#أربعون_ربيعاً
#أربعون_ربيعاً: خطوات انتصار الثورة الاسلامية
ما من حركة ولا ثورة على امتداد التاريخ الا ولها هدف معين وغرض واضح مهما كانت نوعية الهدف: إلهيا كان أو شيطانياً، مادياً كان أو معنوياً، معلوما لعامة الناس أو غير معلوم، ولكن الحركة التي تبقى خالدة في التاريخ وتشرق كالشمس دائماً وابداً، انما هي الحركة أو الثورة التي تقام خالصة لوجه الله وحده وتكون في سبيل الله وحده، لا يرى فيها سوى كسب رضا الله واداء الفريضة وخدمة الدين وسعادة المجتمع واصلاح الامور وإجراء الحدود وإبادة الظالمين ونصرة المستضعفين والاهتمام بأمور المسلمين.
ولذلك نرى ثورة الحسين "عليه السلام" بالرغم من استشهاد قائدها ورافع لوائها وجميع انصارها، والقضاء الظاهري عليها ـ باقية ما بقي الدهر وخالدة خلود الانسانية ذلك لان الحسين "ع" قال لا للظلم، لا للفساد لا للذل وهكذا كانت الثورة الاسلامية بقيادة سليل الحسين "ع" الامام الخميني (قده)...
رأى الإمام الخميني سلطاناً جائراً مستحلا لحرم الله، ناكثاً عهده، مخالفاً لسنة رسول الله، ويعمل في عبادة الله بالإثم والعدوان، فلم يشأ أن يركن الى السكوت المخزي، والسكون المميت بل قام يغيّر على ذلك السلطان الجائر بقوله وفعله.
بالنصح والزجر أولا ثم التهديد والتوعيد وأخيراً الحركة الموسعة القاضية، حيث قضى عليه وأرداه الى جهنم وبئس المصير.
مراحل قيام الثورة
لقد تنقلت الثورة في مراحل ثلاث حتى حالفها النصر:
1ـ مرحلة النصح والارشاد
ان النصح ليس اسلوباً اختص به الامام الخميني (قده) وابتكره، بل هو الاسلوب الذي شرعه المولى "جلت عظمته " واتبعه جميع الانبياء والمرسلين في دعواتهم ورسالاتهم، وانه الخطوة الاولى من خطوات "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ومن يتبع دعوات الانبياء في القرآن الكريم، يرى انهم جميعاً اتخذوا هذا الاسلوب في بادئ الامر، وعندما قوبلوا بالرد والتعنت وعدم قبول الدعوة أتخذوا اسلوباً آخر "ولا ينفعكم نصحي أن اردت أن أنصح لكم، ان كان الله يريد ان يغويكم".
وسار الامام الخميني في هذا المسير الالهي، وبدأ بالنصح والارشاد وهداية النظام الجائر كي يكف عن ظلمه ويترك الحكم لأهله ولكن النظام الطاغوتي لم يصغ لأقوال القائد بل تمادى في غيه وضلاله وكبره وظن أن الحكم يبقى في يده...
2ـ مرحلة الانذار
بدأت المرحلة الثانية بالخطب الساخنة والبيانات الحادة للإمام حيث هدد الشاه الجائر وأعلن أنه بمعاضدة الشعب سوف يطرد الشاه وكل الجلاوزة من ايران المسلمة كان يطلق الامام انذاراته وهو من على منبر المسجد الاعظم في قم، فاشتد غضب النظام حيث رأى رجلاً أعزلا من السلاح، لا يملك رصاصة واحدة يهدد أقوى نظام في المنطقة، وقابل تهديد الامام بالسخرية والاستهزاء، ولكن الامام أصر على قوله وكرر تهديده طالباً من النظام وزمرته الخونة أن يرحلوا من ايران وإلا فانه سوف يبدأ المرحلة الثالثة من الثورة المقدسة.
وما كان للشاه ألا أن زج بالإمام في السجن ظناً منه أنه سوف يقضي على صوت الإمام الذي كان يدوي باستمرار في جميع أرجاء ايران معلناً: "نحن لن نخضع ساعة واحدة للظلم . دع الاسلحة الامريكية والاسرائيلية تمزق أجسامنا فنحن مصممون على الجهاد ولا يرعبنا أي شيء أبداً".
وما ان سمعت طهران بالخبر حتى خرج المسلمون يتظاهرون في شوارع العاصمة "اما الموت واما الخميني" "فليسقط الشاه " وفتح فرعون العصر فوهات البنادق والمدافع والرشاشات على الشعب فسقط على اثرها أكثر من خمسة عشر ألف شهيد على ثرى ايران في واقعة لن تنسى على مر الزمان " واقعة 15 خرداد.
وخضع الشاه أخيراً لمطلب الجماهير الغاضبة فأطلق سراح الامام، ولم تمض سويعات على اطلاق سراح القائد الا ووقف بين الجماهير يدعوهم بصوته الجهوري : "كل من لم يقف في وجه الظلم فانه عاص، والله، ولعمر الحق من لم يصح بأعلى صوته ( في وجه النظام الجائر ) فانه مرتكب لكبائر الذنوب".
وكأنه في قولته هذه أكد على كلمته المشهورة :" التقية اليوم حرام واظهار الحقائق واجب ولو بلغ ما بلغ".
وبعد ذلك تم نفي الامام الى تركيا ومنها الى العراق، وبهذا الاجراء السريع خيّل الى النظام انه لا يمكن للإمام ن يقود الثورة وهو يبعد عن شعبه آلاف الاميال. ولكن الامام لم يهتم أبداً بما حصل له، بل بدأ بالتوعية السياسية العميقة وبتدريس الحكومة الاسلامية ـ لأول مرة ـ وبدأ بوضع الاسس الهامة للنظام المقبل. وكم من مرارة حصلت للإمام وهو في منأى عن الوطن، ولكن مهما عظمت المصائب فلن تؤثر في روح الله لأنه لن ييأس من روح الله عند أية مشكلة أو مصيبة، ولو كانت تلك المصيبة استشهاد ابنه العزيز السيد مصطفى الذي كان يرى في وجوده أملا للإسلام في المستقبل.
3ـ مرحلة تنفيذ الانذار
استمر الامام قرابة 15 عاماً وهو يدعو الشعب عبر خطبه وبياناته ـ في النجف الاشرف ـ الى التلاحم والوحدة والقيام لله والحركة الموحدة المنسجمة ضد النظام الجائر وذلك عن طريق الاضطرابات العامة والمظاهرات العارمة . وبعد الضغوط التي لاقاها الامام الخميني من النظام البعثي الغادر، سافر الى باريس ليقود شعبه من هناك وما كان يرفع يده الا والايادي المشدودة ترتفع في الهواء لتقابل الاسلحة الفتاكة الامريكية وعندما سقط الالاف في يوم 17 أيلول/ سبتمبر على الارض صرعى كانت دماؤهم تسيل في شوارع العاصمة كاتبة "لا شرقية، لا غربية، جمهورية اسلامية "...
واخيراً تصاعدت الحركة، وفر الشاه واضمحل النظام، وتقهقرت القوات العميلة، وانتصر الشعب، وقامت الجمهورية الاسلامية على بركة الله .
إقرأ المزيد في: #أربعون_ربيعاً
22/08/2022
نبذة عن سيرة الأمين العام لحزب الله
18/08/2022
جنتا.. ترنيمة الكفاح ومعدن الدماء
11/02/2019