معركة أولي البأس

منوعات ومجتمع

أسباب الإنتشار السريع لمتحوّر "أوميكرون".. هل من علاج؟
25/12/2021

أسباب الإنتشار السريع لمتحوّر "أوميكرون".. هل من علاج؟

كشف فريق من العلماء في جامعة كولومبيا البريطانيّة عن أوّل تحليل هيكلي في العالم على المستوى الجزيئي لبروتين "سبايك" (spike) في متحور "أوميكرون". ويشير التحليل إلى أنّ متغير "أوميكرون" لم يسبق له مثيل لوجود 37 طفرة بروتينية في "سبايك"، أي ثلاثة إلى خمسة أضعاف الطفرات في أيّ متغيّر آخر.

وتأتي أهميّة دراسة وتحليل بروتين "سبايك" لسببين: أولًا، لأنّه بروتين يتعلّق بكيفية ارتباط الفيروس بالخلايا البشريّة وإصابتها. ثانيًا، لأنّ الأجسام المضادّة تلتصق ببروتين "سبايك" لتحييد الفيروس.

لذلك، فإن الطفرات الصغيرة على بروتين "سبايك" لها آثار كبيرة محتملة على كيفية انتقال الفيروس، وكيفية محاربته لجسمنا، وفعاليّة العلاجات.

ويوضّح التحليل الذي قام به علماء في جامعة كولومبيا، والذي أُجرِي بدقّة شبه ذريّة باستخدام مجهر إلكتروني بالتبريد، كيف يصيب "أوميكرون" "المتحوّر بشدة" الخلايا البشرية و"يراوغ المناعة".

والخبر السار هو أنّ معرفة التركيب الجزيئي لبروتين "سبايك" سيتيح لنا تطوير علاجات أكثر فعالية ضد "أوميكرون" والمتغيّرات ذات الصلة في المستقبل.

ويناقش الدكتور سريرام سوبرامانيام، الأستاذ في قسم الكيمياء الحيويّة والبيولوجيا الجزيئية بكليّة الطب بجامعة كولومبيا البريطانية، الآثار المترتّبة على أبحاث فريقه، والتي تخضع حاليًا لمراجعة الأقران والمتاحة في مجلة bioRxiv.

وقال الفريق المذكور: "نرى أنّ العديد من الطفرات (R493 وS496 وR498) تخلق "جسور ملح" جديدة وروابط هيدروجينية بين بروتين "سبايك" ومستقبل الخليّة البشريّة المعروف باسم ACE2. ويبدو أنّ هذا الأمر يزيد من تقارب الارتباط (مدى قوة ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية)، بينما تقلل الطفرات الأخرى (K417N) من قوة هذه الرابطة".

ومن اللافت للنظر أنّ متغير "أوميكرون" تطوّر ليحتفظ بقدرته على الارتباط بالخلايا البشرية بكفاءة على الرغم من هذه الطفرات الواسعة النطاق.

وتؤكّد التجارب، بحسب سوبرامانيام، "ما نراه في العالم الحقيقي، أنّ بروتين "سبايك" في أوميكرون أفضل بكثير من المتغيّرات الأخرى في تجنّب الأجسام المضادة أحاديّة النسيلة التي تُستخدم عادة كعلاجات، وكذلك في التهرّب من المناعة الناتجة عن كل من اللقاحات والعدوى الطبيعية".

وجدير بالذكر أنّ "أوميكرون" كان "أقل مراوغة" للمناعة الناتجة عن اللقاحات، مقارنة بالمناعة الناتجة عن العدوى الطبيعية في مرضى "كوفيد-19" غير المطعمين. ويشير هذا إلى أن التطعيم يظل أفضل دفاع لنا ضد متغيّر أوميكرون.

وبحسب الدراسة، فإنّه من المحتمل أن تكون كل من الخصائص التي نراها نتيجة لطفرات بروتين "سبايك"، والارتباط القوي بالخلايا البشرية، وتجنّب الأجسام المضادة المتزايد، من العوامل المساهمة في زيادة قابلية انتقال متغيّر "أوميكرون".

وهذه هي الآليات الأساسية التي تغذّي الانتشار السريع للمتغيّر ولماذا يمكن أن يصبح "أوميكرون" هو البديل السائد لـ SARS-CoV-2 بسرعة كبيرة.

فيروس كورونااوميكرون

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة