فلسطين
حماس: مفتاحُ وقفِ الحرب العودة لاتفاق تموز الماضي.. ونتائج الانتخابات الأميركية لا تعنينا
حمّلت حركة حماس، الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بدوله ومؤسساته ومنظماته المسؤولية السياسية والإنسانية والأخلاقية عن استمرار هذه الجرائم والمجازر التي يندى لها جبين البشرية.
وأوضح القيادي في حماس أسامة حمدان، في بيان صحافي حول آخر تطوّرات العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، أنَّ حرب الاحتلال على المستشفيات في قطاع غزَّة خصوصًا في شمال القطاع هي جرائمُ إبادة جماعية بحقّ الشعب الفلسطيني، وانتهاك صارخ لكلّ الأعراف والمواثيق الأممية والقانون الدولي الإنساني.
وقال، إن المؤسسات الأممية والمنظمات الصحية والحقوقية وثّقت جرائم الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته في إجبار الاحتلال على وقف استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والدفاع المدني، ومنعه من تعطيل عمل المنظمات الطبية والإنسانية وأداء واجبهم، إنقاذًا لأرواح المدنيين.
وفي هذا السياق، أكد حمدان أنَّ الحجج الواهية التي بنى عليها الاحتلالُ ارتكابَ جرائمِه الوحشيةِ ضدَّ المستشفياتِ في قطاع غزَّة، قصفًا واقتحامًا وحَرْقًا، بداعي وجودِ مقاتلينَ من الحركة داخلَها، قد ثبت كذبُها وافتضح زيفُها ودعايتُها السَّوداء، وقد دَحَضَتْها عدّةُ تقاريرَ دولية وتحقيقاتٍ إعلاميَّة، ليس آخرَها تقريرُ وكالةِ "أسوشيتد برس".
وأشار إلى أنَّ إبلاغ الاحتلال الصهيوني الأمم المتحدة رسميًا بقطع العلاقات مع وكالة (الأونروا)، بعد تشريعها الباطل حظر عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو محاولة صهيونية لطمس الشاهد الدولي والأممي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، على طريق الكيان الصهيوني لشطب قضية اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم التي هجّرتهم العصابات الصهيونية الإرهابية منها قبل ما يزيد على سبعة عقودٍ من الزمان.
وشدّد على أن هذا القرار يؤكّد مجدّدًا إصرارَ هذا الكيان الفاشي على التمرّد والاستهتار بكلّ القرارات الأممية والمواثيق الدولية، ممّا يجعله كيانًا مارقًا، وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرّك الجاد والفعلي لتجريم هذا الكيان، وعزله، وطرده من كلّ مؤسسات الأمم المتحدة، حفاظًا على استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين.
وأضاف، أنَّ "هجمات المستوطنين الممتدة من قرى وبلدات الضفّة إلى مدنها، والتي كان آخرها الهجوم الإرهابي على مدينة البيرة، تصعيد خطير وإجرام جديد يستوجب تصعيد المواجهة والتصدي لهذه الجرائم، ندعو جماهير شعبنا إلى مواجهة جرائم المستوطنين بكلّ السبل، وردع استباحتهم لجميع مناطق الضفّة الغربية بوسائل المقاومة كافة، وتدفيعهم ثمن جرائمهم حتّى رحيلهم عن أرضنا".
ولفت حمدان إلى أن "مرورَ 107 أعوام على وعد "بلفور" المشؤوم، في ظل معركة طوفان الأقصى المستمرة، يؤكّد أنَّ كلّ محاولات تصفية قضيتنا وتهجير وإبادة شعبنا لم تفلح، وأنَّ الإرهاب والعدوان الصهيوني المدعوم أميركيًا وغربيًا مهما بلغ في إجرامه وقوّته لن يتمكّن من كسر إرادة شعبنا العظيم ومقاومتنا الباسلة في تحقيق تطلعاتنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ويحمّل بريطانيا المسؤولية القانونية والأدبية والمادية عن معاناة الشعب الفلسطيني، طوال ما يزيد على قرن من الزمان".
وأردف قائلًا: "رغم استمرار الجريمة بحق شعبنا، فقد تلقّى العدوّ الصهيوني ضرباتٍ مُوجعةً من مقاومتنا المظفرة في قطاع غزَّة على مدار شهر أكتوبر الماضي فقط، حيث مُني خلالها بخسائرَ مؤلمة في جنودِه وضبَّاطِه وآلياتِه العسكرية، كما يعيش أركانُ حربِ الاحتلال صراعاتٍ داخليةَ وتفكّكًا في جبهتهم لداخلية وتخبّطًا وخوفًا من أرقام وفاتورة وحجم الخسائر في صفوف جيشهم المذعور، في ظل تَبَاعُدِ المجرمِ نتنياهو عن تحقيقِ أيّ من أهدافه على في غزَّة، سوى ارتكابه المزيد من الإبادة الجماعية بحقّ المدنيين العزل من أبناء شعبنا".
وتابع حمدان "يومًا بعد يوم تتكشف فضيحة التسريبات من مكتب الإرهابي نتنياهو، وتشير في ما تشير إلى تسريب مواد، وبعضها تم التلاعب به، واستخدمت كذرائع لأخذ قرارات أو تبرير قرارات في إطار جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا".
وأوضح أنَّ "انكشاف خيوط هذه الجريمة، يؤكّد أنَّ ما جرى من عدوان كان عن سبق إصرار، ويرتبط بسياسة حكومة نتنياهو بإبادة شعبنا".
ودعا محكمة العدل الدولية، والمدّعي العام لدى محكمة الجنايات الدولية، إلى ملاحقة هذه القضية، وملاحقة نتنياهو وفريقه الحكومي كمجرمي حرب.
وفي متابعة للقاءات التي تجريها قيادة الحركة مع مختلف الفصائل الفلسطينية، في القاهرة، قال حمدان، إن اللقاء عُقد مع الإخوة في حركة فتح بدعوة مصرية كريمة.
وذكر أنه "جرى بحث مختلف القضايا الوطنية خاصة الحرب على غزّة وسبل العمل وطنيًا لمواجهة مخطّطات الاحتلال ومن يدعمها، على قاعدة الإجماع الوطني الفلسطيني برفض أي ترتيبات يراد فرضها علينا".
وأوضح أن اللقاء أكد على أن "إدارة شؤون شعبنا سواء في قطاع غزّة أو الضفّة أو الشتات، هي شأن فلسطيني خالص يتم بالتوافق الوطني".
ولفت إلى أنه جرى نقاش العديد من الأفكار من ضمنها تشكيل هيئة لمتابعة أمور غزّة واحتياجاتها في مختلف القضايا. إلى حين تهيئة الظروف لتشكيل حكومة توافق وطني، وقد كانت أجواء اللقاء إيجابية وصريحة.
وأكد حمدان أن قيادة حركة حماس ستواصل اللقاءات والاتّصالات مع إخواننا في فتح ومع الفصائل الفلسطينية كافة، للوصول إلى أنسب الحلول والصيغ التي تخدم شعبنا عمومًا وغزّة وأبناءها على وجه الخصوص.
ونوّه بمواصلة الحركة جهودَها الحثيثة وتواصلها مع عمقها الوطني والعربي والإسلامي والدولي، عبر لقاءات وطنية بنّاءة وجادّة، ومساع متواصلة لحشد الجهود من أجل وقف العدوان ضدّ شعبنا في قطاع غزَّة.
وجدّد حمدان التأكيد على موقف حماس في التعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات وأفكار تضمن وقفَ العدوان وانسحابَ الاحتلال من غزّة، وعودة النازحين وإغاثة أهلنا وكسر الحصار وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية.
وشدّد على أن مفتاح التوصل لاتفاق ينهي هذه الحرب ويوقف العدوان على شعبنا، ويحقق صفقة تبادل للأسرى، هو العودة لاتفاق 2 تموز/يوليو الماضي، وتطبيق قرارِ مجلسِ الأمنِ 2735.
وأضاف: "ولأجل ذلك لا بد من تصعيد الضغوط على نتنياهو، ومنعه من مواصلة تعطيل الاتفاقات، فهو من يتحمل مسؤولية إفشال جهود الوسطاء طيلة الأشهر الماضية، وتلاعبه بمشاعر ذوي الأسرى، وهو من يتحمل مسؤولية موت المزيد من أسرى الاحتلال بنيران جيشهم.
وفي ظل توقّف كثيرين أمام محطّة الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشار حمدان إلى أنه مهما كانت نتائجُها، فهي لا تعني الحركة وشعبنا الفلسطيني، فالإدارة الأميركية السابقة والحالية كانتا شريكتين وداعمتين لهذا الكيان الصهيوني في حربه وعدوانه على شعبنا وقضيتنا الوطنية.
وذكر حمدان في ختام البيان، أنه على الإدارة الأميركية الجديدة أن تستمع للأصوات التي تتعالى من المجتمع الأميركي الرّافض للاحتلال والعدوان الصهيوني، واعتراضًا على دعمه، وأن تراجع سياسة الانحياز والدّعم للاحتلال وجرائمه، وأن تكفّ عن تعطيل الإرادة الدولية في تجريم الاحتلال ومنح حقوق شعبنا المشروعة في التحرير والعودة والاستقلال.
الكيان الصهيونيحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزة