فيديو
غزة: عوائل مفقودي "سفينة 6 سبتبمر" ينتظرون بارقة أمل تبشرهم بعودة الغوالي
غزة ـ العهد
عام خامس ولا زالت أمهات فلسطينيات يذرفن الدموع على أبنائهم المفقودين في سفينة المهاجرين التي تعرف باسم 6/9/2014 والتي كانت تحمل على متنها قرابة 400 مهاجر من الفلسطينيين والسوريين والمصريين أثناء إحدى رحلات الهجرة عبر البحر المتوسط إلي أوروبا.
الحكاية بدأت في ليلة ظلماء استقل المهاجرين بينهم عشرات الفلسطينيين من الأطفال والنساء والرجال سفينة من الإسكندرية شمال مصر قاصدين الهجرة الى اوروبا بحثا عن العمل، فجأة انباء تفيد باعتراض السفينة ومن ثم انباء عن فقدانها في عرض البحر وانتهى الأمر بجملة واحدة " نبذل قصار جهدنا للبحث عنهم".
ووفق اللجنة التي شكلها أهالي المفقودين فانهم لم يبلغوا بشكل رسمي من أية جهة كانت بموت أبناءهم عن طريق الغرق .
في كل يوم يمر على عائلات المفقودين بمثابة عام من الألم والعذاب حيث أنهكهم مصير أبناءهم وسط لامبالاة من المسؤولين الفلسطينيين والمصريين وذوي الاختصاص.
وقبل قرابة 4 سنوات شكل أهالي المفقودين لجنة تعرف بـ "لجنة مفقودين قارب 6/9" وذلك للتواصل مع الجهات الرسمية المحلية والعربية والدولية ومن أهدافها تنظيم الفعاليات الشعبية المطالبة بالكشف الفوري عن مصير أبناءهم.
ويقول سمير عصفور منسق لجنة المفقودين الذي فقد 4 من عائلته في القارب "إن جميع الروايات حول غرق السفينة متناقضة ولا نثق بها، ما لم نبلغ بطريقة رسمية عبر الدول المعنية، ونحن حتى اللحظة نعتقد أن جزء كبير ممن كانوا على متنها أحياء".
ويوضح عصفور أن رسائل خاصة وصلتهم عبر جهات عدة ودلائل كبيرة تؤكد أن أبناءهم أحياء في السجون المصرية، وأن جهاز أمني مصري يتحفظ عليهم داخل السجون.
ويطالب عصفور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالإفراج عن أبنائهم المعتقلين في السجون المصرية،
وشكلت عملية الافراج عن ثمانية فلسطينيين من السجون المصرية أواخر فبراير الماضي بينهم 4 من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس حافزا لزيادة التحرك لدى الاهالي خاصة أن مصر ظلت تنكر لثلاث سنوات ونصف أن المعتقلين ليس في سجونها.
ويضيف عصفور "أن اللجنة فعلت أنشطتها وفعالياتها مؤخرا من اجل المطالبة بالكشف عن مصير أبنائهم بعد افراج مصر عن ثمانية فلسطينيين، ويشير إلى أن كل ركاب السفينة لا ينتمون لأي فصيل سياسي وأن القضية انسانية فهناك من خرج بحثا عن العمل والعلاج والعلم بعد أن عاشوا ثلاثة حروب اسرائيلية في قطاع غزة.
عائلة بكر
وتعيش عائلة "بكر" في القطاع على أمل عودة مفقوديها الذين يقدر عددهم 29 شخصا، مؤكدة أن لديها معلومات تفيد بأنهم على قيد الحياة.
وتقول شقيقة المفقود نضال بكر وابنه سالم "أصبحنا لا ننطق بكلمة بابا في المنزل خوفا على مشاعر أبناء المفقودين الذين حرموا منها منذ خمس سنوات"، وتصف حياة العائلة بانها لا تطاق لاستمرار الغموض الذي يلف مصير أبنائهم منذ خمسة سنوات، مناشدة المؤسسات الدولية وجمهورية مصر العربية بالكشف الفوري عن مصير أبناء عائلة بكر وبقية العائلات المفقودة .
ويقف الطفل نضال بكر 9 سنوات في احدى فعاليات اللجنة ويبكى حسرة على فقدان والده وشقيقة، ويقول " نفسي أرجع أحكي كلمة بابا من ثاني .. ما ضل لي حدا في الدنيا غير أمي"، مطالبا الجهات المختصة في مصر بالإفصاح عن مصير والده وشقيقه.
وكانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أصدرت تقريرا لتقصي الحقائق حول حادث إغراق القارب المعروف إعلاميا بـ "6 سبتمبر" الذي انطلق من السواحل المصرية باتجاه أوروبا .
وكشف التقرير الملابسات التي اكتنفت حادث الإغراق التي تعرض له القارب يوم 9 أيلول/ سبتمبر 2014 على بعد 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا، والذي لم ينج منه سوي 11 فقط، بينما أصبح الباقون في عداد المفقودين حتى اليوم.
وحمل التقرير السلطات الإيطالية مسوؤلية تجاهل انتشال الجثث الغارقة فى البحر المتوسط بحجة ارتفاع التكلفة، وكذلك ممارستهم الإخفاء القسري للاجئين والمهاجرين واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي، وطالبت المفوضية بالتحقيق في مسألة معرفة السلطات الإيطالية المسبقة بوقوع الحادث وتقاعسها عن إنقاذ الضحايا.
وأثار التقرير في ثناياه عدة تساؤلات ملحة عن إمكانية أن تكون السلطات الإيطالية قد انتشلت عددا من مهاجري 6 أيلول/ سبتمبر في عملية غير معلنة ثم سلمتهم للسلطات المصرية، والتي أخفت بدورها مصير هؤلاء المهاجرين.
وتشير بعض الشهادات التي أدلى بها ذوو الضحايا إلي وجود بعض ممن كانوا على متن مركب 6 سبتمبر داخل سجون مصرية منها سجن العازولي، وسجن بورسعيد العمومي، بالإضافة إلي مركز شباب الأنفوشي الذي حاولت الحكومة تجربته كمركز إيواء للاجئين في الفترة من أيلول/ سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2014.
ويلجأ العديد من الفلسطينيين الى مغادرة القطاع المحاصر منذ أكثر من 13 عاما بحثا عن فرص عمل في الخارج بعد أن فقدوا سبل الحياة في غزة.