#صيف_الانتصارات
"الإعلام الحربي" يقصف جبهة الصهاينة.. ويأسرنا
ليلى عماشا
أبى الإعلام الحربي إلا أن يذلّ الصهاينة في ذكرى "الوعد الصادق"، فأهدانا مشاهد تُعرض للمرة الأولى عن العملية التي هزّت الكيان الصهيوني بأسره، وغمرنا بعزٍ لا يضاهيه عزّ. لقد رأيناهم من مسافة كافية لنسمع نبضهم وهم يعبرون، وليسري فينا فرحهم الغامر وهم يعودون غانمين. سمعنا أصواتهم، صيحةً صيحة، وبعضنا ممّن حضرت قلوبهم تمامًا استطاع شمّ عطرهم بين الطلقات. هؤلاء الذين تحرّكوا نحو العدو كروحٍ واحدة تقاتل من كل الجهات، وكجيش من ألوف مؤلّفة انتظمت صفوفه في أرض المعركة، لا يُزاح الستار عن أسمائهم ووجوههم إلا حين يرتفعون شهداء، ولا يملك المرء أمامهم إلّا ذوبان القلب في حضرتهم، والذهاب في اثرهم كي يحوّطهم بالدعاء المخضّب بالخجل. لقد أهدى الإعلام الحربي بالأمس كنزًا حوى "رجال الله في الميدان".
وهمُ التفوّق الذي يسوّق له الصهاينة في داخل كيانهم وفي العالم أجمع تلقّى بزناد الإعلام الحربي مساء أمس طلقة في مقتل. وإن كانت الانتصارات العسكرية المتتالية قد هزمت، ممّا هزمت، روح الصهاينة وحلمهم بسكن آمن فوق أرضنا، فإن الضربة الإعلامية التي شاهدناها بالأمس هزمت ما بقي من خيالات تلك الروح وذاك الحلم في الإعلام وفي الصورة التي يجتهد الصهاينة في عرضها على العالم.
تبدأ المشاهد بالعبور الذي يقطع الأنفاس، تأخذنا إلى "إجلاء الأسيرين" وتعود بنا، بسرعة ولهفة، إلى السيارة التي نقلت "الأمانة" إلى حيث يجب.. دقائق قليلة تستحضر كل الحكايات عن الحرب وتكفي ليُكتب فيها أطروحات في علم العسكر وميادين المعرفة الحربية. ولا بدّ أن الأعداء والمبغضين والجهلة تسمّروا أمام تلك الدقائق التي تغطي الزمان كلّه، كما تسمّرنا، والفارق بيننا وبينهم هو المسافة بين خوفهم وطمأنينتنا، وذلّهم وعزّنا، وخيبتهم وفخرنا.
لن تنتهي الحرب مع الصهاينة حتى زوال إسرائيلهم من الوجود، لذلك لا يمكن فصل كل الأحداث التي تعصف بنا عن أرض المعركة. وإن كنا نواجه كبيئة مقاومة حربًا إعلامية تستهدف كلّ فرد منّا ويوظّف فيها العدو أدوات مختلفة ومتفاوتة الأحجام والتأثير، فإن الدقائق القليلة التي عرضت من عملية "الوعد الصادق" هي في موازين المعركة وحساباتها عملية حربية إعلامية تكلّلت بالنصر المبين، واخترقت صفوف الإعلام الصهيوني بكل مراتبه ولغاته وأردت جنوده بين قتيل وجريح. أما بالنسبة للأسر، فنحن الأُسارى الذين طوعًا سلّموا قلوبهم بالأمس إلى المشهد، وغفوا آمنين معزّزين ومنتصرين.
كلّ عام والإعلام الحربي بخير، كي يهدينا في كلّ تمّوز صورة من أسراره الحصينة العالية، فنتحلّق حولها أطفالًا مزهوين بالهدية، فرحين حامدين أن عشنا زمن الانتصارات في كل المعارك، وأن حظينا قبل انقضاء أعمارنا بأن نرى بأمّ العين مشهدًا من مشاهد النصر الإلهي والوعد الصادق.
إقرأ المزيد في: #صيف_الانتصارات
27/08/2021