"الأيام الثقافية الإيرانية والتونسية" .. جسر تواصل بين الحضارات

تونس-روعة قاسم

افتتحت في تونس فعاليات الأيام الثقافية الإيرانية والتونسية بإشراف مدير المركز الثقافي للجمهورية الإسلامية بتونس، ميسم فرهاني، ومدير المحطة الفنية بالبحر الأزرق بمنطقة المرسى التونسية، حاتم بوريال، وبحضور ثلة من النخب الثقافية التونسية، وسط تأكيد على أهمية التعاون الثقافي بين تونس وإيران والسعي الدؤوب نحو تثمين آفاقه وتعزيز قيم الانفتاح.

وتتضمن الفعاليات معرضا للصناعات التقليدية الإيرانية، يتخللها تجليات شعرية وفكرية وعروض سينمائية، في  بادرة هي الأولى من نوعها لاقت ترحيبا كبيرا من عشاق الفن وعديد المبدعين والمثقفين من مختلف الفئات العمرية.

أهمية التلاقح الثقافي
ويؤكد مدير المركز الثقافي الإيراني بتونس، ميسم فرهاني لموقع "العهد" أن هذه الفعالية تأتي في إطار تركيز القسم الثقافي الإيراني على أهمية الحراك الثقافي الاجتماعي ودوره في دفع مسار التنمية والإنتاج.
ويوضح قائلا "نحن في المركز نشرف على تنظيم دورات تكوينية شهرية وسنوية باللغة الفارسية، كما نشرف على تنظيم لقاءات وتظاهرات ثقافية دورية وحضورية وافتراضية في مختلف الاختصاصات كالمسرح والسينما والفنون والآداب وغيرها، من خلال تبادل الكفاءات والزيارات والمختصين في مجالات علمية وثقافية من الجانبين الإيراني والتونسي، وضمن برامجنا الاستشرافية الجديدة قمنا مؤخرا بإصدار مجلة رقمية إسمها "فيروز" والتي تُعنى بالحضارات والثقافات المختلفة بإشراف لجنة علمية تونسية، والدعوة موجهة للجميع للمساهمة في هذا المولود الثقافي الجديد وستكون القدس ضيفة شرف العدد القادم من المجلة".

ونوّه فرهاني إلى أهمية فعاليات أسبوع الصناعات التقليدية الإيرانية التي نظمها المركز الثقافي بالتعاون مع متحف باردو خلال العام الماضي،  ولاقى رواجا متميزا في الوسط التونسي.  إضافة إلى مشاركة المركز الثقافي الإيراني في معرض تونس الدولي للكتاب وغيره من الأنشطة الهامة".

تعريف بالثقافة الايرانية
وعن فعاليات "الأيام الثقافية الإيرانية والتونسية "وأهم برامجها وأهدافها يجيب محدثنا بالقول "تتضمن الفعالية مختلف الأنشطة الهامة التي تُعرّف بالثقافة الإيرانية الفارسية وتنفتح على محطات مشتركة مع الثقافة التونسية على غرار عرض بعض الأفلام الإيرانية المدبلجة، حيث سيتم عرض فيلم كل يوم ضمن التظاهرة". ويتابع "كما نشرف على تنظيم معرض الصناعات التقليدية الإيرانية كامل الأيام وعرض الدمى اليدوية الإيرانية بإشراف السيدة فاطمة محي، والذي يعرض خصوصيات المدن الإيرانية وتراثها ضمن معرض التحف والحقائب اليدوية والسجادات الإيرانية، وأيضا سيتم تنظيم ورشات في الخط الفارسي ولقاءات أدبية حول أهمية اللغة الفارسية وأهمية التفاعل بين الأدبين الفارسي والعربي تحت عنوان جواهر المعاني بإشراف أساتذة متخصصين في اللغتين الفارسية والعربية".

الأدب.. بوابة للتقارب الفكري والإبداعي
ويضيف فرهاني "وضمن الندوة الفكرية سنتطرق لتقديم شخصيات أدبية بارزة على غرار عمر الخيام وجلال الدين الرومي وأبي القاسم الشابي مع بعض القراءات الشعرية"، ويؤكد أن الغاية من تنظيم الفعاليات هي التعريف بمظاهر الخصوصيات الثقافية للمجتمع الإيراني وأسلوب الحياة المنعكس في مرآة السينما وفن محاكاة الآخر عبر محطات من التراث المادي واللامادي باعتبار أن الثقافة تساهم في تنمية النسق الاجتماعي والفكري وتؤصّل مبدأ التواصل بين مختلف الفئات والشرائح فضلا عن تعزيز قيم الانفتاح على الآخر دون حدود".

ويضيف "نحن نسعى دائما لتنمية آفاق أنشطتنا وما يميز هذه الفعالية هو إدراج قسم السينما الإيرانية من خلال عرض سلسلة من الأفلام الايرانية المختلفة، إضافة إلى أهمية التلاقح الفكري والثقافي بين اللغتين العربية والفارسية، سيما وأن النخب الثقافية التونسية قد ساهمت في التعريف بالقامات الفكرية الأدبية الإيرانية على غرار عمر الخيام وجلال الدين الرومي".

من جهتها، تؤكد الباحثة والشاعرة التونسية منى بعزاوي لـ "العهد" أن الفعالية تأتي في إطار تثمين العلاقات المشتركة بين الجمهوريتين التونسية والإيرانية وتكمن أهميتها في إطار إطلاع نخبة الشباب والمبدعين على خصوصيات الحضارة الفارسية.

وتتواصل الفعالية في إطار تعميق التعاون بين تونس وإيران انطلاقا من الثقافة التي تساهم في تأصيل مبدأ التواصل والتفاعل بين مختلف الحضارات، وتساهم ببلورة قيم الانفتاح على الآخر دون حدود، وذلك من أجل التقدم والتطور وبناء الجسور نحو التجدد.

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع