معركة أولي البأس

يوم القدس العالمي

تونس: يوم القدس العالمي في سياق التحوّلات الإقليميّة والدولية الرّاهنة
14/04/2023

تونس: يوم القدس العالمي في سياق التحوّلات الإقليميّة والدولية الرّاهنة

تونس ــــ عبير قاسم

بمناسبة إحياء فعاليات يوم القدس العالمي، وتحت شعار "الضفة درع القدس"، احتضن مركز مسارات للدّراسات الفلسفيّة والإنسانيات مائدة فكريّة حواريّة، بعنوان: "التحوّلات الإقليميّة الرّاهنة، وعلاقتها بالمتغيّرات الدّوليّة"، وذلك بتنظيم مشترك بين مركز مسارات للدّراسات الفلسفيّة والإنسانيات، والرّابطة الدّوليّة للخبراء والمحلّلين السياسيين، ومركز دراسات أرض فلسطين للتّنمية والانتماء، والشبكة التونسيّة للتصدّي لمنظومة التطبيع، وبحضور ثلة من باحثين ومناضلين، وحقوقيين وإعلاميين  من جنسيات وبلدان مختلفة عربية وإفريقيّة وممثلي المجتمع المدنـي التّونسي.

ترأس الندوة الدكتور فوزي العلوي رئيس مركز مسارات للدّراسات الفلسفيّة والإنسانيات، والذي أشار في تصريح لموقع "العهد" الاخباري  إلى الرمزية الدّينية والسياسيّة والحضاريّة ليوم القدس العالمي، وأهمية الاحتفاء به في السياق الرّاهن المليء بالتحدّيات وبالمتغيّرات الإقليمية والدوليّة المتسارعة، أبرزها إقليميّا التدافع الداخلي الإسرائيلي بين الصهيونية الدّينية وبناها الاجتماعية والصهيونيّة العلمانيّة بجناحيها الليبرالي واليساري. مبيّنا أنّ أحد تجلّيات هذا الصراع الدائر بين الطرفين هو ملف القضاء، الذي يريد اليمين الدّيني الصهيوني  من خلال السيطرة عليه، سن القوانين والتشريعات التي تسمح له بتنفيذ مشاريعه العنصرية والفاشية الاستيطانية، ومن ثم السيطرة على السلطات الثلاث. وهو ما يتعارض ــــ حسب الجناح العلماني المؤسّس لدولة الكيان ــــ مع مبادئ الديمقراطية.

العلوي بّين في مداخلته بان هذا التحوّل الداخلي الإسرائيلي البارز يتمّ بالتزامن مع  صعود المقاومة الفلسطينية في الضفة درعاً للقدس، واتّساع نطاقها كحالة ملهمة في مدن وقرى فلسطينيّة أخرى. وهو ما اعتبره العلوي المتغير الأهم في السنوات الأخيرة، لأنّ الضفة قلب فلسطين، تحتوي على بعدين في الصراع مع الصهيونية:

البعد الاستراتيجي: ويتمثّل في كون الضفة بمثابة نتوء معاد مغروس في جسم الدولة يكاد يقسمها إلى نصفين. الأمر الذي يجعلها أهم نقاط ضعف قوة دولة الاحتلال لقربها من عمقه الداخلي.

البعد الديني:  ويتعلق بالقدس بتاريخه ورمزيته الدّينية والرّوحيّة، وقدرته على الاستقطاب والحشد عربيا وإسلاميّا. مع التنبيه إلى أنّه رغم أهمية البعد الدّيني، فلا يمكن حصر كلّ أبعاد الصراع فيه، تجنّبّا للوقوع في مصيدة الاحتلال الذي يسعى إلى تلوين الصراع بتلوينات دينيّة، ليخفي بذلك طابعه الاستيطاني والاستعماري والعنصري.

من جهتها أكدت ذهبية الفاهم الناشطة المدنية وعضوة في الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع لـموقع "العهد" الاخباري بأن المنظمات المدنية والجمعيات بتونس دأبت على احياء يوم القدس العالمي استكمالا لشهر الصيام وأهمية ان تكون فلسطين حاضرة في هذا الشهر المبارك وأضافت بالقول: "نتمنى ان لا يكون القدس يوم فقط بل ان تظل الندوات والفعاليات متواصلة دعما للقدس على مدار العام".

وقالت الفاهم ان هناك عديد الندوات التي أقيمت في الخصوص ومنها ندوة مسارات وأهميتها أنها تأخذ الجوانب التوعوية التحسيسية وهناك تقييم على مستوى الأنشطة ومدى تأثيرها على الرأي العام وتطلع المشاركين على الجانب التاريخي والتركيز عليه مهم إضافة الى عرض ما وصلت اليه حركات المقاومة من نتائج فعلية وميدانية.

وأضافت الفاهم: "كلما كانت النتائج على الأرض فيها انتصارات وانكسارات للعدو كلما كانت ذات تأثير على المستوى الداخلي وعلى مستوى الفعاليات جيدا جدا وقالت ان الندوات متعددة بتونس وتقوم بها جميع الأطراف. وقالت محدثتنا ان ندوات مركز مسارات كانت لها تأثير كبير خاصة في يوم القدس العالمي فلا بد أن يلتقي البيان والميدان ". وفق قولها.
 

تونس: يوم القدس العالمي في سياق التحوّلات الإقليميّة والدولية الرّاهنة


وفي سياق تحليل سياسي وجيواستراتيجي كانت محاضرة الدّكتور عابد الزريعي ـــ رئيس مركز دراسات أرض فلسطين للانتماء والتنمية ـــ رسم خلالها المسار التراكمي للتحوّلات الإقليمية الرّاهنة. وقد حدّدها في أربعة متغيّرات أساسيّة:

ـــ أولّها  حرب الخليج الأولى التي أسهمت ــ في رأيه ــ بشكل مباشر في تركيز القواعد الأجنبية، وتحديدا الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفي النظام الإقليمي العربي.

ـــ ثانيها: "الربيع العربي" الذي زعزع استقرار الدّول العربيّة الوازنة والفاعلة على غرار سوريا ومصر وليبيا.

ـــ ثالثها التطبيع، أو ما يسميه المحاضر "التموضع الصهيوني الجديد" في النظام الإقليمي العربي وفي عمقه الاستراتيجـي. الأمر الذي أضرّ بأحد أهم مقومّات المشروع القومي العربي؛ أي اعتبار "إسرائيل" عدوا رئيسيّا ومركزيّا للدّول العربيّة على المستوى الإقليمي.

في حين تمثّل المتغيّر الرّابع في تبلور محور المقاومة كقوة متناقضة جذريّا مع المتغيّرات الثلاثة السّابقة، وخاصّة في ظلّ تطوّر المقاومة الفلسطينيّة في شكلها الحالي، والذي اعتبره الدّكتور عابد الزريعي تحدّيّا إيديولوجيّا وسياسيّا وعسكريّا حقيقيّا لدولة الاحتلال.

القدس المحتلة

إقرأ المزيد في: يوم القدس العالمي