رياضة
كرة القدم السورية: واقع سيئ ومستقبل مجهول
دمشق ـ محمد عيد
قدم الجهاز الفني والإداري للمنتخب السوري لكرة القدم استقالته بعد النتائج الكارثية التي لحقت بالمنتخب السوري في تصفيات كأس العالم الحالية حين سجل أسوأ مشاركة له في تاريخه بالتصفيات بعد ثماني مباريات متتالية لم يذق فيها طعم الفوز.
فما هي الأسباب التي انتهت بمنتخب زاخر بالنجوم إلى تذيُّل مجموعته في التصفيات؟ وهل بات الداء الذي ينخر كرة القدم السورية عصيا على العلاج؟
يرى مدير الموقع الالكتروني في الاتحاد السوري لكرة القدم محمد الخطيب أن انطلاقة المنتخب السوري في تصفيات الدور الأول تحت قيادة المدرب الوطني فجر ابراهيم كانت "أكثر من ممتازة "، فقد حصد العلامة التامة من خمسة لقاءات متتالية وكان ينقصه نقطة وحيدة فقط للتأهل إلى الدور الثاني في التصفيات بعد تأهله كأول فريق إلى نهائيات كأس آسيا.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد الخطيب أن مسار التفاؤل بالمنتخب ارتفع وبقوة بعد وصول اللاعب الدولي السابق العميد حاتم الغايب إلى رئاسة اتحاد كرة القدم، إضافة إلى وصول عبد القادر كردغلي " ملك الكرة السورية" إلى موقع مدير المنتخب حيث اعتقد الجميع أن الكرة السورية وبوصول إدارة من اللاعبين السابقين للمرة الأولى إلى هذه المواقع ستحلق عالياً، بيد أن المفاجأة تمثلت بإقالة المدرب فجر ابراهيم بحجة عدم وجود الأداء الجيد، ليقول هذا الأخير جملته الشهيرة "سلملي على الأداء" على اعتبار أن المهم هو الفوز وليس الأداء.
كارثة التعاقد مع المعلول
وأضاف الخطيب "الاتحاد الجديد لكرة القدم السورية وفي غمرة فترة الإغلاق التي شهدها العالم كله بسبب جائحة كورونا تعاقد مع التونسي نبيل معلول وصار الجميع يتحدثون عنه باعتباره "منقذ الكرة السورية" وصار يخرج على الشاشات الوطنية ليعطي التعليمات لمدربينا كيف يعملون في الوقت الذي لم نستفد منه في شيء حتى على مستوى محاضرات online على سبيل المثال".
وشدد مدير الموقع الالكتروني في الاتحاد السوري لكرة القدم على أن المعلول كان يقوم بتدريب المنتخب عبر "السوشال ميديا" وكان يقضي معظم وقته في تونس.
المحروس مطلب جماهيري
وشدد مدير الموقع الالكتروني في الاتحاد السوري لكرة القدم على أن التعاقد مع المدرب الوطني نزار محروس قبل خمسين يوما من انطلاق التصفيات النهائية، وبعد إقالة المعلول كان "مطلبا جماهيرياً" مع الأخذ بعين الاعتبار أن المحروس كان نجما سابقاً، ويحمل سجلا تدريبياً حافلا ولكن نسي الجميع أن المحروس كان قد ترك التدريب لمدة طويلة وكان التعاقد معه "مغامرة غير محسوبة" وجاءت النتائج كارثية بكل معنى الكلمة خصوصاً وأن تشكيلة المنتخب كانت توضع تحت ضغط حسابات التواصل الاجتماعي وليس في الملعب، ومثال ذلك كانت مشاركة اللاعب عمرو جنيات في مباراة إيران باعتبار ذلك مطلبا جماهيرياً رغم انه لم يلعب مع ناديه لمدة ثمانين يوماً بسبب توقف الدوري السوري وقدم أداء سيئا للغاية في مباراة إيران.
"تيتا" على المنوال نفسه
وأشار الخطيب في حديثه الخاص بموقعنا إلى أنه بعد نزار محروس تم التعاقد مع الصربي "تيتا" الذي نجح في تحقيق فوز تاريخي على تونس في كأس العرب، لكنه عاد ليحقق نتائج سلبية في بقية التصفيات، ليتم فسخ عقده وإسناد مهمة خوض المبارتين الأخيرتين في التصفيات إلى المدرب الوطني غسان معتوق ليدخل المنتخب السوري موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول منتخب يخوض التصفيات بخمسة مدربين.
وأضاف الخطيب أن المفارقة الغريبة في المنتخب الحالي هي وجود "كوكبة من النجوم فيه وهم يبدعون مع أنديتهم خارج سورية لكنهم تائهون مع المنتخب الوطني وهذا يعكس سوء الإدارة والتخبط الذي يعيشه القائمون على الكرة السورية".
ما الحل؟
مدير الموقع الإلكتروني في الاتحاد السوري لكرة القدم أكد في ختام حديثه لـ"العهد" أن نتائج منتخب العام ٢٠١٧ كانت عبارة عن "طفرة مردها إلى أن كل اللاعبين كانوا يحترفون في الخارج، وكان عطاؤهم يأتي من وحي الانضباط الموجود ضمن أنديتهم، وليس من تخبط الأداء الإداري ضمن الاتحاد السوري لكرة القدم"، مشدداً على أنه يجب أن تكون للمدرب شخصيته القوية وقراءته الفنية التي تجعل تشكيلته مستمدة من الأرقام والاحصائيات للاعبين، وليس من وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد الخطيب على أن المسؤولين وجمهور الكرة في سورية باتوا يتمنون الوصول إلى مستوى المنتخبات في دول الجوار مثل لبنان التي تحقق نتائج جيدة في التصفيات الحالية، وقد خذلها التوفيق في أكثر من مباراة رغم الأداء الجيد لمنتخبها، والأردن وعُمان التي فازت على اليابان وتعادلت مع استراليا في الوقت الذي يقدم بعض أعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم مصالحهم الشخصية على مصالح المنتخب الذي بات بحاجة إلى "خطة انقاذية" تستفيد من الخبرات الكبيرة للمدربين السوريين في الخارج القادرين على "قيادة المنتخب السوري إلى كأس العالم بعد القادمة بسهولة إذا أخذوا الفرصة وأزيحت من وجههم العقبات"، فالجماهير السورية لم تعد تحتمل المزيد من الخيبات.
إقرأ المزيد في: رياضة
20/09/2024