فيديو
أول استراحة لذوي الإحتياجات الخاصة في غزة.. على البحر
غزة - خاص العهد
تحقق حلم الفلسطينية ردينة حسين في الخمسينات من العمر بالوصول إلى شاطئ بحر قطاع غزة بعد افتتاح أول استراحة لذوي الإحتياجات الخاصة في مدينة غزة.
وتقع الاستراحة على مساحة 5 دونمات بشاطئ بحر مدينة غزة وهي الوحيدة من نوعها في فلسطين وقد مولت إنشاءها مؤسسة الإنسانية والدمج الفرنسية (HI) بتكلفة إجمالية بلغت 280 ألف يورو وبتنفيذ وإشراف إيطاليين.
وتهدف هذه الاستراحة إلى إتاحة الفرصة أمام هذه الشريحة من الفلسطينيين للتواجد على شاطئ البحر والتمتع بالاستجمام بكل حرية وراحة.
ويضم المشروع أقسامًا مختلفة بدءا من الرصيف الذي يرتفع عن سطح البحر ونزولا حتى مياه البحر إلى جانب مرآب للسيارات وملعب رياضي متعدد الأغراض ومقهى، كما أن العاملين في الاستراحة هم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تشعر السيدة حسين بالسعادة لتمكنها من الوصول إلى شاطئ البحر وقضاء وقت كانت محرومة منه قبل افتتاح الاستراحة، وتقول لـ"العهد" "منذ 30 سنة أتمنى وأحلم أن ألمس مياه شاطئ البحر مثل الأصحاء والحمدالله من خلال هذه الاستراحة الخاصة تمكنت من الوصول لشاطئ البحر وأجلس على الشاطئ وألامس مياه البحر"، مشيرةً الى أن "حياتنا كانت من السرير الى الكرسي وإذا جئت إلى البحر أقف على مسافة بعيدة من الشاطئ كوني من ذوي الإعاقة لكن الحمدالله ربنا أكرمنا وتم انشاء هذه الاستراحة لتوفر لنا عناء ومشقة الحياة".
على جانب آخر من الاستراحة يجلس ثلاثة الحرجى الذين فقدوا أطرافهم نتيجة اصابتهم برصاص الاحتلال خلال مسيرات العودة وكسرا لحصار. يقول أمجد شعبان (25 عامً) لموقع "العهد" انه اليوم يستطيع التقدم بسهولة نحو البحر بعد أن كان عكازه يغوص في رمال الشاطيء، ويؤكد أن الاستراحة وفرت له مكانًا يخفف عنه بعض الالم الناجم عن الجراح. ويعتبر أمجد أن شاطئ البحر في غزة بمثابة المتنفس السياحي الوحيد لأهالي القطاع في فصل الصيف حيث تلجأ العائلات إلى البحر هربا من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
المشرف العام على الاستراحة ظريف الغرة - وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة - يقول لـ"العهد" إننا "أمام مشروع ريادي متميز هو الاول من نوعه في قطاع غزة ومن القلائل في الشرق الأوسط"، مضيفًا "هذا المشروع حقوقي بامتياز للأشخاص ذوي الإعاقة حيث في العام 2016 أطلقنا مبادرة اسميناها موائمة شط البحر للأشخاص ذوي الاعاقة كحق من حقوقهم حتى نمكنهم من الوصول لشاطئ البحر".
ويوضح أن الأشخاص ذوي الاعاقة في غزة في تزايد مستمر، إذ وصل عددهم على ما يزيد عن 127 ألف شخص من الاشخاص ذوي الإعاقة حتى العام 2017، مضيفًا "هؤلاء الاشخاص للأسف حقوقهم القانونية منتهكه ... الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أبنائنا ظروف غاية في الصعوبة وبحر غزة هو المتنفس الوحيد وهذا البحر للأشخاص ذوي الاعاقة".