فيديو
عام 2020 كان مثقلاً بالأحداث على أبناء البقاع الغربي؟
مثقلاً كان عام ألفين وعشرين بالأحداث والمستجدات ومنها ما لم يكن ليخطر على بال أحد من البشرية حتى، في البقاع كما كل المناطق اللبنانية حفلت بالعديد من العناوين التي تستحق الإضاءة عليها كأوضاع وظروف أرخلت بظلالها على أبناء المنطقة.
فبعد ألم رحيل الشهيد القائد قاسم سليماني الذي عاشه أبناء بلدات البقاع الغربي، حط فايروس كورونا ضيفاً قاسياً غيير كل معالم الحياة، بدأت البلديات ومن اللحظات الأولى وبمواكبة حثيثة من الهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني ومختلف الهيئات والجهات المعنية عملية التوعية وأخذ أقصى درجات الحذر من خلال التعقيم للأماكن العامة والمحال والطرقات وصولاً إلى بناء المنشآت الإحتياطية، وكان لوزارة الصحة حضوراً فاعلاً حيث دعمت وواكبت مستشفى مشغرة الحكومي وأهلته ليكون صالحاً لاستقبال الحالات المصابة بفايروس كورونا، هذا الفايروس ومعه السياسات المالية وتدهور الليرة اللبنانية وسرقة المصارف وحاكم مصرف لبنان لأموال المواطنين عطّلت الحياة وتسببت بوضع اقتصادي صعب لآلآف العائلات، ما دفع بهيئات إنسانية وجمعيات خيرية وفي مقدمها جمعية إمداد الإمام الخميني والعمل الإجتماعي في حزب الله والكثير من أهل الخير إلى إعلان حالة استنفار لدعم هذه العائلات وتأمين ما يلزمها من احتياجات وطعام ودواء. المدارس خلت من طلابها، والطرقات والأحياء والمحال والمؤسسات، بل وكل العجلة الإقتصادية توقفت بفعل قرارات الإقفال، وفي المقلب الآخر علت صرخة المواطنين بوجه الدولة المتناسية لأوضاع وظروف أبناء المنطقة، فلا الزراعة ولا الصناعة ولا السياحة أخذت حقها من الدعم، بل وحتى التجارة عرقلتها عقليات سياسية نفعية ساهمت في أزمة نقل البضائع عبر الأراضي السورية، أما بحيرة القرعون التي بقيت تئن ومعها نهر الليطاني من أوجاع التلوث المنغرس فيهما دون أن يرف للمسؤولين جفن. وإلى البلدات التي عانت ما عانت من أزمات مياه واهتراء بنى تحتية وطرقات والأهم حبس حقوق البلديات، كلها ساهمت في تفاقم الأزمات والمعاناة.
إلى زراعة أرضنا در، حيث انطلقت حملات الزراعة للأرض واستثمار خيراتها، بعد أن أطلق سماحة السيد حسن نصرالله الدعوة لذلك.
الحرائق وحوادث السير كانت ملفتة هذا العام، بل ومميتة، وبعضها بسبب إهمال المواطن نفسه، وكذلك عمليات الخطف والسرقة التي تزايدت أيضاً، ما دفع بالأهالي إلى الإعتصام وقطع الطرق للمطالبة بضبط الوضع الأمني المتفلت.
رغم كل ذلك بقي للشهداء حضورهم، بمن فيهم الشهداء الذين سقطوا على جبهة مواجهة فايروس كورونا، وأيضاً لذكرى الإنتصارات وهزيمة العدو الإسرائيلي والتكفيري، وقعها الذي يُنسي الهموم ولو لفترة من الزمن، وحتى أن المقاومة بمؤسساتها الإجتماعية والخيرية والتربوية والصحية، بلسمت الكثير من الآلام.
مناسبات الأعياد مرت حزينة، بفعل تقاطع الظروف الصعبة، كورونا والوضع الإقتصادي والمعيشي، وبقيت البهجة مرسومة بخجل على وجوه الأطفال، الذين قضوا عامهم بمعظمه في المنازل.
موسم الأمطار يعتبر من المواسم الجيدة، حيث ارتوت الأرض حتى الشبع، وامتلأت بحيرة القرعون وتدفقت الأنهار. لكن مشكلة التلوث بقيت طاغية والمسبب الأول لمرض السرطان لاسيما البلدات الواقعة على ضفاف نهر الليطاني المليء بتلوث المصانع والصرف الصحي.
كل اللبنانيين مجمعون على أن العام المنصرم من أسوأ الأعوام صحياً واجتماعياً واقتصادياً ومعيشياً، وباتت الأمال في مهب ريح الإنقسامات السياسية والمحاصصات وتقديم مصالح الغرب على مصلحة لبنان وشعبه، على أمل أن نستقبل عام ألفين وواحد وعشرين ومعه ولو بعضاً من أمل بالإنفراج، وبعضاً من عدالة مسلوبة في هذا الوطن.
ولأن المقاومة وإنجازاتها التاريخية التي حمت كل الوطن، أوقدت مشاهد أسرار التحرير في نفوس أهالي المنطقة الشعلة المضيئة بالمقاومة الإسلامية، والتي لم تنطفئ يوماً بل زادت في بث حرارة العشق والحب المتجذر فيهم للمجاهدين والجرحى والشهداء.