواتها.
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو "الإسرائيلي" الصحافيين بشكل متعمد، حيث قدّمت منظمة مراسلون بلا حدود عام 2018 أول شكوى، بعد أن أطلق قناصون "إسرائيليون" النار على صحافيين فلسطينيين خلال "مسيرة العودة الكبرى" في غزة.
وفي الضفة الغربية والقدس كذلك، واجه الصحافيون الفلسطينيون انتهاكات واستهدافات متكررة من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار عقود طويلة.
وكان الحدث الأبرز في السنوات الأخيرة استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/مايو 2022، برصاص جيش الاحتلال أثناء تغطيتها عملية عسكرية بمخيم جنين شمال الضفة الغربية.
"مراسلون بلا حدود": قطاع غزة بات مقبرة الصحافيين
وفي 18كانون الأول/ ديسمبر 2023، وصفت الأمم المتحدة قطاع غزة بأنه "أصبح أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحافيين وأسرهم".
وقالت في بيان صحفي صادر عن مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية: "لقد أبقى الصحافيون العالم على اطلاع فوري بالفظائع التي يتعرض لها المدنيون في غزة"، وأشادت بـ"تفاني الصحافيين الذي يستحق الثناء".
بدورها، وصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" قطاع غزة بأنه "مقبرة الصحافيين"، حيث تتعمد "إسرائيل" اغتيالهم والتضييق عليهم في الميدان، ومنع الصحافيين الأجانب من الدخول إلى غزة وقطع الإنترنت، ورسائل التهديدات التي تصلهم.
وأدانت المنظمة الدولية أساليب القمع "الإسرائيلي" للصحافة ومنع الحق في الحصول على المعلومات في غزة، وطالبت "الدول والمنظمات الدولية بزيادة الضغط على "إسرائيل" لوقف هذه المذبحة فورًا".
"اليونسكو" منحت جائزتها لحرية الصحافة لجميع الصحافيين الفلسطينيين في غزة
إشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" منحت جائزتها لحرية الصحافة إلى جميع الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يغطون الحرب المستمرة منذ نحو 7 أشهر.
وقالت لجنة التحكيم الدولية للجائزة "إن هذا الاعتراف يُعدّ رسالة تضامن واعتراف قوية مع الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في مثل هذه الظروف المأساوية".
الصحافةاليوم العالمي لحرية الصحافة