معركة أولي البأس

مقالات مختارة

لبنانيّون وطنهم لبنان
27/04/2021

لبنانيّون وطنهم لبنان

غالب أبو زينب - صحيفة الأخبار

إن الاجتماع اللبناني في هذه الفترة الشديدة التعقيد داخلياً وخارجياً يحتاج الى نوع من العناية المركزة، ذلك أن «تراشقات» السياسة في أوجها، مع تأزمات الوضع الاقتصادي وما يرافقه من فساد على فساد في مهازل سرقات الدعم الموصوفة، وانهيار الصدقية لدي شريحة واسعة من السياسيين والفئات المتواطئة معهم مصرفياً وتجارياً.

كل ذلك يحفز الذين من المفترض أنهم الأحرص على الوطن وكيانه ومواطنيه، على تقوية اللحمة الكيانية وجعلها القاعدة الصلبة التى تمنع عن هذا الوطن الكأس المُرّة، وتجعل أبناءه يفقدون الأمل في معنى بقائهم وأصل استمرارهم.
إلا أن ما استوقفني هذه السباحة عكس التيار تماماً. فتحت أيّ عنوان وطني تشاركي تعايشي... يتمّ التعدّي على شريحة وطنية لبنانية واسعة وازنة، وطنها لبنان، وهي مكوّن أساسي من مكوّناته؟!
بكيل الاتهامات التى تقدح في وطنيّتها وتتّهمها في لبنانيتها وتحيلها برمّتها الى مجموعة خارجية على أرض لبنان موجودة لقتال العدو الصهيوني؟
والأفظع هو التساؤل الصادم والاستغراب لماذا قتال إسرائيل، ولماذا من لبنان؟
هذا الكلام يقطع مع الواقع تماماً وكأن قائله لا يعرف كل ما تمّ تقديمه من تضحيات في وجه العدوّ الإسرائيلي، وأن صفته الدائمة أنه محتلّ وعدوّ ومجرم ومرتكب مجازر وسفَك دماءً لبنانية عزيزة وأصيلة...
إن هذا الخطاب الذي يريد أن ينكر على من تصدّوا للعدوّ لبنانيّتهم، ويحيلهم الى أجانب لا يمكن أن يكون مقبولاً أو متسامحاً به أو معفى عنه لخطورة دلالاته التى تسمح لجهة مهما بلغ شأنها بأن تنزع صفة اللبنانية عن فئة من اللبنانيبن لمجرد الاختلاف في الرأي معها.
والسؤال: ماذا لو حدث العكس كردّ فعل طبيعي على هذه التهمة الباطلة؟هل يبقى عندها بلد لنتباكى عليه؟!
إننا نصلّي لكى يعى الجميع خطورة كلامهم ونصلّي لكي لا تقتلنا الحسابات الخاطئة ولا تجرفنا طائفيتنا أو عنصريتنا الى أماكن نراهن فيها على سراب مدمر.
نصلّي من أجل أن تنتصر البصيرة والمحبّة لدى جميعنا، من أجل الإنسان في هذا الوطن، وطننا النهائي المزروع فيه دمنا والمجبولة فيه أجساد أهلنا منذ أن كنّا.

إقرأ المزيد في: مقالات مختارة