عيد المقاومة والتحرير
دلالات مضافة لعيد المقاومة والتحرير هذا العام
إيهاب شوقي
هناك دلالات عدة لعيد المقاومة والتحرير بدءا من الإسم الذي تقترن به المقاومة بالتحرير، وهو ما يؤكد على خيار المقاومة وحتميته لأي شعب يريد تحرير وطنه، وأن التحرير هو النتيجة الحتمية للمقاومة وأن المقاومة هي الخيار الوحيد للتحرير.
ومرورا بالتحام الأهالي مع المقاومة وفعالية ذلك، وما أدى له مشهد اقتران الأهالي وأبطال المقاومة ودخولهم للقرى وتحريرها من استسلام للعدو المحتل وتوابعه.
إلا أن هذا العام، للعيد دلالات مضافة، حيث يبدو أنه لا العدو ولا التوابع قد استوعبوا دروس الماضي وسنن التاريخ، ويريدون فرض إرادتهم وخياراتهم بمنطق القوة في أكثر من جبهة، إلا أن المقاومة صامدة والشعوب الحرة ملتحمة بها وهو ما يحتاج لمزيد من القاء الضوء على هذه الدلالات:
1ـ لجأ العدو الاسرائيلي إلى خونة محليين لفرض سيطرته، ودائما ما يلجأ المستعمر لأعوان الاستعمار، وكان أول ضحايا معسكر الاستعمار هو هذا التابع المحلي، ونرى حاليا أمريكا وحاملة طائراتها وقاذفاتها تريد السيطرة على المنطقة، وبالتعاون مع دول بالمنطقة سلمت أراضيها وموانئها كقواعد للاستعمار، إلا أن هذه المقاربة لن تنجح بفضل صمود المقاومة وسيكون التوابع هم أول ضحايا معسكر العدوان، طالما استمر الصمود وبقيت المقاومة خيارا راسخا.
2ـ خرج المحتل الاسرائيلي مدحورا من القرى المحررة دون مفاوضات أو صفقات، وهو ما يدل على نجاح المقاومة في دحر أي عدوان مهما بلغت قوته وامكانياته وحجم التواطؤ الدولي والمحلي معه، وطالما بقيت المقاومة ثابتة وغير مفرطة ولا تتفاوض على الحقوق والثوابت.
3ـ الالتحام الشعبي بالمقاومة هو اقصر الطرق للنجاح والتحرير، وكما رأينا مسيرات الأهالي في الغندورية وما تلاها من دخول القرى واقتحام معتقل الخيام وتحرير الأسرى، فإن التحام الشعوب بخيار محور المقاومة هو ما عطل المشروع الاستعماري في سوريا وايران ولبنان واليمن والعراق وفنزويلا وهو ما عطل تصفية القضية الفلسطينية.
ان تكريس هذه الذكرى للاحتفال السنوي هو عمل مقاوم بامتياز في ذاته، لأنها مليئة بالدلالات والدروس التاريخية.
وفي زمن الانبطاح ومحاولات طمس ذاكرة الشعوب وزرع اليأس والخوف وممارسة شتى صنوف الحرب النفسية، تكتسب الاحتفالات أهمية مضافة، وتأتي الاحتفالات للتذكير بأيام المقاومة وانتصاراتها وجدوى اعتمادها خيارا استراتيجيا وثابتا غير قابل للتفريط.
ان ميليشيات الإرهاب والمرتزقة في سوريا واليمن، وكذلك الدول التي باعت عروبتها وثوابتها، لا تختلف كثيرا عن جيش لحد، فكلهم أدوات للاستعمار، وكلهم أول الضحايا وأول من يتخلى عنهم المستعمر.
كما أن الشعوب الحرة والملتحمة مع المقاومة هي صمام الأمان وهي عامل اختصار الوقت للتحرير دون مفاوضات عبثية يريد المستكبرون منها التنازل، وبالتالي تصبح مرادفا للذلة.
وكما أن المقاومة لا تبحث عن الدم والحروب، فهي لا تبحث عن هذا النوع من التفاوض، وهو تلخيص للثنائية البليغة "لا حرب ولا مفاوضات".
هنيئا للمقاومين عيدهم، ونرجو أن يستوعب المستعمرون وذيولهم دروس التاريخ، ونناشد الشعوب أن تثق بنفسها وبقدراتها وتعي أن التحامها بالمقاومة هو صمام الأمان والسبيل الأوحد للتحرير.
إقرأ المزيد في: عيد المقاومة والتحرير
30/05/2024
25 أيار/ مايو.. لحظة التقدّم نحو الطوفان
27/05/2024