فلسطين
خليل الحية: أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته
قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية: "إن شعبنا ومقاومته الباسلة حققوا أهدافهم بعون الله ومنته من معركة طوفان الأقصى المجيدة، وفي مقدمتها تمريغ أنف هذا الكيان الغاصب بالتراب، وإسقاط هيبته ككيان لا يهزم، وهيبة جيشه كجيش لا يكسر، وأصبحت هزيمة الكيان ممكنة، وتحرير فلسطين كل فلسطين ممكنًا".
وأضاف الحية في كلمة له، مساء الجمعة 31/1/2025: "بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية هذه الأرض المباركة، لتنبت شجرة العز والكرامة، وتزهر بطولة ونصرًا، بعد أن أدوا الأمانة وسلموا الراية مرفوعة لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبدوا الطريق للعودة الكبرى".
وتابع: "ها هي حركتنا المجاهدة المباركة كما عوّدتنا وعوّدت شعبنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحم مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركهم التضحيات، فاختلطت دماء وأشلاء قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا".
وأشار الحية إلى أن "القادة يقدّمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرّة أبية".
ولفت إلى أن "القادة الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الراية لتسقط أو البوصلة لتنحرف"، وأضاف: "هذه الكوكبة المباركة من القادة الشهداء، جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقت العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطّرت صفحات من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرف من نور ونار".
وأردف الحية قائلًا: "سيذكر التاريخ أن أبطال كتائب القسام والمقاومة أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبنا وأوفوا بالعهد"، وتابع: "نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنود الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلة صاغرين، تلاحقهم ضربات المقاومين، ومحاكم المناصرين لفلسطين وأهلها".
وأضاف: "نودّع اليوم هذه الثلة من القادة الكبار الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراق والألم على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداء ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخ واقتدار".
وخصّ الحية بالذكر "قائد الجهاد والمقاومة، الرجل الذي عشقته الملايين، وهتفت له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظله، القائد الشهيد الملهم: محمد الضيف "أبا خالد"، الأسد الهصور الذي أمضى حياته مطاردًا ومطاردًا لأعدائه، وقهر كل مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة".
وأشار إلى أن الشهيد الضيف "بدأ جهاده في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤية السديدة والإرادة الصلبة"، وأضاف: "شهيدنا القائد محمد الضيف استطاع بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناء جيش تعجز عن فعله كثير من الجيوش حول العالم".
وتابع: "جيش يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطر المعارك والبطولات، جيش يقوم على المجاهد الصنديد، قبل العدة والعتاد… المجاهد صاحب الرؤية والبصيرة والعقيدة السليمة… جيش يحتضنه مجتمع المقاومة المستعد لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله".
وأضاف الحية: "على نفس الطريق كذلك القائد الشهيد الحكيم، ذو البصيرة النافذة، والعقل الراجح، والهمة المتقدة، "أبو البراء" مروان عيسى الذي كان يعمل دومًا في صمت، ولكنه كان مدويًا بأفعاله".
وعن الشهداء "الأفذاذ صانعي الطوفان: القائد الشهيد أيمن نوفل، والقائد الشهيد غازي أبو طماعة، والقائد الشهيد رائد ثابت، والقائد الشهيد رافع سلامة، والقائد الشهيد أحمد الغندور"، قال الحية: "كل شهيد من هؤلاء الشهداء كانت له بصمته الخاصة، ودوره الكبير في هذا البناء العظيم، حتى اكتمل البنيان واشتد، واستوى على سوقه، وبات عصيًا على الانكسار بعون الله وتوفيقه، وبدأت المعركة الكبرى في طوفان الأقصى التي كانت العلامة الفارقة ما بين الممكن والمستحيل، حيث أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته، ومقاومة تملك قرارها وإرادتها وسلاحها".
وأضاف: "نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيه دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتها ظروف المراحل المختلفة".
وتابع "استطعنا بعون الله ومعيته، ثم بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير".
واستذكر القائد الشهيد إسماعيل هنية، وقال "هو فقيد الأمة والرمز الوطني الكبير، هذا البطل الهادئ الحكيم الذي كان يخفي خلف هذا الهدوء والابتسامة بركان الثائر المجاهد".
وعن الشهيد القائد يحيى السنوار "أبي إبراهيم"، قال الحية "هو سيد الطوفان، القائد صاحب العلامة الفارقة في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني التي ستبقى محفورة جيلًا بعد جيل، والذي تحوّل إلى أيقونة لكل حر شريف حول العالم يرفض الظلم والعدوان، القائد الثائر المشتبك".
وحول رئيس حركة حماس في الضفة الغربية القائد الشهيد صالح العاروري، قال: "شارك (العاروري) في تأسيس كتائب القسام في الضفة، المجاهد في السجون وخارجها، وأعاد لمشروع المقاومة في الضفة الروح والحياة، لا يهاب أن يقع على الموت، أو أن يقع الموت عليه".
واستذكر الحية في سياق كلمته، عددًا من "الشهداء الذين كانت لكل واحد منهم بصمته وجهده المبارك في مسيرة هذه الحركة المعطاءة، وهم الشهداء القادة: رئيس مجلس القضاء الأعلى لحركة حماس تيسير إبراهيم "أبو محمد"، رئيس مجلس شورى حركة حماس في قطاع غزة أسامة المزيني "أبو همام"، والإخوة الشهداء أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في غزة:
روحي مشتهى "أبو جمال"، سامح السراج "أبو فكري"، زكريا معمر "أبو أحمد"، جميلة الشنطي "أم عبد الله"، جواد أبو شمالة "أبو كرم"، رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس في قطاع غزة سامي عودة "أبو خليل"، عضو المكتب الإداري لحركة حماس في قطاع غزة محمد أبو عسكر "أبو خالد"، عضو قيادة الضفة الغربية خالد النجار "أبو عبادة"، عضو قيادة الضفة الغربية ياسين ربيع "أبو شهد"، عضو قيادة الخارج وقائد حماس في لبنان فتح الله شريف "أبو الأمين"، والأخوان القائدان المجاهدان الشهيدان سمير فندي وعزام الأقرع".
وتابع الحية: "نحن فقدنا هؤلاء القادة، فقدنا هذه التجربة وهذه الخبرة، ولكن حسبنا أنهم ارتقوا شهداء في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو رب كريم".
وشدد على أن "هؤلاء الأبطال جميعًا تركوا من خلفهم جيلًا تربى على موائد القرآن، وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيلًا لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يمكنه من إتمام المسيرة، وإكمال ما بدأه القادة المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين".
وختم بقوله: "نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضي على ما مات عليه القادة المؤسسون الذين وإن غابت عنا أجسادهم، فأرواحهم وأفكارهم وميراثهم حاضر بيننا، ينير لنا الطريق نحو القدس والأقصى والتحرير والعودة بإذن الله".
حركة المقاومة الإسلامية ـ حماسيحيى السنوارمحمد الضيفطوفان الأقصى
إقرأ المزيد في: فلسطين
30/01/2025