مقالات مختارة
من مخيم اليرموك الى مضيق هرمز
جعفر سليم
بالأمس احيت فلسطين والعديد من الدول والأحزاب والجمعيات يوم القدس العالمي واخذت هذه الفعاليات اشكالا متعددة وتحمل في طياتها رسائل كثيرة وعنوانها واحد وهو ان البوصلة دائما تشير الى القدس المحتلة عاصمة فلسطين ومهوى الافئدة وعاصمة وحدة الساحات والأديان والمذاهب والمدارس الوطنية في العالم العربي والإسلامي .
وحدة الساحات هذه رسمت مشهدا يعتز به المسلم والمسيحي في فلسطين والعالم ولا شك ان العدو الصهيوني قد قرأها جيدًا من مخيم اليرموك الى مضيق هرمز وذلك بدا واضحًا من خلال الاستنفار الذي اعلنه في مختلف قطعاته العسكرية.
في العام 1982 ابان الاجتياح الصهيوني للبنان وقف ارييل شارون وزير الحرب في حكومة العدو آنذاك وقال " لك يوم يا مخيم اليرموك "، وهذا التهديد جاء بعد تداول اخبار ان الجنود الصهاينة الاسرى الذين اسروا في البقاع قد نقلوا الى مخيم اليرموك ومرت الأيام والوعيد والتهديد مستمر بحق المخيمات وسوريا الى ان بدأت فصول المؤامرة الكونية لإسقاطها وبالتالي اسقاط المخيمات وتهجير أهلها وفي طليعتهم مخيم اليرموك الذي عبث فيه المسلحون من المجموعات المسلحة السورية منها والفلسطينية ولم تسلم منها القبور في مقابر الشهداء ليتبين انهم كانوا يقومون بدور العدو الصهيوني في البحث عن جثث جنود صهاينة يزعم العدو انها مدفونه في المخيم ليتحقق التهديد الشاروني على يد من كنا نظن انهم اخوة لنا في العروبة والدين.
في يوم القدس جددت سوريا الالتزام بدعم القضية الفلسطينية وعادت المخيمات الى اهلها ومكانها الصحيح في مواجهة العدو المحتل وساحة من ساحات المقاومة ومنها مخيم اليرموك الذي أقيم على ارضه عرض عسكري نفذته فصائل المقاومة وتحدث فيه عدد من الشخصيات من اركان محور القدس.
في لبنان وكعادته كل عام أقيمت الفعاليات المتنوعة من فرق الكشاف التي جابت شوارع بيروت والقرى والبلدات في والجنوب والبقاع والشمال والمخيمات رافعة الاعلام اللبنانية والفلسطينية الى مشاركة نخبة من الفنانين من خلال رسومات تعبر عن روح المقاومة على جدار الفصل العنصري بين لبنان وفلسطين الى الاحتفال الكبير الذي تحدث فيه امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله واكد فيه على الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية داعيا كل مستطيع الى تقديم السلاح لفلسطين الضفة والغربية درع القدس الحامي من الاعتداءات اليومية على المساجد والكنائس التي بدورها شهدت فعاليات قوية بوجه الاحتلال واحيت يوم القدس من خلال المواجهات المباشرة مع جنود الاحتلال .
في غزة كان الاحياء هذا العام مميزا وعلامة فارقة عن السنوات الماضية حيث اقامت حركة حماس وفصائل المقاومة احتفالا جماهيريا كبيرا القى فيه رئيس الجمهورية الايرانية إبراهيم رئيسي كلمة جدد فيها التاكيد على الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية بالرغم من الضغوطات والعقوبات والاكاذيب التي تتعرض لها ايران كما تحدث رئيس حركة حماس في غزة شاكرا ايران على دعمها المالي والعسكري والاجتماعي .
في العراق الذي يزوره بدعوة رسمية الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة على راس وفد من الحركة للمشاركة في فعاليات احياء يوم القدس والتي كانت مميزة بالمسيرات البحرية التي انطلقت في عدد من البلاد من خلال الانطلاق من ميناء البصرة عشرات المراكب وتحمل الاعلام الفلسطينية والعراقية بالمقابل كان هناك مسيرة بحرية ايرانية انطلقت من ميناء بندر عباس ويتقدمها بارجة حربية باتجاه مضيق هرمز وترفع الاعلام الإيرانية والفلسطينية ما يعني ان المضيق بات مرتبطا بالقضية الفلسطينية وساحة من ساحات محور المقاومة التي انضمت اليها اليمن وفي الطليعة جماعة انصار الله واحيائها كل عام فعاليات يوم القدس وتؤكد في ادبياتها ونشاطاتها اليومية انها لن تتأخر عن نصرة القدس وفلسطين وهي جزء لا يتجزأ من محور المقاومة في الشرق الأوسط والدفاع عن الأقصى وكل فلسطين .
المصدر: جريدة الثبات
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
20/11/2024
في بيتنا من يتبنّى فهم العدو للقرار 1701!
19/11/2024
محمد عفيف القامة الشامخة في الساحة الإعلامية
19/11/2024
شهادة رجل شجاع
13/11/2024
في أربعين السيّد هاشم صفي الدين
07/11/2024