بيروت تفقد الطبيب جورج سلوم.. حكيم الفقراء

فقدت الأشرفية وبيروت الدكتور جورج سلوم، صديق المواطنين وحكيم الفقراء والهمة الانسانية الجاهزة دائماً ليلاً نهاراً ليحمل حقيبته وسماعات القلوب ويلبي استغاثة المرضى.

قصة الدكتور جورج سلوم فريدة من نوعها، رسم حياته بتفاصيلها بمفرده منذ الصغر، عزيمته، طموحه، وشغفه للحياة، تواضعه، طيبته، وأخلاقه النبيلة، هذه الصفات كلها تجسّد شخصيته المميزة.

سافر إلى ألمانيا في أواخر الخمسينات، حيث تعلم اللغة الألمانية، ودرس الطب في أبرز الجامعات في هامبورغ، وتخصص في الجراحة النسائية والتوليد.

مارس الطب في ألمانيا وعاد إلى لبنان في السبعينات مباشرة، قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية.

عُرض عليه العمل خارج لبنان كما فعل الكثير من رفاقه، فرفض الهجرة إلى كندا، البرازيل، والولايات المتحدة الأميركية، ليبقى يرعى والديه المسنين، بسبب حبّه لبلده وعائلته.

رغم كل المشقات والصعوبات في تلك الأيام البائسة، عالج المصابين الجرحى في منطقته، برع في تشخيص ومعالجة الحالات المستعصية، حيث أجرى أكثر من 3000 عملية توليد.

كان رجلاً رائعاً بمحبته للحياة، متواضع وواسع المعرفة، والصمت في الشدائد زينته وميزته، ألهم الكثير من الناس من مختلف الأجيال ومن بينهم أولاده الأربعة، غسان وناجي وفادي وأنغريد.

كان يعشق عمله إذ كان يساهم في استمرارية الحياة، كان يعشق الأولاد وانعكس ذلك خصوصاً على علاقته المميزة مع أولاده وأحفاده الثمانية.

كان ابناً صالحاً وأخاً حنوناً وزوجاً غالياً، وأباً مثالياً، وخالاً مرشداً وقريباً طيباً، وإنساناً محترماً.

رحيله يترك حزناً كبيراً وفراغاً عظيماً في قلوب عارفيه، لكن إرثه يستمر، ومن خلف ما مات.

نقابة الاطباء في لبنان

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع