فلسطين
سيدات فلسطينيات يتحدين الفقر والبطالة بالزراعة على خطوط النار
غزة ـ العهد
مع اطلالة كل صباح تتجه خمس سيدات فلسطينيات من سكان خانيونس جنوب القطاع للعمل في الحقول الزراعية الملاصقة للحدود الشرقية لقطاع غزة لتوفير متطلبات عائلاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الصهيوني منذ 13 عاما.
وتعمل السيدات الفلسطينيات في مشروع زراعة البطاطا ضمن مشروع مقدم من مركز العمل التنموي – معا لتحسين مستوى المعيشة للأسر الفلسطينية وتعزيز مستوى الصمود الفلسطيني.
وتقول نسرين قديح في الثلاثينيات من العمر إن "هذا المشروع جاء كنجدة لهن لتحسين أوضاعهم الميعشية في ظل الأوضاع الصعية التي يعيشها القطاع جراء الحصار الإسرائيلي".
وتضيف قديح التي كانت تتفقد محصول البطاطا على امتداد عشرة دونمات كل صباح " العمل في الزراعة بالنسبة للسيدات شاق وخاصة في ارتفاع درجات الحرارة لكن هذا قدرنا لتحسين أوضاعنا الاقتصادية".
وتوضح الشابة الفلسطينية أنه يتم اختيار المزارعات بدقة وعناية بعد دورات مكثفة وتدريبات في كيفية التعامل مع المحاصيل والري والتسميد.
ورغم التعب الشديد وارتفاع درجة الحرارة الا أن نسرين تصر على مواصلة العمل في جني محصول البطاطا وتستعد لحرث الأرض لزراعة الفلفل الأخضر.
وتتعاون السيدات الخمس في ري وتسميد وتعشيب وزراعة الأرض بأنفسهن منذ استئجارها وزراعتها، وعبرت المزارعة خلود ابو دقة عن سعادتها في انضمامها للمشروع الزراعي والذي ساعدها بشكل كبير في تحسين ظروف حياتها المعيشية الصعبة فهي تعد المعيل الوحيد لأسرتها.
ونجح مشروع السيدات بنسبة 60% وتمكن من الادخار من الأرباح لزراعة محاصيل جديدة وسيكون الفلفل الأخضر خيارهن الثاني وفق الشاب نسرين.
وتتمسك السيدات بأي فرصة تساعد على تحسين أداءهم وتعزيز وصول منتجاتهم إلى الأسواق، سواء كانت مقدمة من قبل مؤسسات المجتمع المدني والرسمي أو عبر تقديم الدعم اللوجستي أو الإرشادي.
وتهدف المبادرات والمشاريع التنموية المخصصة لفئة المزارعات الفلسطينيات إلى خلق نموذج عملي لنساء مزارعات يشرفن باستقلال على إدارة كاملة للموارد ومساعدتهن في التغلب على الظروف الاقتصادية في القطاع المحاصر.
ويمر قطاع غزة بأسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية وحياتية نتيجة استمرار الحصار المفروض عليه منذ ـ13 عاما من قبل الاحتلال الصهيوني وجراء عقوبات السلطة الفلسطينية.
وأبدى ماهر الطباع مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام بالغرفة التجارية قلقه تجاه المستقبل الاقتصادي المجهول الذي ينتظر قطاع غزة.
وشدد الطباع أن الحروب المتتالية التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، دمرت البنية التحتية للاقتصاد من مصانع وأراضٍ زراعية ومنشآت تجارية، ما أسهم في تدهور الوضع الاقتصادي والانساني.
وقال الطباع فإن توالي الأزمات على قطاع غزة من توقف المشاريع والمنح الدولية بالتزامن مع ظهور الأزمة المالية للأونروا التي دفعتها لتقليص خدماتها المقدمة للاجئين، أرهق كاهل المواطن ودمر الحركة التجارية.
ووفق الطباع بلغت نسبة البطالة في قطاع غزة 52%، منها 70% من فئة الشباب، إضافة إلى وجود 300 ألف عاطل عن العمل، عادّا أن ما يزيد الأوضاع خطورة هو الارتفاع الخطير بأعداد الخريجين.
وأضاف:" الأوضاع الاقتصادية الصعبة تُشكل خطراً على الأمن الغذائي حيث وصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة إلى 69% أي عدم القدرة على توفير الحاجات الغذائية الأساسية من الخضار واللحوم ومصادر القيم الغذائية المهمة.
وتابع بالقول:" هذه الحالة المزرية تلقي على جميع الأطراف المسؤولية للتدخل والتنسيق فيما بينها من أجل اقتصاد غزة، الذي وصل لنقطة لا يمكن تجاوزها تصل لحد الإفلاس، مع توقف مؤشرات النمو كليًا بفعل تعمق الأزمات، وتواصل الانقسام والحصار الإسرائيلي.
وأكد على ضرورة تدخل جميع الأطراف سواء الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية أو السلطة الفلسطينية وحتى الفصائل والقوى الوطنية للاضطلاع بدورها سيما مع استمرار ارتفاع معدلات البطالة والفقر والانعدام الغذائي، التي ترتكز مؤشراتها بشكل أساسي على نشاط المصانع والمنشآت الاقتصادية، والتجارة في الأسواق.
إقرأ المزيد في: فلسطين
25/11/2024