فيديو
الاحتلال يغتال حلم الفتى الفلسطيني محمود صلاح
رام الله ـ العهد
لن يتمكن الفتى الفلسطيني محمود صلاح 14 عاما من ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد بتر ساقه اليسرى برصاصة أطلقها عليه جنود الاحتلال الصهيوني عندما كان يلعب كرة القدم بالقرب من جدار الفصل العنصري في بلدة الخضر جنوب بلدة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وكان الفتى الجريح يحلم بأن يكون بطلا في كرة القدم ويمارس حياته بشكل طبيعي مثل أطفال العالم.
ويروي الفتى محمود حكايته التي حدثت في مايو الماضي، فيقول أثناء اللعب خرجت الكرة عن مسارها لتتجاوز جدران شارع ليس أكثر، فقفزت خلفها، وفجأة أطلق أحد الجنود النار علي، وأصيبت قدمي اليسرى، ومن ثم اقتادوني خلف الجدار، ونقلت الى المستشفى بعد مضي 3 ساعات، كما تعرضت للضرب والاهانة اللفظية والتخويف بقوة السلاح من قبل جنود الاحتلال".
ويضيف الفتى الجريح وهو على سرير مستشفى الجمعية العربية للتأهيل في بيت جالا "بعد أن أفرج الاحتلال عني قبل عدة أيام لن استطيع ممارسة لعبتي المفضلة مع رفاقي والتنقل بحرية وممارسة حياتي بشكل طبيعي كباقي أطفال العالم ".
وزرع الاحتلال الحزن الشديد في قلب والدته عائشة التي لم تخفِ حزنها على فلذة كبدها، فتقول "إن محمود يحب ممارسة الرياضة وكنت أحلم أن أراه بطلا من حبه لهذه اللعبة لكن الاحتلال حرمه ذلك مبررا فعلته بأنه طفل إرهابي" .
وتشير والدة الجريح الى تعامل جنود الاحتلال مع ابنها بطريقة وحشية حيث تركوه ينزف لساعات وحملوه بطريقة غير سليمة أثناء ادخاله سيارة الاسعاف .
يذكر أن الطفل محمود صلاح قد تم اعتقاله لنحو شهر واحتجز في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي، حيث اجريت له هناك عملية بتر ساقه اليسرى، وقد أفرج عنه في 19 حزيران/ يونيو الماضي.
من ناحيته يقول مدير هيئة شؤون الاسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان: "إن الأطفال والفتية يتعرضون لسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال لقتل الروح فيهم، من خلال اعتقالهم واصابتهم المباشرة، خاصة في الأطراف، لخلق حالة إعاقة دائمة ليكونوا عبرةً للآخرين".
وأضاف أبو عطوان: "الاحتلال يتعامل مع الأطفال والفتية على أنهم الوقود الدائم والمتجدد لمقاومة المحتل، وعليه فإننا نعيش هجمة مسعورة من قبل المحتل"، مبينا أن السجون يقبع فيها الآن نحو 400 طفل، من بينهم 20 مصاباً.
وأكد أبو عطوان أن "الأطفال يتعرضون في سجون الاحتلال إلى أعمال تعسفية من قبل إدارة السجون أكثر سوءا من البالغين، من خلال التعذيب النفسي لثنيهم وإسقاطهم".
وتابع أبو عطوان: "إن عملية بتر ساق الفتى صلاح ليست الأولى، بل هناك تصاعد في حالات البتر لدى العديد من المواطنين عند اعتقالهم، ومن بينهم الأسير الجريح صالح البرغوثي (52 عاماً)، من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، وذلك بعد إجراء عملية له في مستشفى بيلنسون في منطقة "بتيح تكفا"، حيث تم قطع ساقه اليسرى من الأسفل، وذلك بعد إصابته بالرصاص الحي خلال اقتحام بلدته كوبر، حيث تم اعتقاله وترك ينزف وقتاً طويلاً، ما أثر على حالته الصحية وأدى إلى تعقيدها".
ويضيف: "وكذلك حالة الطفل عيسى المعطي من بيت لحم البالغ من العمر 14 سنة من بيت لحم، الذي أُصيب برصاص الاحتلال وتم اعتقاله وجرى بتر قدمه التي سلمت إلى عائلته، وجرت مراسم دفنها في مقبرة الشهداء بمخيم الدهيشة، وقال خلالها عيسى قراقع، وزير الأسرى والمحررين السابق: "إن هذه الجنازة التي يجبرنا الاحتلال على أن ندفن فيها جزءا من أجسادنا هي دلالة على مدى هذا القمع والظلم المتنوع والألم التي يمر بها الشعب الفلسطيني".
وجرت مراسم تشييع مشابهه لساق الفتى الجريح جلال الشراونة (17عاماً) في مسقط رأسه في بلدة دير سامت.
وكان الطفل الاسير جلال الشراونة أُصيب بسبع طلقات نارية من نوع "دمدم" بعد اتهامه من قبل الاحتلال بأنه نفذ عمليه ضد سكان مستوطنة "نجهوت" القريبة من دير سامت.
وبعد مرور أكثر من ثلاثة وعشرين يوما على العلاج في مستشفى (أساف هروفيه) الإسرائيلي وما تسمى عيادة مستشفى الرملة، حيث تحتجزه سلطات الاحتلال، تقرر بتر ساقه من الركبة دون إبلاغ عائلته أو محاميه أو الصليب الأحمر الدولي.
وهناك العشرات من المواطنين، وأغلبهم من الأطفال، بترت سيقانهم من جراء الرصاص المتفجر المعروف بـ"الدمدم"، خاصة في غزة، حيث تشير كل الإحصاءات إلى أن الاحتلال يستهدف سيقان الفلسطينيين بشكل مكثف، ليقتل طموحهم ويجعلهم معاقين.
بحسب تقرير لمؤسسات تعنى بالأسرى فقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية أيار/ مايو الماضي نحو (5500)، منهم (43) سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو (220) طفلاً، والمعتقلين الإداريين قرابة (500).