فيديو
جبل صبيح.. شامخ بدماء الفلسطينيين أمام التمدد الاستيطاني
يتصدر "جبل صبيح" في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المشهد منذ بداية حزيران الجاري، جراء اندلاع المواجهات المستمرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب أطماع قطعان المستوطنين فيه جراء إقامة خيم وغرف متنقلة وتحويل الأراضي الزراعية في المنطقة إلى بؤر استيطانية.
فبعد "عملية زعترة" مطلع مايو/أيار الماضي والتي نفذها منتصر شلبي وقتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران، استغل المستوطنون انشغال الفلسطينيين بهبة القدس وباشروا بإقامة بؤرتهم "أفيتار" التي غدت مستوطنة كاملة الأركان فوق جبل صبيح، فبدؤوا بـ4 كرفانات ليصلوا خلال أقل من شهر إلى 40 منشأة بينها مبان إسمنتية تحظى بخدمات بنى تحتية كاملة.
وتبلغ المساحة المقامة عليها البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح 20 دونما ولكنها تصادر 800 دونم من أراضي الفلسطينيين الزراعية في الجبل وبلدة بيتا، 95% منها مزروعة بأشجار الزيتون، كما أن المنطقة الصناعية لبلدة بيتا والتي تضم جميع أنواع الحرف ومصانع الحجارة تقع تحت البؤرة مباشرة.
والمواجهات المتواصلة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال منذ بداية حزيران الجاري أدت إلى استشهاد زكريا حمايل وعيسى برهم وطارق صنوبر كما امتدت إلى الشوارع الرئيسية في مدينة بيتا الأمر الذي دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاق مفرق البلدة جنوب نابلس بالمكعبات الإسمنتية حتى إشعار آخر.
ويقول رئيس بلدية بيتا السابق، فؤاد معالي ان جبل صبيح مستهدف من الاحتلال منذ فترة طويلة لتفريغ الأرض من السكان ونحن لدينا إرادة ثابتين وصامدين على أرضنا"، ويؤكد ان أطماع لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
ويضيف ان الاحتلال ومستوطنيه حاولوا اكثر من مرة في وضع البؤرة الاستيطانية ويتم اخلاؤها بصمود الناس وثباتهم على أرضهم، التي ورثوها عن الآباء والأجداد وأجداد الأجداد حتى وصلت اجدادنا.. المستوطنين ما الهم حق عنا".
من جهته يقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في مدينة نابلس، محمود دويكات إن قوات الاحتلال ومستوطنيه استغلوا عملية زعترة وبدأوا إقامة بؤرة استيطانية، مشيرا الى أنه خلال أيام تم بناء 30 وحدة استيطانية.
ويؤكد ان أهالي بيتا لهم تجربة كبيرة مع الاستيطان وطرد المستوطنين حيث تم تفعيل المقاومة الشعبية وارتقى شهيدان وأصيب عشرات الجرحى في المنطقة وهناك قرار لن تهدأ هذه المنطقة حتى يتم اخلاء البؤرة الاستيطانية.
ويشدد إن وجود الجبل في منطقة استراتيجية سيقطع أوصال التواصل الجغرافي ما بين بلدة بيتا وقبلان وعقربة ويتما والأمر خطير للغاية. وهناك توحد وتواصل مع كل القرى وهناك قرار جماعي بإخلاء البؤر الاستيطانية.
وطوال 4 عقود لم تفلح كل محاولات الاحتلال ومستوطنيه بالسيطرة على جبل صبيح أو غيره في بلدة بيتا تحت إغراء المال أو بقوة السلاح ليفعلوا ذلك بغضون أيام فقط ويقيموا "أول مستوطنة فيها وفوق أراض خاصة" في خطوة تعكس مدى عنجهية الاحتلال وصلفه.
ولن يتوقف الاستيطان عند 20 دونما هي مساحة البناء فقط في جبل صبيح بل سيهود الجبل بكامله والمقدر بـ 840 دونما، وستفصل المستوطنة المذكورة شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وستجعل من حاجز زعترة القريب بوابة بينهما، كما ستربط مدنا إسرائيلية مثل تل أبيب غربا مع مستوطناتها في الأغوار الفلسطينية شرقا.
وذكر تقرير إسرائيلي -أعدته منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان هما "بتسيلم" و"كيرم نابوت" مطلع أبريل/نيسان الماضي- أن أعداد المستوطنين بالضفة الغربية تزايدت بنسبة 222% منذ عام 2000، وتوزع ما يزيد على 440 ألف مستوطن في 280 مستوطنة وبؤرة استيطانية تنهب أكثر من مليوني دونم من الأراضي الفلسطينية.
وتظهر صور أقمار صناعية حديثة شق طرق وانشاءات كثيفة متسارعة خلال الفترة الأخيرة في قرى جنوب نابلس.
وأظهرت الصور الملتقطة بين 28 مايو/أيار 2021 وحتى 5 حزيران/يونيو/ الجاري بناء متسارعا لوحدات استيطانية في جبل صبيح قرب بلدة بيتا جنوب نابلس.
ويتجلى ذلك في الطريق الاستيطاني الجديد الذي بدأ الاحتلال بشقه قبل عدة أشهر ويمتد بطول 7 كيلومترات في قرى حوارة وبيتا جنوب نابلس، ويصادر بذلك ويلحق الضرر بمساحة كلية تقدر بأكثر من 1100 دونم.