يوم القدس العالمي
نحو القدس...
ياسر رحال
حرف الجيم الممدود والمنتهي بسهم يدخل إلى خارطة فلسطين، هو أول شعار عرفته يدلل على ان البوصلة لأي بندقية يجب أن تكون فلسطين. لاحقاً اكتشفت ان هذا الشعار هو شعار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. حاولت كثيراً "كزه" ورسمه على اكثر من ورقة وسترة وحائط.. لم أفلح في التزوير الحرفي له، قاربته باللون والإشارة.. وبقيت خارطة فلسطين تربكني وتربك الرسمة والشعار والأشعار.
معرفتي بالشعار سابقة على حرب السنتين 75 ـ 76 ، وعلى الاجتياح الصهيوني الاول للبنان في العام 78 والمعروف بـ"عملية الليطاني" والهادف لسلب ثروات لبنان المائية تحت حجة القضاء على التنظيمات الفلسطينية، واعتداءات العام 1979 الصهيونية ـ والتي أعلن معها الإمام المقدس روح الله الموسوي الخميني يوم القدس العالمي ـ وتابعهم بالاساءة اجتياح الـ 82 والمعروف باسم "عملية سلامة الجليل" والهادفة لإبعاد الفصائل الفلسطينية عن الحدود مع أرضهم ومعه احتلال الاراضي وإقامة المستوطنات، رأيته في بيوت جيراننا الفلسطينيين، وفي معسكراتهم التي كانت تتحضر وتتدرب ليوم العودة.
ومع الإعلان عن التشكيلات الاولى لحزب الله والمقاومة الإسلامية، وأمر الإمام بأحياء يوم القدس العالمي، كانت مجموعة الصرخات المخصصة للإحياء مستوحاة من لازمة نرددها دوماً عندما تخرج كلمة تكبير من فم أحد الأخوة:
الله أكبر الله أكبر الله اكبر
الله واحد خميني قائد
حرباً حرباً حتى النصر
زحفاً زحفاً "نحو القدس"
ومع بدء العرض العسكري الاول كانت الصرخة "... "نحو القدس" زاحفون زاحفون"، تترافق مع المارش العسكري ودوي أصوات العابرين امام الحشود التي جاءت للمشاركة في الإحياء.
هذه "النحوية" التي شكلت الاتجاه ترسم اليوم مصير المنطقة.
يوم القدس العالمي هذا العام سيعتمد شعاراً موحداً في كل المسيرات والمهرجانات والاحتفالات التي سيقيمها محور المقاومة أو فلنسمه منذ اليوم: "محور القدس".
هذا العام ستصدح كل الحناجر الشريفة بشعار "نحو القدس".. معتمدة صرخة المقاومة الإسلامية التي اطلقتها مذ أعلن امامها المقدس خيار تحرير القدس بتشكيل لواء القدس..
هي البصيرة التي تقود البندقية.. وليست القدرة أو الإرادة فقط..
مذ وعى المجاهدون أصل المعركة قرروا التصدي بالشعار لرأس الأفعى لا الانشغال بالأطراف والذيل..
القضية هي القدس.. كل ما عداها لا يعدو زواريب.. تفتعل أم الإرهاب والشيطان الأكبر أمريكا عوائق كثيرة في الطريق اليها، "صفقة القرن" ليست آخرها.. لكنها لن تفلح في طمس القضية.. لأن في غزة وكل فلسطين المحتلة شعباً قرر أن يقاتل دون أرضه وهو يعلم أنه سينال مرتبة الشهادة أو سيحظى بالنصر.
سنصلي في الأقصى سوياً فالصبح دنا.. ولا بد أن يتغير القدر في ليلة القدر التي يقع فيها يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان والذي بات يحمل اسم يوم القدس العالمي.
ويبقى أن نتذكر ونعيد التذكير بفضل العبد الصالح، أو أمير المسلمين كما كان شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب يحب أن يسميه أقصد به آية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) مطلق الصرخة الأولى لاستنقاذ القدس من براثن الاحتلال يوم أعلن وبعد وصول أنباء الاعتداءات الصهيونية الوحشية على لبنان في آب/ أغسطس 1979 (لاحظوا كيف ربط الاعتداء بالسبب الأساسي وهو احتلال القدس):
"على مدى سنوات طويلة وأنا أحذر المسلمين من خطر الكيان الاسرائيلي، أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضا، في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوما للقدس. وأن يعلنوا من خلال مراسيم الاتحاد العالمي للمسلمين، دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".
رحل الإمام العظيم وفي قلبه غصتان: "توحيد أمة محمد.. وتحرير المسجد الأقصى"..
فلنبِّ نداء إمامنا ونتجهز لهذا اليوم بما يليق ولننزل إلى الساحات وليعلم كل العالم أن القدس هي عاصمة السماء وهي عاصمة الأرض كما وصفها سيد الانتصارات.. ولها ونحوها فقط يجب أن تكون البوصلة والبندقية.