معركة أولي البأس

منوعات ومجتمع

لمَ الدولار "أخضر" ونسره أصلع.. وكم تطبع أمريكا منه يوميًّا؟
06/07/2023

لمَ الدولار "أخضر" ونسره أصلع.. وكم تطبع أمريكا منه يوميًّا؟

ظهر الدولار إلى الوجود رسميًّا بعد أن اعتمده الكونغرس الأميركي في 6 حزيران/يونيو 1785 كوحدة نقدية خاصة بالبلاد، إلا أن نشأته استغرقت وقتًا طويلًا لتأسيس وإقامة المطابع.

وبعد استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا في عام 1776 وما تلى ذلك من حرب أهلية، قررت الدولة الفتية أخيرًا سكّ عملتها الخاصة، وفي تلك الفترة كان يتم تداول الكثير من عملات العالم القديم المعدنية في أراضي أميركا مثل العملات الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية والهولندية.


وكان يُطلق على جميع العملات الفضية الكبيرة اسم "تالر" أو "دولار"، وهو اسم اشتهر وترسخ واتخذ كأساس لتسمية العملة الأميركية، فالدولارات الأميركية الأولى مثل "تالر" سُكت من الفضة. وبدأت عملية السك في عام 1794، فيما كانت تأسست دار سك العملة في فيلادلفيا في عام 1792.

وحملت أول عملة دولار فضية صدرت عام 1794 صورة امرأة وأيضًا 15 نجمة سداسية، بحسب عدد الولايات في ذلك الوقت، وعلى الجهة الأخرى، صورة نسر أصلع، وإكليلًا من أغصان الزيتون.

وفي ذلك العام، جرى سك وإصدار 2000 قطعة نقدية، فيما جرى صهر 242 منها على الفور لأنه تبيّن أن جودتها سيئة جدًا، أمّا ما تبقى من تلك العملات فقد وزعت على أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ والضيوف الرسميين.

وبعد سكّ عملات الدولار الفضيّة ظهرت في وقت لاحق الأوراق النقديّة الورقية وكان لونها أخضر، وسبب اختيار هذا اللون، أنه نظرًا لضخامة الطلب وجدت المطبعة أن اللون الأخضر في مستودعاتها هو الأكثر من غيره، ولذلك تم إصدار ملايين من أوراق الدولار الخضراء.

لاحقًا اعتمدت الخزانة الأميركية هذا التقليد، ولفترة طويلة طبعت الأوراق النقدية فقط باللون الأخضر حتى عام 2004، حيث بدأ إصدار أوراق الدولار النقدية بألوان أخرى، وطالت التغييرات الأوراق النقدية من فئات 10 و20 و50 دولارًا أمريكيًّا.

أما "السنت" الأميركي فقد تم سكه لأول مرة في عهد الرئيس الأميركي بنجامين فرانكلين وذلك في عام 1787، حين أحس الأميركيون بالحاجة إلى عملة صغيرة للتبديل، وكانت تكلفته أغلى من قيمته، حيث دفعت الخزانة الأميركية مقابل سكه 1.7 سنت أمريكي.

وبحسب إحدى الروايات، فإن للنسر المطبوع على العملات المعدنية وأوراق الدولار النقدية الأميركية قصةً حقيقية، وكان يطلق عليه اسم "بيتر النسر النقدي"، وهو نسر اعتاد في عام 1830 على الطيران فوق منطقة دار سك العملة في فيلادلفيا وأكل القصاصات التي كان العمال يرمون بها في صناديق القمامة.
ولاحظ العاملون ذلك، وحاولوا تعويده على أكل اللحوم، إلّا أن الطائر البري سرعان ما اختفى، فقرر فنانو دار سك العملة رسمه، وسرعان ما ظهرت نسخة طبق الأصل من "بيتر النسر النقدي" على العملة الأميركية.

وإضافة إلى هذا النسر الأصلع وصور الرؤساء ورجال الدولة، يظهر في الدولار الأميركي صور الهرم و"العين التي ترى كل شيء"، والرقم "13"، وكذلك البوم والعناكب.

يُذكر بالمناسبة أن العملة الأميركية لا تصنع فقط من الورق، بل هي نسيج من الكتان والقطن تضاف إليه خيوط اصطناعية، فيما تمثل خيوط القطن 75%، ما يجعلها متينة ولا تتلف بسرعة.
 
ويشار إلى أنّه في الولايات المتحدة تجري طباعة 35 مليون ورقة نقدية يوميًّا، وهي تستهلك 9 أطنان من الحبر متعدد الألوان، فيما تبلغ تكلفة ورقة نقدية واحدة بغض النظر عن قيمتها، 5.7 سنت، كما تعمل المطابع الأميركية سبعة أيام في الأسبوع، وتستريح يومًا واحدًا فقط في السنة في عيد الاستقلال.

هذا، وتوجد في إصدارات الدولار الأميركي الحديثة العديد من الفئات النقدية، من 1 سنت إلى 100 دولار، كما توجد أيضًا أوراق نقدية من فئة 500، و1000، و10000 دولار، إلا أنها لا تستخدم في التداول العام.

علاوة على ذلك، فإن قيمة هذه الفئات الثلاث من الدولار أعلى بكثير من القيمة الاسمية بسبب ندرتها، ولا تزال الأوراق النقدية بقيمة 100 ألف دولار مستخدمة في نظام التسوية المتبادلة، حصريًّا في نظام الاحتياطي الفيدرالي.

الدولار

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع